حديث اليوم

تداعيات« السلطة المزدوجة» في برلمان النظام تعکس الوضع الداخلي لنظام الملالي

 

تعکس الدورة الجديدة لبرلمان النظام التي من المقرر أن تبدأ يوم 28مايو/أيار2016 الوضع النظام الداخلي في عام 2016. العام الذي يظهر فيه بکل وضوح آثار تجرع کأس السم النووي. ومن الممکن أن نری في هذه المرآة صورة کاملة عن سفينة نظام الولاية المتحطمة التي قد تورطت في الوحل.
سبق أن قلنا ان إنتخابات برلمان الرجعيين التي ليست للشعب الإيراني الا مهزلة سخيفة تعتبر مجالا للصراع علی السلطة. وحاليا وبعد تحديد نتائج الجولة الثانية من هذه المسرحية السؤال المطروح هو ما کانت نتيجة هذا الصراع وحاليا اي من العصابات لها التفوق في البرلمان؟
کلتا الزمرتين تدعيان الفوز وکل زمرة ترفض ادعاء الزمرة الأخری! وعلی سبيل المثال يقول احد بيادق ومحررمقالات افتتاحية لزمرة خامنئي بشأن زعم الفوز للزمرة المنافسة «إن هذه التصريحات تدل علی عدم اکتساب العدد اللازم  للحصول علی أغلبية الأصوات في البرلمان وبهذه الطريقة ينوون أن يشحنوا الأجواء النفسية للايحاء بالفوز»(محمد کاظم انبارلويي-5مايو/أيار2016). فيما کانت زمرة رفسنجاني- روحاني  قد کتبت في وسائل الاعلام التابعة لها« أن اقبال المواطنين کان نحو الاصلاحيين» کما تبجح «عارف» زعيم الإصلاحيين بأنهم يمتلکون 168مقعدا في البرلمان، فيما يؤکد بعض وسائل الإعلام الحکومية بأنه « لا يمتلک أي تيار الأکثرية» في البرلمان الجديد و« ولايستطيع اي جناح أن يقول انه يمتلک الأغلبية»( وکالة تسنيم للانباء الحکومية المحسوبة علی قوة القدس الإرهابية 3مايو/أيار2016).
ما هي الحقيقة؟
رغم أنه لايمکن الحصول علی الحقيقة حول الترکيب النهائي للبرلمان بسبب رسوخ صفة الکذب والاحتيال والشعوذة بشکل ممنهج في النظام برمته الا ان الاحصائيات والأرقام التي تقدمها وسائل الإعلام النظام نفسها تظهرأن خامنئي فقد آلية أخری لفرض هيمنته اي البرلمان. لان «أغلبية النواب الاصوليين المستميتين المتشددين في الدورات البرلمانية السابعة إلی التاسعة» والذين هم من زمرة خامنئي «انهاروا فعلا»( صحيفة شرق الحکومية – 2أيار/مايو). طبعا تدعي وسائل الإعلام المحسوبة علی زمرة رفسنجاني بتراجع أکثرلزمرة خامنئي وتقول: «الأمر الواضح هو أن المتشددين لم يفقدوا السلطة التشريعية فحسب » بل هذا الموقف «بداية لنهاية هيمنتهم المطلقة علی سياسات الداخلية والخارجية للبلد»(صحيفة آرمان الحکومية-3مايو/أيار).
اذا افترضنا أن جانبا من هذا الإدعاء صائب فنتمکن من الإستنتاج بأن خامنئي تلقی ضربة أخری بفقدان هيمنته المطلقة علی البرلمان. الضربة التي تضعف موقعه أکثرمما کان عليه سابقا وبالنتيجة أن هذا الوضع يزيد من إضعاف النظام برمته أکثرمما مضی.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما مغزی البرلمان الذي لايمتلک اية زمرة من زمر النظام الأغلبية فيه؟
لقد أوضح بعض وسائل الإعلام الحکومية من کلتا الزمرتين هذا الوضع. وأعلنت صحيفة «اعتماد» الحکومية انه يدل علی «سلطة مزدوجة» ما يمکن أن يکون خطرا للنظام برمته (صحيفة «اعتماد» الحکومية 2مايو/أيار). کما تعلن صحيفة کيهان المحسوبة علی خامنئي انه «سلطة مزدوجة» وتحذر: « علی نواب البرلمان العاشر… أن لا يترکوا بحرق الفرصة عملية التغيير في هيکلية السلطة المزدوجة إلی مستقبل مجهول» (صحيفة کيهان المحسوبة علی خامنئي-2مايو/أيار).
إن «السلطة المزدوجة» التي تطرحها هذه وسائل الإعلام الحکومية هي تعبير آخرلإنهيار کل او جانب من هيمنة الولي الفقيه داخل النظام. وهذا يعني اخلال في التوازن داخل النظام. وهذا هو نفس المرآة التي يمکن من خلال النظر فيها رؤية التدهور المتزايد لوضع النظام في عام 2016. اي نفس الوضع الذي أعربت صحيفة کيهان لخامنئي عن خوفها من خطره تحت عنوان « عاقبة البرلمان الجديد».

 

زر الذهاب إلى الأعلى