أخبار إيران

أبرز التصريحات الإيرانية “الکاذبة والمخادعة” في الربيع العربي

 


 


أورينت نت
25/3/2015


لاعجب أن نسمع أخباراً کاذبة من کوريا الشمالية المنغلقة علی نفسها والمغلقة أمام جميع دول العالم، ولاتوجد أي مشکلة أيضاً في التعليق علی “الأکاذيب” التي تخرج من هذه الدولة، بالسخرية وروح النکتة، کونها لاتستطيع أن تمارس الکذب إلا علی شعبها، کما فعلت عندما قالت لهم: إن المنتخب الوطني الکوري الشمالي وصل إلی المباراة النهائية في کأس العالم (المنصرم) وهو علی وشک الفوز باللقب الحلم إذا مافاز علی منتخب البرتغال.


لکن الأمر غير المفهوم، هو انتهاج إيران لذات السياسة في التصريحات علی شعبها وعلی العالم، ثم نفيها، أو تجاهل إثباتها أو نفيها، أو دفعها بأشخاص من رجالات الحکم لايمثلون القامات الأساسية للنظام فيها، أو نشرها تلک التصريحات علی شبکات شبه رسمية، ثم نفيها، دون أن نسمع أنها عاقبت هذه الوسيلة أو ذلک المترجم علی (کذبهم).


بيان جديد للحرس الثوري الإيراني يؤکد أن “لا صحة للأخبار التي تم نقلها مؤخراً عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، والذي تضمنت کلاماً حول توافر الإمکانية في إخضاع الأردن لإرادة طهران وأفکارها”.


لکن هذا النفي لايعني بالتأکيد أن القول لم يصدر عن سليماني، لأن الأمر تکرر، وصدر من وسائل إعلام ايرانية رسمية وشبه رسمية کما (وکالة فارس) و(وکالة يسنا)التي نقلت عن سليماني قوله الأخير “إن إيران حاضرة في لبنان والعراق”، وأن “هذين البلدين يخضعان بشکل أو بآخر لإرادة طهران وأفکارها”، وأن “بلاده بإمکانها التحکم في الثورات العربية لتوجهها نحو العدو”، وأن “هذه الإمکانية متوافرة في الأردن”.


طبعاً نفي إيران لتصريحات سليماني الأخيرة، يفتح الباب للکشف عن أبرز محطات الکذب الفاضح الذي مارسته الدبلوماسية الإيرانية مراراً وخصوصاً في فترة الربيع العربي وکذلک مفاوضاتها مع الغرب.


سبق تصريحات سليماني الأخيرة قبل أيام، تصريحات لمستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني للشؤون الدينية والأقليات (علي يونسي) الذي قال:”العراق عاصمة لإمبراطورية إيران”. وسبقه في تصريح مشابه أيضا مسؤول إيراني آخر.


وعلی مايبدو أن الأمور في العراق ليس کما باقي الدول التي لاتوجد فيها مليشيات إيرانية، فاکتفت طهران عن طريقة بعض برلمانيها باستنکار الموضوع دون أن يصدر أي اعتذار رسمي بذلک، أو أن الحکومة العراقية الموالية لها، لم تستنکر التصريحات، ربما لأنها باتت منذ العام 2012 تعطي إشارات تبعيتها إلی إيران بشکل رسمي وخصوصا عندما ظهرت صورة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالکي وهو يجلس مع الرئيس الإيراني السابق ( أحمدي نجاد) بدون أن يضع علم بلاده خلف کرسيه والاکتفاء بالعالم الإيراني فقط (کما الصورة التي نشرها الناشطون حينها والمبينة أدناه)
 


لکن مالا تخجل منه إيران في العراق، تنفيه في غير موضع، أو تتجاهله ولاتعلق عليه، أوتستمر في خداع شعبها کما في تصريحات رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني( سيد عزت الله ضرغامي) الذي قال في بداية انطلاق الربيع العربي “أنّ توجهات ومطالب الشعوب الثائرة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط متأثرة کلها بالثورة الإسلامية في إيران”.


أمّا رئيس اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني (غلام حداد عادل) فقد قال: “الثورة الإسلامية الإيرانية تمثل نموذجا للشعوب العربية الثائرة”. و آية الله نوري الهمداني فقد وصف ثورة الشعب التونسي بأنها (اقتفاء لأثر الثورة الإسلامية في إيران).


لکن (الکذبة الکبری) التي ارتکبتها السلطات الإيرانية، کانت في قمة عدم الانحياز التي استضافتها قبل عامين تقريبا، والتي حضرها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، حيث حرفت کلام مرسي في الترجمة، ولم تعلق علی هذه الفضيحة، أو حتی تعاقب المترجم ولو بـ(التمثيل).


ومن الفقرات التي حرفتها، هو قول مرسي ” إن الشعبان السوري والفلسطيني يناضلان بباسلة مبهرة من أجل الحرية والکرامة” فحرفتها عند الترجمة ” إن شعب البحرين وفلسطين يناضلان من أجل الحرية “، وحرفت قوله أيضا ” إننا نتضامن مع الشعب السوري ضد الظلم والقمع” لتصبح في ترجمة التلفزيون الإيرني ” إننا نتضامن مع الشعب السوري ضد المؤامرة لمواجهة هذا البلد” وطبعاً غيرت حوار مرسي کاملاً إلی ماتريده في الترجمة الفورية التي کان يسمعها الشعب الإيراني!


يری معظم المراقبين أن علاقة إيران بالکذب علاقة أساسية لتعاملاتها مع دول العالم، لکن تصريح سليماني الأخير حول الأردن، ونفيه بعد يوم من نشره في وسيلة إعلام إيرانية شبه رسيمة، إنما يدل علی استراتيجية إيران في تهديداتها لدول المنطقة، فإصدار التصريح الأخير ثم تکذيبه ربما يکون بهدف إرسال إشارات حول موقفها من أي حدث لاترغبه، سيما أن (التصريح المنفي) صدر مع إعلان الأردن رسميا مشارکتها في تدريب أبناء العشائر السورية، بهدف القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) . ومن المعروف أيضاً أن طهران تخوض في الفترة الأخيرة حرباً شرسة في منطقة حوران السورية التي تحاذي الأردن، وعلی مايبدو أنها تنظر إلی تدريب العشائر السورية هو تهيئة تلک العشائر لمواجهة إيران في هذه المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى