أخبار إيرانمقالات

شعب يسکن في القبور و علب الکارتون

 


الحوار المتمدن
30/12/2016

 
بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

لايبدو أبدا إن نظام الملالي القمعي في إيران يکتفي بما جلبه للشعب الايراني من مصائب و کوارث و أهوال و مآسي بل إنه يعمل و بصورة مضطردة کل مابوسعه من أجل اللإيغال في زيادة تلک المصائب و المآسي و تعميقها، إذ إن الملالي وهم يشهدون معاناة الشعب الايراني من الفقر و المجاعة التي تعصف بهم، فإنهم يتمادون أکثر لجعل حياة هذا الشعب أصعب و أقسی من السابق.

بعد أن کان رئيس بلدية العاصمة الإيرانية طهران محمد باقر قاليباف کشف في أکتوبر/ تشرين الأول2016، أن أکثر من 15 ألفا من المواطنين الفقراء المشردين الذين لا مأوی لهم ينامون في علب الکرتون بالشوارع بينهم 3000 امرأة، فإن التقارير الخبرية الواردة من داخل إيران تتحدث عن المئات من الايرانيين الذين باتوا و بسبب صعوبة الحياة المعيشية في ظل نظام الملالي، يسکنون في المقابر، غير إن المثير للسخرية إن هذا النظام و عوضا عن أن يتحمل مسؤوليته الاخلاقية و يبادر الی توفير مساکن و مأوی يناسبهم فإنه يقوم بمهاجمتهم و طردهم من المقابر و إعتقالهم، هذا في الوقت الذي ينعم فيه الملالي برغد العيش علی حساب هذا الشعب.

نظام الملالي الذي لم يری الشعب الايراني منه سوی المآسي و المصائب و المشاکل و الازمات و الفقر و المرض و المجاعة و ماإليها، أثبت و من خلال نهجه و سياساته المشبوهة المعادية ليس للشعب الايراني وانما للإنسانية کلها بأنه نظام طفيلي بالمعنی الحرفي للکلمة و إنه يعتاش علی حساب الشعب الايراني و ليس لديه مايقدمه سوی المزيد و المزيد من الفقر و المجاعة و المشاکل الاجتماعية المختلفة، ومن هنا فإن طرح موضوع إسقاط هذا النظام و تغييره و جعله القضية المرکزية الاولی للمقاومة الايرانية، قد إنطلق أساسا من حقيقة معاداة هذا النظام للشعب الايراني و شعوب المنطقة و الانسانية جمعاء، خصوصا وإنه يسعی من خلال نهج قرووسطائي رجعي متخلف الی إستخدام الدين کوسيلة من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة، مع الاخذ بنظر الاعتبار الاثار و التداعيات السلبية لذلک علی دول المنطقة و العالم خصوصا من حيث تصدير التطرف الاسلامي و الارهاب.

نظام يجعل من 70% من شعبه يعيشون تحت خط الفقر و يدفع 30% الباقين منه الی مواجهة المجاعة، و يصل به الامر الی أن يجعل من هذا الشعب يعيش في بيوت ورقية و في داخل المقابر، هو نظام لايمکن أبدا الاطمئنان منه ذلک إن نظاما يقوم بکل هذه الفجائع يمکن إعتباره الشر بعينه و هو يعادي الانسانية برمتها، ولذلک فإنه لامناص أبدا من دعم و تإييد نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و إسقاط هذا النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى