أخبار إيرانمقالات

نظام مثير للشکوک

 

 

الحوار المتمدن
9/2/2017
 
بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

لم يعد بوسع نظام الملالي في إيران أن يتصرف کما کان الحال معه طيلة 8 أعوام من ولايتي الرئيس الامريکي السابق اوباما، حيث دأب طوال تلک الاعوام القيام بمناورات إستفزازية و تنفيذ مخططات توسعية و التمادي في تصدير التطرف الاسلامي و الارهاب الی دول المنطقة و العالم، خصوصا بعد إن إنتبه العالم أخيرا من النتائج و الاثار و التداعيات الکارثية لتصرفات هذا النظام في تلک الفترة و لم يعد بوسعه أن يتجاهلها و يلتزم الصمت حيالها.
الاتفاق النووي الذي سعت مجموعة دول 5+1، من خلاله الحد من النوايا الشريرة لملالي إيران بإمتلاک القنبلة الذرية و إنهاء طموحاته بهذا الخصوص، لکن الذي حدث و جری و بعد إبرام هذا الاتفاق في عام 2015، إن الملالي قد تمادوا أکثر من اللازم في مختلف المجالات بل وإنهم ضربوا عرض الحائط بإلتزاماتهم و تعهداتهم عندما طفقوا يسعون من أجل الحصول علی الاجهزة و المعدات الخاصة بمشروعهم النووي بطرق سرية، وقد إفتضح أمرهم لأکثر من مرة بهذا الخصوص ولکن من دون جدوی.
السعي المحموم لنظام الملالي في مجال صناعة و تطوير الصواريخ البالستية، قد تجاوز الحدود المألوفة خصوصا وإن هذا النظام و بعد کل تجربة يصعد من تهديداته أکثر و يزداد وقاحة و صلافة و يتصرف و کأنه يمتلک زمام الامور کلها ولاسيما علی صعيد المنطقة کما إنه و تزامنا مع ذلک صعد و يصعد من ممارساته القمعية ضد الشعب الايراني و يضاعف من حملات الاعدامات من دون أن يکترث لکل النداءات و المطالب الدولية، وإن إزدياد المخاوف الدولية من التجارب المتکررة لنظام الملالي و تأکيد العديد من الاوساط الاستخبارية الدولية علی إن هناک مايبرر القلق من وراء ماقام و يقوم به نظام الملالي ومن بينها وعلی سبيل المثال لا الحصر مصادر إستخبارية المانية عندما قالت بأن هذا النظام قد أجری اختبارا علی صاروخ کروز آخر قادر علی حمل رأس نووي، يسمی “سومار”، بالإضافة إلی الصاروخ الباليستي “خرمشهر” الذي أطلقه الأحد الماضي، والذي يجب الوقوف عنده هنا هو إن بقاء المواقف الدولية محصورة في إصدار بيانات التحذير و الشجب لايکفي بالمرة مالم يتم إقترانه بإجراءات عملية رادعة تضع هذا النظام في زاوية حرجة و تعيده الی ماکان عليه قبل الاتفاق النووي حيث کان الخوف و الذعر مسيطرا عليه و يسعی بکل الطرق من أجل إبرام الاتفاق النووي لکي ينجو بجلده من الاوضاع الحرجة التي وقع فيها.
ليس هناک من لغة مفيدة و ناجعة مع نظام الملالي غير لغة الحزم و الصرامة و القوة تماما کما أکدت و تؤکد زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بصورة مستمرة، فهي لوحدها الکفيلة بردعه و إيقافه عند حده، والمطلوب هو أن يترجم المجتمع الدولي أقواله الی أفعال کي تصل الرسالة الی هذا النظام واضحة و تجعله يبلع تهديداته و عنترياته و يرضخ رغم أنفه لما سيملی عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى