العالم العربي

الرضيع “کريم” السوري.. حکاية نزوح وفقد في شهره الأول


جراء قصف لقوات النظام السوري علی سوق بلدة حمورية في غوطة دمشق الشرق
 
 16/12/2017


الولادة في منطقة محاصرة تتعرض للقصف تعد بداية حياة سيئة، لکن الأکثر سوءًا أن يولد الطفل في عائلة نازحة، فاقدا أمه، ومصابا بجروح أفقدته إحدی عينيه، وکل ذلک في الشهر الأول من عمره.

هذه باختصار بداية حياة الرضيع السوري “کريم عبد الرحمن” (شهران) الذي يعيش في غوطة دمشق الشرقية، إذ أصيب بعد شهر من ولادته، بقصف مدفعي للنظام السوري علی سوق بلدة حمورية (وسط).

وبينما کان مع والدته، وقع القصف، فقتلت وأصيب هو بجراح خطرة، فقد علی إثرها إحدی عينيه، وأصيب بکسر في الجمجمة.

ويعيش کريم الآن في بلدة “بيت سوی” التي نزحت إليها عائلته في الغوطة.

وتعاني العائلة من فقر شديد، بعد أن فقد الوالد أرضه الزراعية، التي کانت تعتاش منها العائلة في “بلدة القيسا” في أعقاب نزوحه منها عام 2013، إثر معارک في محيطها بين النظام وفصائل المعارضة، وهو الآن عاطل عن العمل في ظل الحصار.

ويبقی بصيص الأمل المضيء في حياة کريم، جدته التي ترعاه، وأخوته الأربعة الذين يلتفون حوله دائما ويهتمون به، ويمنحونه شيئا من الحنان الذي فقده برحيل أمه.

ويقول والد کريم لمراسل الأناضول، إن زوجته توفيت قبل نحو شهر، عندما کان کريم في شهره الأول.

وبحزن تملؤه العَبرة، يضيف: “کريم يحتاج رعاية خاصة أنا حزين لأنه سيعيش طوال حياته بلا عين، وبجمجمة مصابة”.

ونظرا للوضع الاقتصادي السيء الذي تعيشه المنطقة نتيجة الحصار، يجد الوالد صعوبة في الحصول علی العمل لتوفير الرعاية اللازمة لکريم، واحتياجات إخوانه.

وبالعودة إلی يوم الحادث، تروي أم أحمد، زوجة عم کريم، والتي أصيبت هي أيضا بجروح بالغة جرّاء القصف، تفاصيل القصة للأناضول.

وتقول: “ذهبنا لجلب الطحين وعندما وصلنا ساحة السوق سقطت قذيفة أمامنا”.

وتتابع أم أحمد: “وقع الجميع علی الأرض، بما في ذلک العربة التي کنت أُقل بها کريم”.

“أٌصبت في قدمي، لکنني واصلت السير نحو أم کريم التي کانت مستلقية وجميع أحشائها علی الأرض، فشعرتُ بخوف وهلع شديدين”، تضيف أم أحمد.

عقب القصف، جاءت سيارات الإسعاف وحملت أم کريم إلی المستشفی، لکنها کانت قد فارقت الحياة، أما کريم فأصيب برأسه.

وتتابع: “أُصبت بکسر في يدي وجرح في القدم وصل العظم، کما أنني أخضع لعلاج عصبي”.

وشکت “لا تتوفر الأدوية والوضع الاقتصادي ضيق.. حسبي الله ونعم الوکيل”.

ويعيش نحو 400 ألف مدني بالغوطة الشرقية، في ظروف إنسانية مأساوية؛ جراء حصار قوات النظام السوري علی المنطقة والقصف المتواصل عليها، منذ قرابة 5 سنوات.

ومنذ قرابة 8 أشهر، شدّد النظام السوري بالتعاون مع مليشيات إرهابية أجنبية، الحصار علی الغوطة الشرقية، وهو ما أسفر عن قطع جميع الأدوية والمواد الغذائية عن المنطقة. ‎

يشار إلی أن سکان الغوطة کانوا يدخلون المواد الغذائية إلی المنطقة عبر أنفاق سرية وتجار وسطاء حتی أبريل/ نيسان الماضي، قبل إحکام النظام حصاره علی المدينة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى