أخبار إيران

رسالة السجين السياسي سعيد ماسوري بشأن اعدام غلام رضا خسروي: فلاحنا ليس الا في رفعة رأس شعبنا

 

 

 

 

کتب السجين السياسي سعيد ماسوري المقبوع في سجن کوهردشت رسالة بشأن استشهاد المجاهد البطل غلام رضا خسروي فيما يلي فقرات منها:


السلام والتحية علی مر التاريخ. الساعة الثانية والنصف بعد منتصف ليلة السبت علی الأحد 1 يونيو/ حزيران 2014 وياليت کنت أنت الذي يکتب لي هذه الرسالة ويا ليت…
أعرف أنک مازلت حيا ترزق وربما تقيم الصلاة بدون ذرة من الريب والزيغان وأراک  کما عاهدت تجعلهم يتحسرون علی سماع حتی کلمة من الأسف والندامة بدفع الثمن من حياتک ورغم اصرارهم وتدعو الله بتلاوة أية من سورة الأعراف «الحمد لله الذي هدانا لهذا». الحقيقة يا غلام رضا اني سهرت کل الليل بذکرک وأسرّ اليک الحديث وأدعو الله وسألت من بيده المقدرات وأستغيث به  وأدعو ثم الاستغاثة . حتی لا يکون خافيا عليک أني و الکثير من زملائک السابقين  في السجن قد بکينا کثيرا…

تناهی الی أسماعي الآن أن فريقا من الجلادين وصلوا الی السجن لاعدامک وکذلک سمعنا أنه ولکي لا تکون أنت واعيا لحظة الاعدام حتی تطلق هتافات قد زرقوا عنوة في جسمک کميات من المورفين ثم بکينا من جديد حتی بلغ منتهاه حيث لاحول ولا قوة لنا مکبلي الأيدي والأرجل ونحن نشاهد مندهشين اقتياد أعزائنا وأبناء هذا الوطن الی المشنقة…
….
يا تری ماذا تتحدث مع نفسک وما هو حديثک مع ربک؟ ربما تتلو الآية 23 من سورة الأحزاب : ”من المؤمنین رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه علیه فمنهم من قضیٰ نحبه و منهم من ینتظر و ما بدّلوا تبدیلًا“ و ياليتني کنت معک. وکنت أفلح کون فلاحنا يکمن في رفعة رأس هذا الشعب وملتنا وليس الفلاح الا حتی نستعيد ما اغتصب من أبناء شعبنا.
يا صديقي ويا أخي الذي لم ألتق به ولکنني عهد لي بک.. تقترب عقارب الساعة الی أذان الفجر ولکن رغم انتظار العشاق بفارغ الصبر لموعد الآذان الا أننا اليوم نأمل أن يتأخرلأنهم ينفذون الاعدام عشية اذان الفجر وهم قد مزجوا موعد الآذان  بالجريمة والدماء بدلا من نشر الاحياء والمحبة. ومازلنا نبتهل الی الله بغية أن يقدر قدره بشکل آخر والله أعلم کم هو مؤلم مرور الانتظار علينا وعلی أصدقائک وأعزائک. فکل دمعة تسيل من عيونهم کأنها بحر ناري ملتهب و«يا ألما کون هذا اللغز ليس له حل وتعبير»….
والآن حانت الساعة الرابعة والنصف صباحا والمؤذن يؤذن هذه المرة خلودک. مبارک عليک عروجک حيث جرت  دمائک في شرايين التاريخ لاسيما وأن عروجک قد صادف يوم ميلاد سيد الأحرار وانت سارعت في لقائه. قل له ماذا فعلوا طيلة هذه السنوات بنا وبشعبنا … ان اعدامک سيکون نقطة انطلاق لمسلسل من الاعدامات أو مسلسل من الاجراءات الاجرامية الآخری وأن السجناء هم في طوابير الانتظار لهکذا اجراءات  ولربما هذا هو الثمن الضروري في الطور الأخير من هذه المواجهة المضنية من أجل تحرير واسعاد شعبنا. الساعة الآن الخامسة فجرا والآن أعرف أنک لست بيننا واني خجل من کوني مازلت حيا… عار علی کل اولئک الذين ساهموا في قتلک أو ارتضوا بذلک بصمتهم …
عزيزي الأخ غلام رضا ! تأکدت بأنک لن تقرأهذه الرسالة لأن  الأخبار قد أفادت خبر اعدامک کـ «منافق» و «جاسوس للاجانب». طوبی لک حيث وجهت اليک نفس التهم التي وجهت لمولانا علي و سيدنا الحسين و علی جسر بغداد وجهت لمولانا الامام موسی الکاظم ووجهت لکل انسان حر وطالب للحرية. 
سعيد ماسوري الأول من    يونيو/ حزيران 2014 – سجن رجايي شهر

زر الذهاب إلى الأعلى