العالم العربي

واشنطن وباريس تحملان النظام مسؤولية إفشال مفاوضات جنيف8


16/12/2017 


دعت الولايات المتحدة داعمي نظام الأسد للضغط عليه لدفعه للمشارکة بشکل کامل وجاد في المفاوضات مع المعارضة السورية، في حين اتهمت فرنسا النظام کذلک، بأنه لا يفعل شيئا من أجل التوصل لاتفاق سلام في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريکية هيذر ناورت في بيان، أمس (الجمعة) إن بلادها، “تحث کل الأطراف علی العمل بجدية نحو حل سياسي لهذا الصراع، وإلا فإنها ستواجه عزلة مستمرة واضطرابا لا نهاية له في سوريا”، حسب رويترز.

من جهته، قال السفير الفرنسي لدی الأمم المتحدة، جيرار أرو علی تويتر، إن “نظام الأسد لم يدخل أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية.. هم لا يريدون تسوية سياسية بل يريدون القضاء علی أعدائهم”.

وفي السياق، أکد نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ألکسندر جورجيني للصحفيين في إفادة صحفية يومية، إنه لا يوجد بديل عن حل سياسي يتم التوصل له من خلال التفاوض وباتفاق الطرفين، وتحت رعاية الأمم المتحدة”، مبدياً دعم باريس لدي ميستورا، حيث بدت تصريحات “جورجيني” رفضا لمبادرة روسية منفصلة لإجراء مفاوضات من المقرر أن تتم في “سوتشي” العام المقبل.

کما وجه “جورجيني”  أصابع الاتهام لروسيا وإيران، بشأن عدم قدرتهما علی فرض تطبيق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، الداخلة ضمن مناطق “تخفيف التصعيد”، ودعاهما أيضاً “لاتخاذ خطوات لوقف القصف وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسلام وبدون عرقلة لمن يحتاجونها”.

يشار إلی أن الفشل خيّم علی مباحثات جنيف 8 التي انتهت أمس الأول، دون إحراز أي تقدم، في حين يتحضر  دي ميستورا للدّعوة إلی جولة جديدة، محملاً وفد نظام الأسد فشل الجولة الحالية التي لم تشهد مفاوضات فعلية، بحسب قوله.

وقال دي ميستورا إنه ينوي الدعوة إلی جولة جديدة بجنيف في کانون الثاني/يناير 2018، وذلک بعد أن يبحث الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش نهاية الأسبوع ومع مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل في نيويورک.

واتهم دي ميستورا نظام الأسد بإفشال مفاوضات جنيف عبر رفضه التحاور مع المعارضة، مشيراً إلی “إضاعة فرصة ذهبية”، واعتبر أنه إذا کانت المعارضة قد تمثلت للمرة الأولی بوفد “موحد” في جنيف “فإننا لم نشهد مفاوضات فعلية”.

واتهم في مؤتمر صحافي وفد النظام بأنه “لم يسع فعلا إلی إجراء حوار والتفاوض في المقابل فعلت المعارضة ذلک”، مشيراً إلی  وفد النظام وضع شرطاً مسبقاً للمفاوضات معلناً أن وفد المعارضة لا يتمتع بصفة تمثيلية کافية.

وأکد المبعوث الأممي أن هذه الجولة لم تحصل علی مفاوضات حقيقية واقتصرت علی مباحثات ثنائية، موضحاً أن فد النظام لم يتکلم مع معه إلا في موضوع واحد وهو “الإرهاب”.

في حين، تناول وفد الرياض من جهته الموضوعات الأربعة التي حددتها الأمم المتحدة في جدول أعمال المحادثات، أي الحکم والدستور والانتخابات بإشراف المنظمة الأممية والإرهاب، بحسب دي ميستورا.

من جانبه قال وفد الرياض، إنه “ليس لديه شريک”، مؤکداً أنهم طالبوا علی الدوام بمفاوضات “مباشرة” وأن عملية جنيف تبقی “المکان الوحيد للوصول إلی حل سياسي”.

يشار إلی أن الجولة الأولی من جنيف8 انطلقت في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلی دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي وتنتهي الخميس الماضي، بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى