أخبار العالم

مسيحيو العراق يواصلون نزوحهم رغم تحذيرات قساوستهم

کثيرون لجأوا إلی کردستان وآخرون ينتظرون الهجرة إلی الخارج



  الشرق الأوسط
21/11/2013


ينتظر أوشاليم بنيامين، الذي يمسک بالهاتف ويضع علی رکبتيه حقيبة صور، أن يغادر العراق وهو يتأمل بعض ذکريات حياته التي کانت سعيدة مع أبناء الطائفة المسيحية التي يتناقص عدد أفرادها يوما بعد يوم.
وينتظر هذا المواطن البغدادي الذي يبلغ الرابعة والسبعين من عمره، اتصالا هاتفيا يفيده أنه يستطيع الالتحاق بعائلته في الولايات المتحدة ويترک بدوره طائفته المسيحية التي يرقی وجودها في العراق إلی ألفي عام وتناقص عدد أفرادها إلی النصف منذ الاجتياح الأميرکي في 2003.
ودعا بطريرک بابل للکلدان مار لويس روفائيل الأول ساکو الذي يشارک في لقاء بين مسؤولي کنائس الشرق الأوسط والبابا فرنسيس اليوم، المسيحيين إلی ألا يهربوا وانتقد البلدان الغربية التي تعطيهم تأشيرات. لکن عددا منهم يقول: إنهم باتوا مضطرين للهرب لأن اندلاع أعمال العنف في الوقت الراهن قضی علی الأمل في تثبيت الاستقرار بعد التحسن النسبي للوضع الأمني ابتداء من 2008.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن الهجرة بلغت ذروتها في أعقاب هجوم شنته «القاعدة» علی کنيسة في بغداد في أکتوبر (تشرين الأول) 2010. ولقي فيه 44 شخصا وکاهنان حتفهم. ومنذ الاجتياح الأميرکي، تعرضت 61 کنيسة لاعتداءات وقتل نحو ألف مسيحي، لکن ليس جميعهم في هجمات متعمدة، کما قال البطريرک ساکو.
وکلما فرغت بغداد من مسيحييها، ازداد في عينکاوه عدد المسيحيين الذين يوشکون أن يحولوا هذه القرية الکردية الصغيرة قرية مسيحية. وفي إحدی کنائسها الثلاث، يجري الاحتفال إحدی عشرة مرة بقداس الأحد، وتريد السلطات بناء ثلاث کنائس إضافية، کما يقول الأسقف الکلداني بشار وردة. لأن الأمل في العودة ضعيف. ويقول: إن «99% من العائلات المقيمة في عينکاوه لا تفکر في العودة» إلی مدينتها الأصلية.

زر الذهاب إلى الأعلى