أخبار إيرانمقالات

مساومة نظام ملالي طهران خطأ لابد من تصحيحه

 


الحوار المتمدن
16/2/2017
 
بقلم:فلاح هادي الجنابي


عندما تم إدراج منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ضمن قائمة المنظمات الارهابية في اواسط العقد التاسع من الالفية الماضية، فإن هذا القرار لم يکن قرارا خاطئا و باطلا فقط، وانما کان أيضا قرارا مثيرا للسخرية و الاستهزاء، إذ انه و عوضا عن إدراجه نظاما يعرف العالم کله أنه مصدر تصميم و صنع و تصدير الارهاب، أدرج ضحية النظام ضمن القائمة السوداء.
هذا القرار الهزيل الذي کان يفتقر الی البعد القضائي و يعتمد علی أسس و مقومات واهية بنيت و طبخت جميعها في دهاليز و أقبية النظام الايراني و لقنت من قبل لوبي النظام في واشنطن او عملاء مأجورين له علی مسؤولي وزارة الخارجية المکلفين بإعداد التقرير.
لأن کل ما قد بني علی الباطل، هو باطل، فإن هذا التقرير الکاذب و المزيف للحقيقة، ومنذ لحظة إصداره قبل 15 عاما و لحد اليوم لم يکن بإمکانه أن يقدم للولايات المتحدة الامريکية من شروی نقير، کما لم يتمکن من إستمالة او کسب النظام المتطرف و لم يدفعه للتعاون و التجاوب مع المجتمع الدولي، بل وان هذا النظام قد زاد تعنتا و غطرسة و غرورا في تعامله و تعاطيه مع المجتمع الدولي، والحقيقة أن الملالي قد إستطاعوا خداع الامريکيين و إستغفلوهم حققوا الکثير من أهدافهم في ظل هذا القانون الهزيل و المثير للقرف.
بعد خمسة عشر عاما مضت علی إصدار ذلک التقرير الفاشل و المزيف، وعلی الرغم من أن الکثيرين من الساسة و المشرعين الامريکيين أدرکوا غباوة ذلک التقرير و عدم جدواه بالنسبة لأمريکا، وعلی الرغم من کل الذي قيل و يقال عن النظام الديني المتطرف و ما إرتکبه و يرتکبه من جرائم و فظائع بحق الشعب الايراني و معارضيه وبالاخص منظمة مجاهدي خلق، لکن کل ذلک لم يدفع وزارة الخارجية الامريکية لکي تحرک ساکنا و تبدأ بعملية إعادة النظر في عملها المشين ذاک، حتی جاء قرار محکمة الاستئناف الفدرالية شعبة واشنطن في الاول من حزيران/يونيو و الذي يطالب وزيرة الخارجية الامريکية بإعادة النظر في القرار المذکور و إخراج المنظمة من القائمة خلال مدة أقصاها أربعة أشهر من تأريخ صدور هذا القرار، وهذا مابعث الامل و الثقة و التفاؤل مجددا بتصحيح ذلک الخطأ السياسي و الخطيئة القضائية الامريکية و إلغاء صفة لا و لم و لن تکن موجودة أصلا في منظمة مجاهدي خلق وانما کانت هي اساسا تناضل و تقاوم ضده لأن مصدر صياغة و صنع و تصدير الارهاب في العالم هو في طهران تحت إشراف نظام الملالي.
ان الظلم الکبير الذي ألحقته الولايات المتحدة الامريکية بالشعب الايراني و مقاومته الوطنية عبر قرارها الخاطئ بإدراج منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة المنظمات الارهابية منذ 15 عاما، لايکفي إصلاحه بإخراج المنظمة من القائمة فقط وانما يجب أن يقترن ذلک بالعمل الجدي من أجل وضع النظام الايراني ذاته في قائمة الارهاب الدولية، خصوصا بعد أن تم إسدال الستار علی عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما و الذي کان بحق العصر الذهبي لنفوذ و توسع هيمنة و نفوذ هذا النظام، وإن الادارة الجديدة التي وصفت هذا النظام بأنه بؤرة الارهاب و التطرف الديني، لابد لها من أن تخطو خطوة عملية و فعالة بإتجاه درجه ضمن قائمة الارهاب الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى