تقاريرمقالات

کيف مضی يوم العمال العالمي في إيران والعالم؟

 

کان يوم العمال في کل العالم يوما للاحتفال الوطني  خرج مختلف شرائح المجتمع فيه إلی الشوارع تضامنا مع العمال حيث أحيی هذا اليوم في بعض مدن العالم أکثر من مئات الآلاف مرددين أناشيد وهتافات مختلفة معلنين عن مطاليبهم رافعين لافتات تؤکد علی هذه المطاليب منها رفع مستوی رخاء العمال، ورفع الأجور، ورعاية اجتماعية مقتدرة، وتقليل ساعات العمل، توفير المزيد من التسهيلات للعاملات وأطفالهن.
وجاءت مشارکة الأحزاب المختلفة والجمعيات العمالية في المظاهرات أحد مظاهر عمومية يوم العمال العالمي في الدول المتعددة.
لکن ما شاهدناه في إيران، کان تعبئة عارمة للقوات المخابراتية الأمنيه القمعية للنظام منذ أسابيع منها اعتقال عشرات من نشطاء الوسط العمالي، وتهديد وترهيب المئات من العمال الناشطين الآخرين بالفصل عن العمل والسجن، للحيلولة دون إجراء أية مظاهرات مستقلة عمالية حيث النظام لم يسمح حتی عقد تنزه عمالي أي تجمع محدد شبه عائلي للعمال في الجبال المحيطة بمدينة کرج.
وقد ورد في الوثيقة التالية توقيع رئيس الإتحاد الرياضي للعمال في محافظة البرز علی ضرورة مشارکة العمال الواسعة في صلاة الجمعة في کرج فالتنزه ملغی!


 
 
فما مغزی هذه الإجراءات؟ لماذا الفزع من حتی تنزه العمال يعتري خامنئي وروحاني ومخابرات وحرسهم؟ لماذا لا يسمحون بإقامة المظاهرات حتی لتجمع عمالي؟ لماذا يمنحون رخصة تنظيم المراسيم فقط لجهاز بيت العمال الحکومي الذي لا دور له منذ بدء الثورة إلا قمع العمال الوحشي وتبرير الإستغلال المنفلت لعناصر النظام للعمال.
ولماذا هذا الخوف من إقامة مراسيم يوم العمال العالمي لنظام کان مؤسسه يقول بدجل إن ”الله هو أيضا عامل” ويعتبر زعيمه الحالي، الجميع عاملا!: ”کل من يشتغل في المجتمع يعد عاملا بشکل عام من المسؤول، والوزير، والأستاذ الجامعي، والطالب الجامعي، وطلبة العلوم الدينية، والمديرين وغيرهم”. (تلفزيون النظام – خامنئي – 27 نيسان 2016)
للإجابة، يجب إزالة قشر حالات الدجل وتحديد العلاقة المتضادة تماما بين نظام ولاية الفقيه مع العمال إذ تمنح الشرطة ووزارة الداخلية في الدول الأخری رخصة إقامة المظاهرات حتی بتوقعها حدوث أعمال عنف في الإحتجاجات العمالية لکونهم يعرفون أن تنتهي هذه الأعمال خلال ساعة أو ساعتين تجري المظاهرات أثناها بينما في إيران تکون الأجواء متفجرة بحيث کل بارقة من شأنها أن تفجر برميل بارود غضب العمال ليتحول إلی انتفاضة عارمة لا يمکن بالتالي السيطرة عليها لأن شدة استغلال العمال و… من قبل نظام الملالي أوصلت السکين إلی عظامهم.
إن معايير هذه العلاقات الجائرة عديدة من أهمها الرواتب التي بالکاد تغطي لقمة عيش العمال فيما تحتل إيران قاعة جدول الرواتب عالميا حيث أفادت صحيفة جوان الحکومية 30 نيسان 2016 أن: ”تقدير العمال لتکلفة السلة المعيشية يبلغ مليونين ومئة ألف تومان بينما لم ترد في السلة تکاليف السکن والصحة وفقط جاء الطعام”. أي تم حساب مليونين ومئة ألف تومان فقط لتغطية السلة الغذائية في حين تم المصادقة علی رواتب العمال بمبلغ 812 ألف تومان لهذه السنة، إن قدموها لهم”.
وتضيف الصحيفة: ”تکون مرتبات العمال في بلدنا أقل من الصين ويکاد أکثر من 80 بالمئة من العمال يعيشون تحت خطر الفقر”.
ومن المعايير الأخری، سير معظم العمال الإيرانيين إلی تحت خط الفقر، عدم توفرهم للأمن المهني وحق الضمان والتأمين الصحي المناسب، وإحصاءات بالغة للإصابات حين الإشتغال وعدم توفر شروط السلامة للمشاغل، وغياب المعايير الخاصة للمشاغل الشاقة والمضرّة، واستباحة حقوق العاملات الخاصة لا سيما الحوامل وأطفالهن، والوضع المزري للمتقاعدين المحرومين في البلاد…
وإذا أخذنا أيا من هذه المعايير فسنری أنه فيما يحظی العمال في العالم بهذه الحدود الأدنی غير أن العمال الإيرانيين يحرمون کليا من هذه الحقوق أو بتمتع محدود جدا بها يبتعدون عن عمال سائر دول العالم مسافة ملحوظة.
إذن لا يقيم العمال الإيرانيون الذين يلمسون التمييز حتی العظم قيمة لأعمال دجل واختفاء وراء المستضعفين من جانب خامنئي وعصاباته الحکومية والتشدق بمکانة العامل وغيره ويعلمون جيدا أن هذه التصريحات تأتي فقط من باب المخادعة.
علی هذا السبب، إن العمال الواعين في البلاد خلال هذه السنوات المظلمة علی حکم الولي الفقيه ليسوا لم يتوقفوا عن النضال لتحقيق حقوقهم العادلة فحسب وإنما زادو

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى