أخبار إيران

إيران: زيادة الاحتجاجات في إيران هذا العام وشرارات الانتفاضة

 


 


 
في الأسابيع الأخيرة شهدت مدن أهواز وإصفهان وزنجان مظاهرات مختلفة بصرخات عالية وشديدة بجمهور غفير وتحشدات أکبر. وما هي الرسالة المستجدة المنبعثة من نداءات المواطنين المحتجين؟
وفي العام الماضي وبعد السلسلة البشرية التي شکلها أهالي مدينة أهواز من أجل إنقاذ مياه کارون، وعد الملا روحاني _وبخدعته المأهولة بأنه لن يسلک مسلک تخريبات أحمدي نجاد ،وأکد بأنه سيحل مشکلة مياه نهر کارون علی وجه السرعة. وکما نعرف فإن سبب جفاف نهر کارون يعود إلی مشاريع ابتزازية تنفذها قوات الحرس في بناء السدود. ووعد حسن روحاني في شهر کانون الثاني من العام الماضي أهالي مدينة أهواز «بإحياء نهر کارون واستخدام مناهل کارون من أجل ماء الشرب وليس إلا». ولکنه وبعد مرور 8 أشهر فانه ليس لم يتخذ أي إجراء من أجل إحياء نهر کارون فحسب، وإنما بدأ أکبر نهر في إيران يجف يوما بعد آخر و يستمر سلبه ونهبه. فلذلک ناهض أهالي أهواز مرة أخری وهم يهتفون بشعار: «روحاني الکذاب، أين کل وعودک تلک»
کما شهدت مدينتا زنجان وإصفهان نفس هذه الاحتجاجات. و شاهدنا قبل ذلک مظاهرات ناجحة لـ5آلاف من عمال منجم بافق لحجر الحديد في مدينة يزد. وفي يوم 27آب/ أغسطس أطلق  الآلاف من أهالي مدينة إصفهان في مظاهرتهم الکبيرة بمجری نهر زاينده رود صرخاتهم العالية ضد ما يمارسه نظام الملالي من أعمال السلب والابتزاز.
وخرج المواطنون الضائقون ذرعا في مدينة زنجان خلال الأيام الأخيرة إلی الشوارع لمرات واحتجوا ومن خلال إطلاقهم شعارات ضد مدراء النظام علی استمرار العمل لمصانع الرصاص والاليمينيوم مما يلوث وبشدة الهواء في هذه المدينة.
ولکن تتميز المظاهرات والاحتجاجات لهذا العام ببضعة فروق بارزة بالمقارنة ما جری منها العام الماضي وهي ما يمنحها معنی آخر:
أولا، اجتازت هذه المظاهرات ما استخدمه روحاني من خدعة وحيلة وما أطلقه من وعود بحل هذه المشاکل، مما تکشف النقاب عن هوية هذا الملا النصاب والدجال.
ثانيا، المواطنون ومن خلال هذه المظاهرات وبمشارکة جماهير غفيرة، يستهدون کافة المؤسسات التابعة للنظام بدءا من قوات الحرس وميليشات الباسيج وقوی الأمن الداخلي حتی وزارة المخابرات وأئمة الجمعة والبرلمان والقائممقامية، فيضربون عرض الحائط ما يطلقه کلا الجناحين في النظام من تحذيرات في محاولة منهما للاحتفاظ بـ«الهدوء».
ثالثا، الميزة الثالثة لهذه الاحتجاجات هي شعارات غاضبة  وتوجهاتها الی تعنيف المظاهرات.
وفي مدينة زنجان، خرجت المظاهرة في وقت کان إمام الجمعة المجرم لمدينة زنجان قد حرم المشارکة في المظاهرات المناهضة لتلوث الهواء. غير أن الشباب البواسل حرقوا يوم الجمعة عجلتين لقوی الأمن الداخلي القمعية في شارع سعدي الجنوبي وساحة سعدي بزجاجات حارقة من البانزين.
وأما في مدينة أهواز فقد هتف الجمهور الغاضب ضد أعضاء برلمان النظام الرجعي ممن دافعوا عن الخطة المعادية للشعب في نقل مياه کارون إلی مدينة إصفهان.
مظاهرة أهالي مدينة أهواز شکلت  و تم الإعلان عن توقيتها عبر الشبکات الاجتماعية المحليه وذلک رغم ما أطلقت قوی الأمن الداخلية القمعية من تهديدات وسرعان ما ازداد عدد الجمهور لآلاف الأشخاص. وقد أظهر المواطنون خلالها بأنهم مستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل إحياء نهر کارون.
وکذلک في مدينة إصفهان، لقد نظمت المظاهرات في وقت کان قد أکد فيه المساعد السياسي والأمني لمحافظة إصفهان في حديث لوکالة أنباء فارس الحکومية قائلا: «لم يصدر هناک رخصة لتجمع أهالي مدينة أهواز يوم الخميس بنهاية الأسبوع في نهر زايندة رود ولا حاجة إلی هذا الأمر». إلا أن المواطنين من أبناء مدينة إصفهان بينوا بأنهم لا يحتاجون إلی أخذ السماح من قتلة نهرهم المحبوب. کما انضم آلاف آخرون إلی هذا التجمع وذلک طبقا لدعوات أطلقت عن طريق شبکات التواصل الاجتماعي في الإنترنت. والأمر وصل إلی حد لم تتجرأ فيه قوی الأمن الداخلي القمعية التدخل خوفا من توسيع الاحتجاجات الشعبية.
وإذا ألقينا النظرة في هذه الاحتجاجات من زاوية علاقاتها مع الاشتباکات اليومية للشباب مع العملاء ودوريات النظام ومعاقبتهم وتأديبهم ميليشيات الباسيج والعناصر العملية للنظام، فندرک مشاعر الذعر والخوف التي تعتري الملالي هذه الأيام جراء شرارات الانتفاضة.

زر الذهاب إلى الأعلى