أخبار إيران

أشرف شوکة في عين النظام الأيراني
الجيران – بغداد

 
أشرف شوکة في عين النظام الأيراني

 

 

 

ايران تجدد مطالبتها باخراج اللاجئين الأشرفيين من العراق وأراء عراقية ترفض هذا الضغط الأيراني


2010/08/12 الجيران – بغداد
 
سکان اشرف المحاصرون


لايترک النظام الأيراني مناسبة سياسية أو دبلوماسية دون ان يستغلها في الضغد علی العراق والمسؤولين العراقيين لکي يتخلص من سکان مدينة اشرف اللاجئين الأيرانيين وفق القوانين الدولية في العراق .
لکن النظام الأيراني الذي يری في وجود مايقارب الأربعة الاف ايراني معارض له علی بعد عدة مئات من الکيلو مترات شوکة في عينه التي طالما اغلقها عن الحقيقة الأنسانية فصب جام غضبه طوال مايزيد علی العقدين من الزمن علی مناضلي الشعب الأيراني المطالبين بالحرية والديموقراطية وکرامة الأنسان .
ومنذ احتلال العراق وسيطرة قوات الأحتلال الأمريکي من جهة وفيالق الحرس الثوري وعملاء النظام الأيراني من جهة ثانية علی مقدرات العراق . وضع اللاجئون الأيرانيون ومعظمهم  من منظمة مجاهدي خلق الأيرانية المعارضة للنظام في طهران وضعوا في مدينة اشرف مجردين من السلاح وتحت رقابة القوات الأمريکية .
ورغم ظروف العزل ومحاولات  نظام طهران شن عمليات سرية ضد اللاجئين العزل في أشرف  في محاولات عديدة لقتلهم او تشريدهم والتضييق عليهم . رغم ذلک فأن القوات االأمريکية کانت ارحم وأکثر التزاما بالحقوق المدنية التي اقرتها الأمم المتحدة .. کانت ارحم علی اللاجئين من مرتزقة نظام طهران وعملاء المخابرات الأيرانية وعناصر الحرس الأسود الذين وجدوا لهم نفوذ في الوضع العراقي وفي النظام الجديد فراحوا بشتی الطرق يحاولون تنفيذ ارادة النظام الأيراني في التضييق علی المعارضة الأيرانية  في أشرف والضغط  علی سکان اشرف ودفعهم للتسليم الی نظام طهران لکي ينفذ فيهم احکام الأعدام .
وکانت اخر المحاولات هي ( حصار أشرف ) وأقتحامها الذي نفذته قوات حکومية عراقية تنفيذا للضغوط الأيرانية . فشنت تلک القوات هجوما علی اللاجئيين في اشرف وبينهم عدد کبير من النساء والأطفال فکانت هجمة شرسة سقط فيها عدد کبير من القتلی والجرحی في وقت يتمشدق فيه  المسؤولون الذين يقفون وراء عملية ( سبي اشرف ) بالديموقراطية وحقوق الأنسان وتناسوا اوضاعهم ايام ماکانوا في المعارضة لاجئين  في بلدان شتی يطالبون بحقوق انسانية من نظام صدام ولکن حين سلمهم المحتل الأمريکي السلطة مارسوا القتل والتضيق والتنکيل بأناس آخرين لهم قضية عادلة ويعانون من ظلم الدکتاتورية في بلادهم . انها مهزلة هذا العصر الذي يمنح المتنکرين للحقوق الأنسانية سلطة وصولجان .
 والان يستمر النظام الأيراني في محاولاته لللآستمرار بسبي اربعة الاف انسان وأنسانة من سکان اشرف موجها المزيد من الضغوط علی العراق للتخلص من هؤلاء المواطنين المناضلين الأيرانيين الذين يقف کل العالم معهم من أجل حرية بلادهم من نظام الملالي الدکتاتوري المتطلع الی تصدير القوة والدمار لجيرانه .
 فقد جدد نظام طهران  الثلاثاء الماضي مطالبته للعراق باغلاق مدينة اشرف وتشريد سکانها وتسليم المطلوبين منهم الی حکام طهران والضغط علی اللاجئين بالعودة الی أيران , معتبرا هذا العمل غير الأنساني والمخالف للقوانين الدولية حقا له للتخلص من منظمة مجاهدي خلق طليعة المعارضة المحظورة في ايران  . زاعما ان وجودهم   في دولة مجاورة وصديقة ربما تزلزل العلاقات بين الطرفين. لکنه تناسی حينما کان هذا النظام يحتضن عملاء له مناوئين لللآنظمة المجاورة کان لايعتبر ذلک بمنزلة اساءة تزلزل العلاقات بين الدول المجاورة ..
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان بلاده بصدد إخراج هؤلاء اللاجئين الذين وصفهم باوصاف يشهد العالم انها تنطبق علی نظامة اکثر مما تنطبق علی هؤلاء المناضلين الذين ارتضوا العيش في ظروف قاسية من اجل مباديء الحرية التي يحلم بها الشعب الأيراني في ظل حکومة لاترحم اي معارض في بلادها ولاتنصف اي منتقد لسلوکها ., مؤکدا في مؤتمره الصحفي الاسبوعي إن وجود هؤلاء  في دول الجوار يضر بالعلاقات مع تلک الدول معربا عن أمله في أن يتم تسليم عناصر مدينة أشرف الی السلطات الأيرانية مشيرا الی ان المغرر بهم من اللاجئين   الذين لم يرتکبوا جريمة بحق الشعب بإمکانهم العودة الی أحضان الشعب الايراني علی حد زعمه .
 انها ذات اللغة التي تستخدمها الأنظمة الدکتاتورية وهي تلاحق معارضيها ولاتخجل من الأعلان عن ذلک متحدية حقوق الأنسان التي نصت عليها المواثيق الدولية ولاتتورع عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المجاورة . فالنظام الأيراني  يتصرف مع العراق وکأن العراق اصبح محمية له بفضل الغزو الأمريکي والحقيقة کان اولی بالنظام الأيراني ان يصلي ليل نهار شکرا  لواشنطن التي سلمته العراق هدية دون ثمن .
ان مأساة سکان ( أشرف ) تتمثل في حقيقة واحدة هي تنکر بعض الأحزاب والجماعات التي حازت علی السلطة في العراق و التي جاءت بعد الأحتلال لحقوق الأنسان وتحاول رد الدين لايران التي آوتها طوال فترة حکم صدام حسين, وهي العدو اللدود لهؤلاء اللاجئين ولمنظمة مجاهدي خلق التي جعلت نظام طهران يعيش بقلق دائم ..
وتتخذ منظمة مجاهدي خلق کبری حرکات المعارضة الايرانية من معسکر اشرف الواقع قرب منطقة العظيم في ديالی (120کم شمال شرق بغداد) احدی محافظات العراق مقرا لها وهي تضم نحو أربعة آلاف إيراني لاجيء  بينهم أطفال ونساء.ولايضم المعسکر اي سلاح او مواد محظورة أو تنطلق منه اعمال تضر بمصلحة العراق کما يتخيل عملاء ايران باتهامهم هؤلاء اللاجئين شتی الأتهامات .
وقضت محکمة التمييز الامريکية برفع منظمة مجاهدي خلق  عن لائحة الارهاب في الولايات المتحدة,وهي تهمة الصقت بالمنظمة لأغراض سياسية کان النظام االأيرااني يشترط عليها في علاقته الدولية . واعتبرت المحکمة  طلب وزارة الخارجية بابقاء اسم المنظمة ضمن اللائحة يناقض المسار العادل للقضاء ويفتقر الی ادلة کافية, وکانت محکمة العدل الأوروبية قد الغت قرار ادراجها علی اللائحة الاوربية للمنظمات الارهابية قبل قرار محکمة واشنطن.وبهذا اثبت العالم ان حبل الکذب قصير مهما طال الزمن وأثبت العالم الحر ايضا انه اکثر عدالة من الدکتاتوريين في طهران واعوانهم الذين يحاولون منع الأمل من الاف اللاجئين المناضلين من اجل حرية شعبهم .کما جاء القرار صفعة لنظام طهران الذي يعتبر المعارضة المطالبة بالحريات والديموقراطية ارهابا ,
فهؤلاء الذين طالبوا بأجلاء اللاجئين المحمين بالقوانين الدولية عن مخيمهم ولو بالقوة بحجة تدخلهم   بالشؤون الداخلية للعراق يوفرون ذريعة سياسية تفتقر الی الآدلة يدعمون بها أغراض النظام الأيراني.
غير ان قضية لاجئي اشرف حظيت بدعم قطاعات شعبية عراقية عديدة طالبت باحترام المواثيق الدولية وعدم انتهاک حقوق اللاجئين الأيرانيين أومعاملتهم معاملة قاسية .وظهرت معارضة شعبية لقرارات ومواقف اتخذها  مستشار الامن القومي السابق (المنتهي عقده ) موفق الربيعي باصدار اوامره الی القوات الامنية العراقية عندما کانت بيده سلطة الامن القومي بعدم السماح لزيارة من في داخل المعسکر لتضييق الخنافق عليها .انها کانت أجراءات لايمکن تفسيرها عراقيا لأن القيم والأخلاق العراقية تختلف  ووتناقض مع ماجری تنفيذا لأوامر طهران .
يقول مهدي(29 عام) احد اعضاء منظمة خلق الايرانية قبل 9 سنوات خرجت من ايران التي تسودها أعمال التنکيل والقتل والتعذيب بحثاً عن الحرية والديمقراطية، والآن بعد هذه السنوات تمکنت عائلتي أبي وامي وشقيقتاي الصغيرتان من المجيء الی العراق لزيارتي لکن لم يسمحوا لي برؤيتهم الا بعد مساعدة المسؤولين والاطباء في مستشفی اشرف فالتقيتهم لايام عدة قبل نقل حماية المعسکر من القوات الأمريکية الی القوات العراقية , التي اصبح دخول العائلات أمرا محظورا فيما يشکل هذا أبسط حقوقنا الانسانية وحقوق عائلتي ولکن مع الأسف تـُنتَهک هذه الحقوق بشکل صارخ بسبب موقف السلطات العراقية من المنظمة.
وکان موفق الربيعي دائما ما يصدر بياناته عندما کان في منصبه يخير فيه المنظمة اما العودة الی ايران او الذهاب الی بلد ثالث ، مؤکدا ان الحکومة لن تتراجع عن قرارها بأغلاق المخيم, وکان الجميع يدرک أن ذلک کان هو  الأنصياع  لطلب حکام طهران وخصوصا ما طلبه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني هاشمي رفسنجاني من الحکومة العراقية خلال زيارته مطلع اذار من العام الماضي بالتضييق علی المنظمة لإجبارها علی المغادرة.
وناشدت حينها زعيمة المنظمة السيدة مريم رجوي القادة العرب في بيان اصدرته عقب زيارة رفسنجاني لبغداد اتخاذ خطوات سريعة لمنع کارثة انسانية في المعسکر من خلال ضغط الحکومة العراقية لطرد المنظمة معتبرة ذلک بانها حملة شريرة بدأت من العراق وامتدت حتی فلسطين ولبنان والبحرين ومصر والمغرب العربي , مؤکدة ان الدفاع عن سکان اشرف يعتبر دفاعا عن القيم الاسلامية والتقاليد العربية العريقة والوقوف بوجه همجية الملالي الحاکمين في ايران حيال الدول العربية والاسلامية في المنطقة.
موضحة ان ذلک جاء اثر تاکيد المرشد الايراني علي خامنئي للرئيس العراقي جلال طالباني عند زيارة الاخير لايران نهاية شباط من العام الماضي علی التنفيذ الجاد للاتفاق الثنائي في خصوص إخراج مجاهدين خلق من العراق، قائلاً “نحن بانتظار تحقيق هذا الهدف”.
وقالت الحکومة العراقية علی لسان الناطق باسمها علي الدباغ في العشرين من شهر اذار من العام الماضي إن “الحکومة لا تريد أن تتحمل المسؤولية عن وجود جماعة إرهابية في العراق تسبب مشاکل داخلية ومشاکل مع دول في المنطقة ودعا الدباغ المجتمع الدولي إلی إيجاد مکان آخر لجماعة مجاهدي خلق غير العراق مشيراً الی ان أي دولة أخری لم تتقدم بعد لقبول هذه الجماعة.وهکذا ولأغراض سياسية ونتيجة الضغوط الأيرانية تحول مايقارب الآربعة الآف لاجيء نصفهم اطفال ونساء ومسنين الی ( منظمة ارهابية ) حسب زعم هؤلاء .
غير ان بعض العراقيين الذين يرون الحق حقا والباطل باطلا قالوا غير ذلک :
 قال عضو مجلس النواب السابق عن کتلة الفضيلة کريم اليعقوبي اننا نتعامل مع المنظمة وفق وجودها القانوني والرسمي واذا تم حسم هذا الموضوع مع الامم المتحدة حينها سيتضح موقفها, واصفا اليعقوبي وضع المنظمة بغير الخطر علی الشعب العراقي في الوقت الحاضر, ومن يطالب ببقائها او خروجها فهذا يمثل رايه شخصي نسبة الی المصالح والتقاطعات فتلک التصريحات تنم عن تضارب المصالح.
وشاطر اليعقوبي في الرأي عضو مجلس النواب عز الدين الدولة الذي اوضح انها لا تشکل خطرا بوضعها الحالي, مضيفا ان وجودها لا يخدم المنظمة نفسها لان هنالک اطراف کثيرة في الحکومة العراقية هم اصدقاء حميمون لايران وهذه اسباب تجعل المنظمة مهددة.
ومن جانبه دعا رئيس الوزراء السابق اياد علاوي الی الحفاظ علی حماية المنظمة لتواجدها في العراق منذ اکثر من 20 عاما وفق القوانين الانسانية الدولية,و
وکثير من العراقيين يحملون هذا الرأي , ويجدون في استقلالية القرار العراقي مؤشرا لأستقلال البلد من النفوذ الأيراني الذي لايمکن ان يبقی هکذا متلاعبا بمقدرات الناس . ومن هذا المنطلق يطالب الکثيرون بوقفة انسانية مع سکان اشرف فهؤلاء لديهم قضية وطنية وعدو يتربص بهم علی بعد عشرات الکيلو مترات من مخيمهم الأعزل ,


زر الذهاب إلى الأعلى