مقالات

هزيمة داعش أم هزيمة المشروع الطائفي في العراق؟

 

بحزاني 
31/5/2016

بقلم :علاء کامل شبيب

بقدر ما يتطلع الشعب العراقي خصوصا و شعوب المنطقة عموما من أجل تطهير العراق من تنظيم داعش الارهابي و تخليص الشعب العراقي من شره، فإن هناک تطلع و طموح أکبر من ذلک بأن يتم تخليص و إنقاذ و تطهير العراق من المشروع الطائفي برمته.
الحديث عن المواجهات الطائفية في العراق هو حديث ذو شجون و يمکن إعتباره بمثابة جدل بيزنطي أو حلقة مفرغة طالما بقيت الاسباب و الدوافع و العوامل التي تحفز و تهيأ الارضية و المناخ المناسبين لذلک، ومع إدراکنا الکامل للخطورة الکبری التي يمثله تنظيم داعش بالنسبة للأوضاع في العراق، فإننا لاننسی في نفس الوقت بأن داعش ليس هو التهديد و الخطر الوحيد الذي يحدق بالعراق و أمنه و إستقراره، حيث إنه يمثل جانب من المشکلة أو بالاحری رد فعل و إنعکاس للجانب الرئيسي الاخر منه و المتمثل بالميليشيات الشيعية الموجهة من قبل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.

العراق و بعد الاحتلال الامريکي عنه و ماأسفر ذلک من إنتشار غير عادي للنفوذ الايراني فيه ترک آثارا بالغة السلبية علی الاوضاع في العراق ولاسيما بعد أن بدأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و لأهداف و غايات تصب في مصلحة ترسيخ نفوذه في العراق و دفع الامريکيين للخروج من البلاد عمد في عام 2006، الی تفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء کما إعترف بذلک الجنرال جورج کيسي قائد القوات الامريکية وقتئذ في العراق عندما أکد بأنه تم إلقاء القبض علی عناصر موجهة من طهران قامت بتفجير المرقدين المذکورين وانه قد تم تسليمهم لحکومة نوري المالکي لکن الاخيرة لم تتخذ أي إجراء بحقهم.

العراق الذي يغرق في بحر من المواجهات الطائفية، ليس هنالک من شک أبدا من إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقف خلف ذلک لأن ماجری و يجري في العراق عبارة بالاساس عن مخطط لهذا النظام يدق أسفينا بين الطائفتين الرئيسيتين و يؤثر بذلک سلبا و بصورة أکثر من واضحة علی الامن و الاستقرار ليشمل التهديد کافة المکوناتو الشرائح العراقية الاخری.

اليوم وفي غمرة الجهود الجارية لتحرير الفلوجة من يد تنظيم داعش، فإن مما يؤسف له هو أن تبادر عناصر الحشد الشعبي بذبح 17 من أبناء الطائفة السنية بتهمة الانتماء لداعش، وإن قيام هذه الميليشيات بإستخدام نفس ممارسات و أساليب تنظيم داعش، يؤکد بالضرورة بإنهما کلاهما في نفس المرکب و يسيران بنفس الاتجاه، ولهذا فإننا وکما أکدنا في بداية المقال، فإن الطموح الاکبر ليس يتجلی في التخلص من تنظيم داعش وانما من في التخلص من المشروع الطائفي الذي يحدق بالعراق و الذي تتم إدارته و توجيهه من جانب طهران من أجل ترسيخ و دعم النفوذ و الهيمنة الايرانية علی العراق، وإن الخطوة الاولی و الاساسية لإلحاق الهزيمة بالمشروع الطائفي في العراق يکمن في إنهاء نفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن ثم حل الميليشيات الشيعية و السنية علی حد سواء.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى