مقالات

الهشاشة التي کشفتها المقاومة الايرانية

 
وکالة سولا برس
2/8/2016
بقلم: صلاح محمد أمين
 
الحديث عن الدور و التأثير الذي ترکته و تترکه المقاومة الايرانية من خلال نشاطاتها و تحرکاتها ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی الاوضاع و التطورات في المنطقة، صار مشهودا و ملفتا للنظر، خصوصا بعد أن توفقت في کشف و فضح أغلب المخططات الخاصة لهذا النظام و التي تستهدف شعوب و دول المنطقة و العالم، وبالاخص فيما يتعلق بتدخلاتها في المنطقة.
إدعاء القوة و المناعة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إظهار نفسه کقوة إقليمية لايمکن قهرها أو إلحاق الهزيمة بها، وقد إنطلی هذا الادعاء و الزعم علی دول المنطقة التي تجاهلت و لزمت الصمت ازاء الکثير من ممارساته و مخططاته ازاءها، غير إن المقاومة الايرانية، کانت الطرف و الجهة الوحيدة التي رفعت صوتها عاليا ولاسيما خلال الاعوام الاخيرة بأن النظام ضعيف و هش و هو أعجز من أن يکون في مستوی الرد علی مخططاته و مواجهاتها إقليميا و دوليا، وحتی إن المقاومة طالبت بمواجهة مخططات النظام و حذرت من السکوت تجاهه لأن ذلک سيخدم أجندته و سياساته و يمنحه قوة هو بأمس الحاجة إليها.
الردود التي تتالت علی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إبتداءا من عملية”عاصفة الحزم”، و مرورا بقمة إسطنبول الاسلامية و قمة نواکشوط العربية ناهيک عن مئات ردود الفعل الاخری المتمثلة في تصريحات و مواقف رسمية علی مختلف الاصعدة، کشفت حقيقة ضعف و هشاشة هذا النظام، تماما کما وصفته و أکدت عليه المقاومة الايرانية، حيث إن النظام لم يتمکن من أن يجاري أو يواجه هذه المواقف بما يشابهها، حيث إنه يفتقد للقدرة اللازمة من أجل ذلک.
العامل الآخر الذي کشف ضعف و هشاشة هذا النظام و کونه قد فقد توازنه، هو ردود فعله علی التجمع الاخير للمقاومة الايرانية في باريس في 9 تموز 2016، والذي أحدث صدی و إنعکاسا غير مسبوقا مما أربک النظام و جعله في حالة لايحسد عليها أبدا، ردود فعله غير المنطقية و العقلانية و التي أثارت السخرية و الاستهزاء علی مختلف الاصعدة خصوصا عندما طالب دول العالم بفرض القمع علی المعارضة الديمقراطية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، خصوصا وإن ردود الفعل”السقيمة”و”البائسة”هذه تأتي حيال إجتماع عقد علی بعد 6000 ميل عنه و موضوعه الحرية و الديمقراطية، غير إن المسألة الاخری الاکثر أهمية هي إن هذا النظام الذي عجز عن کبح جماح النضال العادل و المشروع الذي تخوضه المقاومة الايرانية، يواجه مشکلة کبيرة أخری تتمثل بآثار و إنعکاسات و تداعيات تجمع باريس علی الشعب الايراني، حيث يشهد العالم کيف إنه لجأ بعد التجمع مباشرة الی تصعيد حملاته و ممارساته القمعية من أجل تدارک الاوضاع من جهة و من أجل إخفاء ضعفه و هشاشته من جهة أخری، وفي کل الاحوال فإن حقيقة هشاشة و ضعف هذا النظام التي إنکشفت للعالم سوف لن تمهله طويلا و سوف تعجل بنهايته المرتقبة.
 
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى