مقالات

تصريحات و مواقف مفتعلة

احرار العراق
1/2/2015
 اسراء الزاملي


لم يتمکن المجتمع الدولي و طوال الاعوام الماضية من التواصل و المحادثات عبر القنوات المختلفة مع النظام الايراني من التوصل الی أية نتيجة مجدية، بل انه کان دائما يجد نفسه أمام مواقف و اوضاع جديدة يقوم هذا النظام بفرضها نتيجة محاولاتها المختلفة و سعيه الدائم للتصيد في المياه العکرة.
الملف النووي للنظام الايراني الذي يسبب الکثير من التوجس و القلق لدول المنطقة خصوصا و العالم عموما، يحاول النظام و من خلال طرق و اساليب مختلفة أن يوصله الی بر الامان بإنتاج و صنع القنبلة الذرية و بالتالي فرض نفسه کأمر واقع علی الجميع و جعل خيارات و إملائاته مفروضة علی الجميع، وعلی الرغم من أن الدول الکبری حاولت و تحاول بإعتماد سياسات الضغط و العقوبات من إجبار النظام علی الانصياع للشروط و المطالب الدولية، لکنها لم تتمکن لحد الان من تحقيق أي شئ وانما فقط يدخلون جولات و جولات من المحادثات غير المجدية مع النظام.


خلال أغلب جولات المفاوضات التي تتطلب مواقف واضحة و صريحة من جانب النظام الايراني، فإن هذا النظام يلجأ الی إطلاق تصريحات و إعلان مواقف مفتعلة من أجل الالتفاف علی الحقيقة و التمويه عليها، وان الشواهد أکثر من کثيرة علی ذلک، لکن وفي نفس الوقت فإن النظام وعندما يصبح أمام الامر الواقع و يسقط مابيديه، فإنه يستسلم للأمر الواقع کما حدث عندما لم يجد بدا من الذهاب الی جنيف و التوقيع رغم أنفه علی الاتفاق المرحلي في نوفمبر 2013، حيث أن ظروفه و أوضاعه الوخيمة وقتئذ إجبرته علی الرضوخ مثلما أجبرت کافة مسؤولي النظام علی إلتزام الصمت و عدم إطلاق أية تصريحات’عنترية’، لکن وبعد أن إلتقط النظام أنفاسه عقب تلک التسهيلات غير المبررة التي منحت له، فإنه عاد في الجولات الاخيرة لأسلوبه القديم بإطلاق التصريحات و المواقف المختلقة من جانب مسؤوليه حتی وصل الامر الی عدم التوصل الی أي إتفاق نهائي بحلول نهاية الفترة المحددة لإتفاق جنيف المرحلي والذي کان في 24/11/2014، مما دفع الدول الکبری الی تمديد المهلة النهائية الی نهاية حزيران 2015، علی أمل التوقيع علی إتفاق نهائي، لکن الذي ظهر لحد الان ليس أکثر من أجواء ضبابية و غموض و عدم وضوح يلقي بظلاله علی المفاوضات وهو مايدفع للقلق و التوجس من نوايا النظام الايراني.


السيناتور الامريکي روبرت مينينديز، أحد الراعين لمشروع قانون سيشدد العقوبات علی إيران بشأن برنامجها النووي اليوم الثلاثاء، إنه وأعضاء ديمقراطيين آخرين في مجلس الشيوخ الأميرکي لن يدعموا الموافقة علی مشروع القانون إلا بعد 24 مارس وفقط في حال عدم وجود اتفاق-إطار مع طهران. لکن مينينديز ذکر أنهم لا يزال يحدوهم الأمل في التوصل لحل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية، لکنه قال إن شکوکا عميقة تساورهم بشأن التزام إيران بتقديم تنازلات لتظهر أن برنامجها النووي سلمي بحلول المهلة النهائية التي حددها المفاوضون الدوليون من أجل التوصل لاتفاق إطار. وهذه الشکوک التي يتحدث عنها السيناتور الامريکي، هي الطاغية علی المجتمع الدولي، والجميع يعلمون بأنه ليس من السهل أبدا إنصياع هذا النظام للأمر الواقع وانه سيبقی علی دأبه طالما وجد الی ذلک سبيلا.


المقاومة الايرانية التي بذلت جهودا غير عادية من أجل توضيح حقيقة هذا النظام و کونه يمارس الخداع و التضليل مع المجتمع الدولي و يضمر شرا للجميع، وأعلنت في مناسبات مختلفة عن کشف مخططات للنظام بشأن إخفاء جوانب من برنامجه النووي عن المجتمع الدولي، وأکدت المقاومة الايرانية بأن العقوبات و الضغوطات الدولية لوحدها لاتکفي لإجبار النظام علی الاستسلام لمطالب المجتمع الدولي، وانما الطريق الافضل و الاجدی نفعا لإجبار النظام علی القبول بالشروط الدولية يکمن في أن يبادر المجتمع الدولي الی دعم نضال و تطلعات و طموحات الشعب الايراني و مقاومته من أجل الحرية و الديمقراطية، بالاضافة الی إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الی مجلس الامن الدولي، يعتبر الطريق القويم لوصول المجتمع الدولي الی تحقيق أهدافه المرجوة بالنسبة للمشروع النووي.


التفاوض و التواصل مع هذا النظام و طوال الاعوام الماضية، أثبتت بأن لافائدة ترجی من ورائها غير إضاعة الوقت عبثا و من دون جدوی، ولهذا فإن إبقاء قنوات التواصل معه لن يقود الی الی متاهاة و محطات وهمية لن تکون من ورائها أية فائدة، وان منح الاهمية للشعب عوضا عن النظام، هو السبيل الامثل لإنتهاج طريق جديد في التعامل مع هذا النظام، تعامل من شأنه أن يقود الی نتيجة و يحل الاشکال و التعقيد الذي عجز المجتمع الدولي عن حله طوال الاعوام الماضية.
دعم نضال الشعب و المقاومة الايرانية من أجل الحرية مع إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الی مجلس الامن الدولي، يعتبر الحل الوحيد المتاح حاليا للمعضلة النووية للنظام و قضايا تصدير التطرف الديني و الارهاب أيضا، لأن الشعب و المقاومة کفيلان بحسم أمر النظام و إغلاق ملفه الی الابد عبر إسقاطه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى