حديث اليوم

التهاب النظام الإيراني الخفي في أيام أوباما الأخيرة

 

 

في البدء کان أزلام خامنئي يحاولون عدم الاکتراث بانتخاب الرئيس الامريکي الجديد تأسيا بخامنئي وحتی کانوا يبدون فرحتهم بإحتمالية الغاء الإتفاق النووي.. الا انهم يعربون حاليا عن خوفهم تجاه هذا الإتفاق ووضعه تحت علامة الإستفهام ومصيره المجهول بشکل متزايد ويکتبون: «ما تبقی من الأيام الأخيرة لعهد أوباما تحمل التهابا خفيا وهو التهاب من نوعية التردد والشکوک حول المستقبل ولا أحد يعرف ما ذا سيحدث بشأن الإتفاق النووي». (صحيفة جوان المحسوبة علی قوات البسيج- 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016)
وينتهي المقال ببالغ الخوف مستخلصا: «يکفي ان يمنع ترامب من تمديد إعفاء العقوبات علی النظام وآنذاک سينتهي عمر الإتفاق النووي».
يبدو ان الکاتب الحرسي لهذا المقال نسي ان خامنئي بادر من فراغ قبل فترة  بانه «اذا مزق الامريکان الإتفاق النووي فنحن سنحرقه». (کلمة خامنئي – 14 حزيران/ يونيو 2016)
وأما بشأن رفسنجاني وروحاني فملامح الخوف أکبر بکثير حيث لايمکن إخفائها من الأنظار، هؤلاء الذين کانوا يصفون الإتفاق النووي بانه فتح الفتوح والشمس المشرقة في يوم من الأيام وحتی قبل عدة أيام وصفوه بـ ”إتفاق نووي أکثر ثباتا في التاريخ“ الا ان اليوم يتحدثون عن «تحويل الإتفاق النووي إلی سيف داموکلس» (موقع ”دبلوماسي إيراني“ – 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016)
ولکن من المثير للدهشة ان هذا الخوف المشترک من التهديد المشترک ليس لم يؤد إلی نزع فتيل الصراعات بين الزمرتين المتنافستين في النظام فحسب بل اشتعل أکثر من ذي قبل کما اتهمت صحيفة جوان في عددها الصادر بتاريخ 21 نوفمبر 2016 الفريق المفاوض في کابينة روحاني بعدم المعرفة وعدم الکفائة خلال المفاوضات النووية وتدعي انه کتب عدد من السيناتورات الجمهوريين رسالة إلی المسؤولين الإيرانيين خلال فترة إجراء المفاوضات جاء فيها: «انتم لاتعرفون بالضبط تعليمات دستورنا حيث ما لم يؤيد الکونغرس علی أي قرار فانه يعتبر اتفاقا تنفيذيا ويتمکن الرئيس اللاحق من ابطاله بجرة قلم…».
کما سخرت صحيفة کيهان المحسوبة علی خامنئي نواب برلمان النظام في عددها الصادر 21 نوفمبر 2016 في مقال تحت عنوان لاذع”موقف الکونغرس الامريکي الهجومي والبيان الصادر عن 200 نائب البرلمان الإيراني بشکل عفوي“ وکتبت تقول: «في الوقت الذي کان 200 نائب من برلمان النظام الإيراني يشيدون فيه الفريق المفاوض في المفاوضات بين إيران والغرب قبل 16 شهرا، صوت مجلس النواب الامريکي علی قرارين مناهضين لإيران بالإجماع حيث ضرب فيهما الإتفاق النووي عرض الحائط».
وفي نموذج آخر اشار رئيس جماعة مؤتلفة المدعو نبي حبيبي إلی ان «أمانة مجلس الأمن القومي قد وصف تصويت العقوبات الجديدة علی النظام من قبل الکونغرس الامريکي بانه نکث الإتفاق النووي» متسائلا: «ما معنی سکوت رئيس الجمهورية والجهاز الدبلوماسي في البلد حيال هذا النکث؟» (موقع أفکار نيوز 19 نوفمبر 2016)
وفي هذه الأثناء دعت بعض وسائل الإعلام التابعة للنظام الزمر المتخاصمة إلی تبريد الأجواء! وذلک نظرا إلی خطورة الظروف وکتبوا: «علينا ان نصدق ان طي صفحة مرحلة التغيير في المنظومة الدولية سيلحق بنا خسارة عندما ننشغل بعملية إنتقامية داخلية عابرة » (موقع ”راه دانا“ – 21 نوفمبر 2016). الا ان هذه الآهات الضعيفة المنادية للوحدة سوف تمحو في بحبوحة لغط الصراعات بين زمر النظام المتنافسة التي تخاف من الواقع الحالي من جهة وتعد نفسها لمسرحية الانتخابات المزمعة إجراءها في عام 2017 بغية الحصول علی حصة الأسد من کعکعة السلطة والنهب من جهة أخری.

زر الذهاب إلى الأعلى