أخبار إيرانمقالات

عن ظاهرة طعن رجال الدين في إيران

 


کتابات
24/7/2017

بقلم:علاء کامل شبيب


منذ 38 عاما. والشعب الايراني يخضع لنظام ديني صارم يحد من کل أنواع الحرية و الديمقراطية و يرفض بشکل خاص و واضح مبادئ حقوق الانسان، ومع إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أعقب النظام الملکي الذي يصفه في أدبياته بالنظام الدکتاتوري و الطاغوتي، لکن ليس هناک من بإمکانه القول أبدا بأن النظام الحالي أفضل من النظام السابق وإنه أکثر ديمقراطية و إنتفاحا علی الشعب، بل إن الشعب الايراني وبسبب ماعان و يعانيه علی يد النظام الحالي جعله يترحم علی النظام السابق.


الثورة الايرانية التي کانت نتاجا لتحرک جماهيري واسع النطاق لجميع شرائح و مکونات الشعب الايراني و أطيافه، حيث لعبت فيه منظمة مجاهدي خلق دورا کبيرا و اساسيا في إشعال لهيب الثورة و عملت علی ديمومتها و استمراريتها حتی النصر المؤزر في 11 شباط1979، لکن التيار الديني المتشدد في الثورة و لأسباب و عوامل شتی لامجال لطرحها في هذا المتسع الضيق، تمکنت من مصادرة الثورة و السيطرة عليها و جعلها ذات طابع ديني بحت بعد أن أبعدت کل المعالم الانسانية و الديمقراطية و التحررية منها، وأمسکت الامور بيد من حديد حيث إن النظام الذي يسعی من أجل مشروعه بخصوص بناء إمبراطورية دينية علی حساب دول المنطقة يبذل کل مابوسعه عاما بعد عام لتشديد و تضييق الخناق أکثر علی الشعب خصوصا وإنه قد إعتمد علی رکيزتين اساسيتين لضمان بقاء و إستمرارية النظام و تنفيذ مشروعه وهما:
ـ قمع الشعب الايراني في الداخل.


ـ تصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة و العالم.
بعد 38 عاما من حکم هذا النظام، وصل هذا الشعب الی حد بيع الاجنة في بطون الامهات و بيع أعضاء الجسد و البنات، والی حد السکن في المقابر و في بيوت من الورق المقوی الی جانب إرتفاع نسبة الادمان بحيث وصلت الی 11 مليون عائلة مدمنة و إتساع رقعة التفکک الاسري و إرتفاع نسبة الجريمة و مظاهر أخری مختلفة تبين بأن هذا النظام قد أوصل الشعب ليس الی حافة الخطر وانما بدأ يدفع به نحو الهاوية السحيقة في الوقت الذي يجد فيه هذا الشعب رجال الدين وخصوصا الذين في خدمة النظام،

ينعمون برغد العيش و في بحبوحة، ويکفي أن نشير الی أن المرشد الاعلی للنظام يجلس علی إمبراطورية مالية تقدر بأکثر من 95 مليارد دولار، هذا الی جانب النماذج الاخری التي ترفل في العز و النعيم فيما بات 70% من الشعب يعيشون تحت خط الفقر و قرابة 30% يواجهون المجاعة، ومن هنا فإن التقارير الخبرية التي نقلت معلومات عن إزدياد ظاهرة طعن رجال الدين بالسکاکين في إيران، فإن ذلک يعبر عن مدی إرتفاع مستوی الکراهية و الرفض لرجال الدين الذي صاروا رمزا للإستغلال و الاستعباد و الظلم، بل وإننانری بأن کل طعنة توجه لرجل دين في إيران انما هي طعنة توجه للنظام ککل و لشخص المرشد الاعلی الذي يعتبر اساس و رمز هذا النظام، وهو يدل أيضا علی إن الشعب لم يعد بمقدوره المزيد من التحمل و السکوت عن ظلم رجال الدين المستبدين و يطمح الی إسقاط نظامهم و تغييره بأية طريقة کانت.

زر الذهاب إلى الأعلى