أخبار إيرانمقالات

نظام يتدخل في أي مکان

 

 

وکالة سولا پرس
16/3/2016

بقلم: فهمي أحمد السامرائي

  لن يشعر البعض ممن راهنوا علی الرئيس الايراني حسن روحاني و سياساته و عقدوا عليه الامل بعد أن بدأ يلقي قناع الاعتدال و الاصلاح جانبا و يکشف حقيقة و واقع أمره من دون أية رتوش، خصوصا وانه قد صار يؤکد علی تمسکه بالنهج الذي دأب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التمسک به طوال العقود المنصرمة.
قبل فترة قصيرة نسبيا، أشاد روحاني و أثنی علی سياسة التدخلات التي إتبعا نظامه مشيرا بأنه لولا تواجدهم في بغداد و دمشق و صنعاء لما کان بالامکان تحقيق الاتفاق النووي. هذا التصريح لم يجف حبره حتی و بادر روحاني بتصريح آخر شدد خلاله بأن نظامه سوف يتدخل في أي مکان توجد به مقامات للشيعة، وتتعرض إلی تهديد من قبل الإرهابيين”، مشددا بأن”مراقد أهل البيت تعتبر خطا أحمر”، مضيفاً: “لو أراد الإرهابيون الاعتداء علی مراقد أهل البيت، فإننا لن نسکت علی ذلک، لقد قال لنا الشهداء إنه لو کان هنالک مسلمون آخرون معرضون للدمار ومراقد أهل البيت في خطر، فعلينا الدفاع عنهم والحفاظ عليهم”، وذلک استمرارا للخطاب التبريري الإيراني الرسمي لتدخلات طهران العسکرية في العراق وسوريا وسائر الدول العربية.
الموقف الجديد لروحاني يثير الکثير من علامات الاستفهام التي يصاحبها الکثير من التهکم، ذلک إن المراقد الشيعية حالها حال مراقد الطوائف و الاديان الاخری في هذه البلدان کانت علی مر العصور محفوظة من کل إعتداء، وإن التطاول علی الاماکن و المراقد الدينية قد بدأ بعد تأسيس هذا النظام، وهو أمر يجب أن نأخذه علی الدوام بنظر الاعتبار. بعد أکثر من 35 عاما من التدخلات الايرانية في المنطقة و بعد أن صارت التدخلات بمثابة نهج و مرتکز لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تماما کالممارسات القمعية و مصادرة الحريات في داخل إيران، وإنه وبعد أن تم إختيار روحاني لمنصب الرئاسة و بعد الشعارات اللماعة و الطنانة للإعتدال و الاصلاح التي أطلقها و بعد أن عقد البعض الامال عليه بإتباع سياسة أکثر إنفتاحا علی المنطقة يعمل بموجبها علی الحد من التدخلات السافرة لنظامه، فقد جاءت تصريحاته و مواقفه هذه لتخيب و تحبط آمال المراهنين عليه.
زيف و کذب المزاعم الاصلاحية التي أکد عليها العديد من المراقبين و المحللين السياسيين بالاضافة الی المقاومة الايرانية التي سخرت علی الدوام من هذه المزاعم معتبرة إياها محض هراء و کلام فارغ، أمر بدأ يتوضح يوما بعد يوم و يصبح حقيقة و أمرا واقعا لمن إنخدع و إنبهر ببريقه الکاذب!

زر الذهاب إلى الأعلى