أخبار إيران

رة الإيرانية الثانية.. (5من12) ولماذا أشرف؟

الثورة الإيرانية الثانية.. (5من12) ولماذا أشرف؟

 


محمد إقبال*


الآن يعرف العالم کله أن من يريد تصفية أشرف هي الديکتاتورية الحاکمة في إيران وبيد عراقية


قلنا إن الانتفاضة بدأت فجأة وسنتطرق إليها. لکن الآن وکما يقول السينمائيون دعونا نضرب “فلاش باک” ونرجع إلی الوراء قليلا لنضع شيئا تحت الضوء, معسکر أشرف الواقع في محافظة ديالی في العراق والذي هو مقر اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية,هذا المعسکر وبخلفية 25 عاماً يحتضن المعارضة الرئيسية لنظام الملالي وتحول إلی بؤرة أمل للشعب الإيراني ومصدر للحماس في نضالهم في طريق تحقق الحرية والديمقراطية, وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الديکتاتورية الحاکمة في إيران ترکز في طيلة سنوات حکمها علی مجاهدي خلق في العراق منذ 1986 وإلی يومنا هذا وخاصة في السنوات السبع الماضية لم تبخل بأدنی جهد ولم تدخر وسعا لتصفية أشرف, وسنری کيف يعتبر الشخصيات العراقية الوطنية “أشرف” کمؤشر ورقم صعب أمام النظام الإيراني.
ونرجع إلی ما قبل 4 أشهر من ايام اجراء الانتخابات. قلنا أن الخامنئي کان يريد تصفية “أشرف” ومجاهدي خلق. واذا ما تحقق أمله واصبحت هذه الورقة الرابحة الکبری بيده وغاب ما يقلقه ويضعفه أمام المنافسين, اذا ما تحقق امله بذلک لن يعود بمقدور أحد الوقوف أمامه.
کشف الخامنئي في لقائه مع الرئيس العراقي في 28 فبراير2009 الستار عن اتفاق ثنائي مع الحکومة العراقية حيث قال وبلهجة آمرة: “يجب تنفيذ الاتفاق الثنائي بخصوص طرد مجاهدي خلق من العراق بشکل جدي, ونحن بانتظار تحقق ذلک”. وکانت خطة الخامنئي أنه وبهذا الاتفاق يتمکن من تصفية معسکر أشرف وانهزام سکانه. والاتفاق الثنائي الذي تحدث الخامنئي عنه يدخل حيز التنفيذ فور نقل حماية أشرف من الأميرکيين إلی القوات العراقية. وتتم محاصرة أشرف من جميع الجهات وتشکل لجنة قمع أشرف في رئاسة الوزراء العراقية بإشراف من نوري المالکي شخصيا. وتلغی جميع اللقاءات للمقيمين في أشرف مع محاميهم ولا تسمح الحکومة العراقية حتی بالزيارات العائلية. واعضاء من عوائل السکان الذين جاؤوا من إيران أو من مسافات بعيدة من بلدان أوروبية أو أميرکا لزيارة ذويهم يضطرون العودة من دون اللقاء بهم.
يمنع دخول العمال العراقيين المقيمين في القری المجاورة إلی أشرف وهؤلاء کانوا يؤمنون رزقهم من عملهم في أشرف, المقيمون في أشرف لم يعودوا ليقوموا بأعمال انتفاعية. ويکشف موفق الربيعي مسؤول امحاء أشرف آنذاک الخطط المستقبلية بالقول: “بشکل تدريجي القوات الأمنية العراقية تدخل المعسکر, تعمل سيطرات, تعمل دوريات, تعمل تفتيش, تعمل مداهمات,”. ونوري المالکي وتنفيذا لنوايا ومخططات النظام الإيراني وتحت شعاره المزيف “السيادة العراقية” يستمر في قمع سکان أشرف. ومجاهدي خلق لا يعارضون هذه السيادة بل کانوا يحترمونها علی الدوام ولم يقفوا يوما واحدا أمامها. ولمجاهدي خلق کلام واحد کرروه ويکرورنه: يجب ألا تصبح مجاهدي خلق موضعا لصفقة مع نظام الملالي.
تبدأ حملة دولية واسعة ضد حکومة  نوري المالکي بسبب ضغوطها اللا إنسانية واللاشرعية علی عناصر مجاهدي خلق في أشرف وتقوم منظمات دولية وإنسانية والبرلمانات في البلدان الأوروبية وأميرکا الشمالية واستراليا وکندا والبلدان العربية بدعم مخيم أشرف وتأييد حقوق المقيمين فيه وإدانة الاعمال القعمية لحکومة المالکي تنفيذا للإملاءات الإيرانية. والآن يعرف العالم أن من تريد تصفية أشرف هي الديکتاتورية الحاکمة في إيران وبيد عراقية طبعا.
ومقابل هذا الظلم والتآمر کله اختار “مجاهدي خلق” المقيمين في أشرف الصمود والمقاومة. وقد شدوا عزمهم لکي لا ينهزموا ليسطروا ملحمة جديدة ودروسا جديدة من التضحية والصدق والصمود امام مواطنيهم ولأجلهم, لأجل ايران ديمقراطية حرة وهي الحلم المشروع للشعب الايراني. ورغم الزيارات المتتالية لسلطات نظام الملالي بدءا من أحمدي نجاد ومرورا ب¯ لاريجاني رئيس البرلمان ومتکي وزير الخارجية ووصولا إلی سائر السلطات الأخری للنظام إلی العراق لممارسة الضغط لتنفيذ “الاتفاق الثنائي لإمحاء أشرف”تواجه خطة الخامنئي لإزالة أشرف الفشل بسبب صمود المقيمين فيه وحملة دولية شاملة موقرة.
ولم يملک ولم يصل الولي الفقيه لورقته الرابحة أمام المنافسين ويضطر مکسورا الی أن يبدأ عملية الانتخابات من دون هذه الورقة والمناظرات تأخذ طريقها في غير الطريق الذي خطط له وتنقلب الدنيا علی رأسه..ليس ذلک فحسب بل أصبحت أشرف تلک الورقة لم يبلغها الآن نموذجا وأسوة ومصدرا للحماس للمنتفضين في أنحاء إيران.., وقد تمکنت أشرف من الصمود بأيد فارغة وهي محاصرة بشکل کامل ,وکيف تتمکن من الصمود ولا يوجد لک أي اتصال ويحرمونک حتی من اللقاء بأقرب اعضاء عائلتک ولکنک مع ذلک صامد, منتصر, وکيف الحال عندما تکون في إيران وعندک جميع امکانيات الهروب, اذا يصبح الصمود والمقاومة اسهل بألف مرة. وهذا هو السبب الرئيسي لفزع الخامنئي وخوفه من أشرف وسکانه العزل, ومتی اصبح متظاهرا ومنتفضا إيرانيا في حال متعبة او مرهقة صار عليه أن يلقي نظرة إلی أشرف کرمز يستذکر صموده وتضحياته يجد نفسه شامخا صامدا ولديه ما يستلهم منه العزم والقوة والصمود. وسنتطرق لهذا الموضوع مرة أخری.
 يوم 17 يونيو تصل الانتفاضة في طهران إلی مراحل متقدمة. المواطنون الغاضبون يضرمون النار في مقر للبسيج في الساعة السادسة عصرا. الخطر يقترب بمسافة خطوة واحدة من النظام الحاکم. مقر الاذاعة والتلفاز تتم محاصرته من قبل 20 الف متظاهر. خرافة استقرار النظام أبطلت بشکل کامل. وميرحسين موسوي يعيد التزامه للولي الفقيه معلنا بقوله “إن جنابي لن يشارک في أي برنامج” ويدعو المواطنين “للتعامل السلمي”. والمواطنون يتبادلون آخر الأخبار حول مظاهرات يوم الغد 20 من  يونيو يوم الشهداء والسجناء السياسيين. ما هي خلفية 20 من يونيو? ويتساءل المواطنون: ماذا سيحدث غدا?.
خبیر ستراتیجي إيراني
m.eghbal2003@gmail.com ».

زر الذهاب إلى الأعلى