مقالات

حملة بائسة في الوقت الضائع علی مؤتمر المقاومة

 
وکالة سولا پرس
17/7/2016

بقلم: علي ساجت الفتلاوي
 

کما کان منتظرا و متوقعا، فقد أقامت المقاومة الايرانية تجمعا سنويا غير مسبوقا أدهش العالم کله بالنجاح المذهل الذي حققه و الذي أکد مرة أخری علی إنهم خصوم غير عاديين لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إنهم لن يدعوا هذا النظام و شأنه و سيلحقونه بنظام الشاه عاجلا أم آجلا.

التجمع الذي تم عقده في 9 تموز2016، في باريس، حظي بإهتمام عالمي غير مسبوق علی وجه الاطلاق، خصوصا من حيث الحضور المکثف هناک إيرانيا و عربيا و دوليا، وتطابق الآراء و المواقف بين المشارکين جميعا فيما يتعلق بالدور السلبي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن إسقاطه يخدم السلام و الامن و الاستقرار علی مختلف الاصعدة، والذي لفت النظر کثيرا هو إن جميع الوفود المشارکة في المؤتمر کانت تؤکد علی قضية إسقاط النظام و تعتبره شرطا أساسيا لعودة الامن و الوئام للمنطقة و العالم.

الحضور الايراني غير العادي(أکثر من 100 إيراني من مختلف أنحاء العالم)، والحضور العربي الملفت للنظر(وفود من 16 دولة عربية)يتقدمهم الامير ترکي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق، الی جانب حضور مئات الشخصيات السياسية العالمية المرموقة، والاهتمام العالمي و التغطية الاعلامية الاستثنائية به، کانت بمثابة رسالة مرعبة لطهران، إذ جعلتهم متيقنين من إن التجمع قد تجاوز حدود التنظير و الخطب السياسية المجردة و دخل في مرحلة جديدة وهو صناعة الاحداث و توجيهها في داخل إيران!

حملة التشکيک الکبيرة التي يقودها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد هذا التجمع و السعي لإتهام هذه المعارضة التي مافتئت تدعو للحرية و الديمقراطية، بإنها إرهابية، إنما هو إتهام خائب و بائس و ذليل، ذلک إن معظم الاوساط الايرانية و الاقليمية و الدولية هي علی بينة کاملة بالمقاومة الايرانية و بأهدافها و غاياتها النبيلة التي تخدم الشعب الايراني و السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، خصوصا وإن المقاومة الايرانية ‌أکدت و تؤکد و بصورة غير عادية علی المسائل المتعلقة بحقوق الانسان و الحريات.

هذه الحملة المشبوهة تأتي في وقت حققت فيه المقاومة الايرانية نصرا سياسيا مظفرا جديدا شهد له العالم جميعا، وأعطی أکثر من إنطباع و إيحاء بأنها صارت علی مسافة قريبة من طهران و إن العد التنازلي للتغيير الجذري في إيران قد بدأ فعلا، ولذلک فإن طهران لاتملک خيارا سوی أن تقوم بهکذا حملة بائسة تثير السخرية قبل أي شئ آخر.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى