مقالات

” نظام کالوباء ”

 
دسمان نيوز
14/4/2015

 

کتب : مثنی الجادرجي

 الإيجابيات التي يمکن للمتابع تلمسها بسهولة من جراء إنطلاق عملية”عاصفة الحزم”، کثيرة و  متباينة، لکن أهمها و أکثرها لفتا للأنظار، انها بالاضافة الی إعتبارها اول رد عملي من منطلق القوة بوجه التدخلات العدوانية لنظام الجمهورية الاسلامية، فإنها في نفس الوقت قد أزاحت النقاب عن الوجه الحقيقي لهذا النظام الذي دأب منذ أکثر من ثلاثة عقود علی إستخدام الدين و توظيفه لصالح أهداف و غايات سياسية ضيقة أبعد ماتکون عن الدين و عن مصالح الامة الاسلامية.
بعد إنطلاق عملية”عاصفة الحزم”، من جانب إئتلاف لدول المنطقة بقيادة السعودية ضد الاطماع و التدخلات السافرة لطهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة عموما و اليمن بشکل خاص، فإن قاهة و مسؤولي الجمهورية الاسلامية قد بدأوا بشن حملة شعواء غير مسبوقة ضد السعودية و السعي لإلصاق شتی الصفات و توجيه مختلف التهم إليها بشأن إثارة الاحقاد و الفتن الطائفية و زعزعة أمن و إستقرار الدول من خلال التدخل في شؤونها، ولئن جوبهت هذه الحملة الصفراء المشبوهة بتجاهل غير مسبوق من جانب الاعلام العربي لتفاهته و سفاهته، لکنه في نفس الوقت کشف عن الوجه الحقيقي للجمهورية الاسلامية الايرانية و عن الماهية و المعدن الطائفي الردئ لها.
سعي وسائل الاعلام الايرانية لرمي السعودية بشتی الاتهامات السيئة، قد جاء علی أثر التصريحات العدوانية للمرشد الايراني الاعلی ضد السعودية بعد الشروع بعملية”عاصفة الحزم”، والتي هي أول رد عملي من نوعه ضد السياسات العدوانية لطهران و التي إستهدفت و تستهدف أمن و استقرار دول المنطقة و تهدد سيادتها الوطنية، ويأتي قوة و عنف الهجمة الاعلامية لماکنة الدعاية الايرانية و الابواق المأجورة التابعة لها، بسبب أن عملية”عاصفة الحزم” التي رحبت بها شعوب و دول المنطقة و العالم، تؤسس لإتجاه سياسي ـ فکري حازم في العمل من أجل التصدي للسياسات العدوانية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وکالة مهر المقربة من الحرس الثوري الايراني، شنت هجوما طائفيا غير مسبوق ضد السعوددية بشکل خاص و الطائفة السنية بشکل عام ودعت الی لإحتلال الکعبة الشريفة وزعمت بأن”السعودية ورم يجب إستئصاله من المنطقة”، والمثير للسخرية أن هذه الوکالة المشبعة بالافکار الطائفية، قد أکدت علی لسان رئيس تحريرها بأنه:( إذا کان الامام الخميني وصف يوما إسرائيل بأنها الغدة السرطانيةيجب إستئصالها، فاليوم السعودية هي التي أصبحت الغدة السرطانية الخبيثة يجب إجتثاثها من جسد الامة الاسلامية”، وهو کلام يفهم منه و بکل وضوح بأن طهران لم تعد تری في إسرائيل عدوتها الاساسية و لا الغدة السرطانية کما کانت تؤکد منذ أکثر من 35 عاما، بل انها غيرت قناعاتها لتجعل العدو الاول السعودية و تعتبر السنة بدل اليهود أعداءا لها!
ماقد أکد عليه محمد محدثين، مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أن” عملية”عاصفة الحزم”، اول مانع و إجابة جدية ازاء عدوانية النظام خلال العقد المنصرم ولهذا فقد کان غير متوقعا من جانب النظام و أربک حساباته و بدون شک لو إستمرت هذه العملية بحزم حتی النهاية فإنه ستسفر عن إنقاذ کل المنطقة ومن ضمنها سوريا و العراق من شر الفاشية الدينية.” مستطردا” اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام الايراني و عملائه هي لغة الصرامة و الحزم.”، يمکن أن تبرر بوضوح حالة الغضب العارم و الجنون الذي طغی علی لهجة القادة و المسؤولين الايرانيين و وسائل الاعلام التابعة لهم، وان الرد الافضل هو إستمرار هذه العملية حتی أن تحقق الهدف الامثل بقطع أذرع إيران من المنطقة کلها ومد يد العون و المساعدة للشعب الايراني و مقاومته الوطنية من أجل تخليص إيران و المنطقة من هذا النظام الذي هو کالوباء بالنسبة للمنطقة و العالم.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى