أخبار إيران

المعارضة الايرانية کابوس يؤرق نظام الملالي! – علي الکاش

المعارضة الايرانية کابوس يؤرق نظام الملالي!
  

 

العرب اونلاين
20/4/2011

علي الکاش- کاتب ومفکر عراقي

 

بعد الاحداث الاخيرة في منطقة الخليج العربي والتدخل السافر لنظام الملالي في الشان العربي بشکل عام والخليجي بشکل خاص. علاوة علی الغطرسة والعنجهية کاسلوب يواصله في التعامل مع دول المنطقة. مضافا اليه التصريحات الاستفزازية المتعاقبة بشان اطماعه التوسعية والکشف مؤخرا عن شبکة التجسس الايرانية في الکويت وطرد دبلوماسيين ايرانيين يعملون في السفارة، اضافة الی تهديدات الملالي للسعودية. وتالقهم في اثارة الفتن وزعزعة الاستقرار في المنطقة وخارجها. من اجل هذا کله اصبح اسقاط نظام الملالي ضرورة تاريخية! فهذا النظام مصدر لا ينضب من الفوضی والبلبة والفتن في العالم باسره ويشکل خطورة علی السلم والامن الدوليين حسب ميثاق الامم المتحدة الذي خول مجلس الامن استخدام القوة ضد مثل هذه الانظمة الفوضوية.
النظام الايراني بلا شک نظام عدواني لا يمکن ان يؤتمن جانبة بامتلاکه الاسلحة الثقيلة والمتطورة، فما بالک باسلحة الدمار الشامل. انه لا يتورع عن ضرب اية دولة مجاورة بها تحت ذرائع واهية لعل من بينها ضرورة تصدير الثورة بکافة السبل المتاحة بما فيها استخدام القوی. او استجابة لنداء من المهدي المنتظر الذي لا يلتقي الا بالرئيس نجادي من دون خلق الله اجمعين؟ او تحت مبرر نصرة المذهب! وبالطبع يمکنه الاستعانة بمبررات دينية وتاريخية ومذهبية مغلفة بعلب سياسية لتسويف اي اعتداء يقوم به. مثلما جری في حربه العدوانية ضد العراق.
العودة قليلا الی الوراء تکشف ان هذا النظام لا يختلف بتاتا عن نظام الشاه ولا بقية الانظمة القديمة التي سبقته. فالمطامع التوسعية الشرهة والحرکات التبشيرية المذهبية ومواصلة اثارة الفتن والاحقاد والعداء الشديد للعروبة. کلها خصائل ثابتة لا تتغير بتغير الدهور والانظمة علی مراحل التاريخ. انه نظام يستنسخ نفسه بنفسه، هدفه تصعيد التوتر وترسيخ الطائفية ورفض کل ما عداها.
من المؤسف ان العرب لايستذکرون حوادث التاريخ ويتجنبون الوقوع بنفس اخطاء الماضي. فالتاريخ عندنا علم مظلوم. رغم انه يتطلع للخلف لکن فعله اشبه ما يکون بفعل ضوء السيارة الخلفي ليلا. ينبه الاخرين لوجودنا ويحذرهم من حرکتنا لکنه لا يکشف عما هو امامنا! التاريخ علم مظلوم لانه يخبرنا بالکثير من الفصول والتجارب التي مرً بها سلفنا وبقية الشعوب، عسی ان نتعظ بها! لکن القليل من يعي ذلک ويستفيد من تلک الدروس البليغة والعبر. وهذا بحد ذاته مشکل جمعي، مشکل للحکام ومشکل للشعوب، بل مشکل لعلم التاريخ نفسه. فانحسار العامل الديني امام العامل المذهبي والتشرذم القبلي والتعنت العنصري کلها سموم فتاکة تتفاعل فيما بينها لتدمير نسيج عناصر المواطنة.
سلوک النظام الايراني اشبه ما يکون بسلوک الذئاب فهذا النظام لا يؤتمن جانبه ولا يمکن تدجينه مطلقا ففي الوقت الذي تمکن فيه الانسان من تطويع الاسود والفيلة والنمور والدبة وجعلها تقوم بحرکات بهلوانية تدهشنا، فانه عجز عن تدجين الذئاب فهي بطبعها دموية وغدارة. تنفرد بفرسيتها وتختار الاضعف من القطيع، تفتک بقطيع کامل رغم انه لا تحتاج لاکثر من فريسة واحدة تسد شبعها، تثيرها الدماء وتستمع بمشهدها ورائحتها. تهجم في الليل وفي غفلة الفريسة. لا يجمع الذئاب سوی غريزة واحدة هي الغدر والقتل. واذا طبقنا هذه الصفات علی نظام الملالي في طهران سنجد انهما توامان بنفس الخصائص الدموية.
النظام الايراني لا يؤتمن جانبه مع شعبه فما بالک مع دول الجوار؟ نظرة سريعة حول کيفية تعامله مع مواطنيه العربستانيين والبلوش والاکراد وقوی المعارضة الايرانية الاخری کمجاهدي خلق، نستخلص منها تاريخ دموي بشع. فهو لم يکف عدوانه واذاه حتی علی شرکاء الوطن من المسلمين باعتباره يحمل لقب (الجمهورية الاسلامية)! تسمية فارغة! مجرد احتيال اصطلاحي وصفة کاذبة تتکرر في المراسم والکتب والخطب والمواعظ،، ولا اساس لها علی ارض الواقع. والدليل علی صحة کلامنا تهميش الطائفة السنية بشکل عام في ايران، رغم ان عددهم يزيد عن (10) مليون فرد؟ حيث يعاملون کمواطنين من الدرجة الثالثة او الرابعة. فهم بلا ادنی حقوق، وقراءة متانية في الدستور الايراني تعطيک الاجابة الشافية علی التسامح الديني والمذهبي والقومي الزائف الذي يتبجح به ارکان النظام!
هذا النظام يحتل المرتبة الاولی في احکام الاعدام الصادرة بحق مواطنية ويليه العراق المحتل بالمرتبة الثانية حيث يحکمه عملاء ايران، وهم نسخة طبق الاصل من اسيادهم الملالي في طهران. کما ان ايران تحتل بفضل رجال الدين مرکزا مرموقا ومتقدما في انتهاکات حقوق الانسان يؤهلها للدخول في سجلات جينيز للارقام القياسية. مع هذا فهناک الکثير من العرب يدافعون عن النظام المستذئب کانه نظامهم الوطني وذلک بدوافع مذهبية لا يغفل عنها عاقل. انه نوع من الاستحمارعندما تضع دولة اخری في مکانة اعلی من وطنک، وتوليها الولاء الکامل. يل تتجاوز احيانا الخط الاحر من خلال التجسس علی موسسات الوطن والتامرعلی الشعب،. مثلما فعل اقزام ايران في العراق والبحرين والسعودية.

منظمة مجاهدي خلق لها مسيرة تاريخية حافلة بالانتصارات ضد قوی الشر والظلام. نضال مرير من الصعب تجاهله. ومواکب مستمرة بلا توقف من الشهداء والجرحی. انها کابوس مخيف يؤرق نظام الملالي ويجعله مذعورا. وکلما ضيقوا الخناق علی المنظمة، کلما ازدادت اصرارا وتمسکا باکمال المسيرة حتی النصر المؤزر، الذي ستهل بشائره قريبا بصمودهم وصبرهم. المنظمة وعناصرها المجاهدين محاطة من کل جانب بمؤامرات الملالي، سواء في داخل ايران او خارجها. ومن المؤسف ان الراي العام الدولي استيقظ من سباته متاخرة عقودا ليعترف بشرعية المنظمة ويرفع جزءا من الغبن الدولي المتراکم علی سجلات نضالها الشاق.
ورغم ذلک فان الشرعية الدولية فشلت فشلا ذريعا في حماية عناصر المنظمة في معسکر اشرف –العراق- من بطش نظام الملالي الذي يحاصر المعسکر بقوات من الحرس الثوري وفيلق القدس الايراني وميلشيات النظام الحاکم في العراق المنطوية تحت جناح الجيش والشرطة العراقية. يقف المرء مذهولا امام الاعتداءات المتکررة علی المعسکر منذ تسلم حکومة المالکي مسئولية الاشراف علی المعسکر، هذه الاعتداءات مصدرها جهة عليا! واخرها صدر- من قبل صاحب الالقاب العديدة القائد العام للقوات المسلحة- وزير الدفاع والداخلية والامن القومي- ورئس جهازي المخابرات والامن العام نوري المالکي- هذا الامعي الذي لا يفقه الابجد هوز من العلوم العسکرية، اثبت ولاءا مطلقا للنظام الايراني، وبدلا من ان يستغل الايام المتبقية من وعده المشؤوم لانعاش العملية السياسة التي تعاني من سکرات الموت. ومتابعة انجازات وزرائه الامعيين واللصوص. رکلً هذه الامور بمداسه واوعز لقواته الغادرة بالهجوم علی السکان العزل في اشرف بناء علی توجهيات الولي الفقيه في طهران، لتصبح قضية اشرف من اولويات مهامه.
الفيلم التراجيدي الذي تناقلته وسائل الاعلام لهجوم المصفحات علی المعسکر اشبه ما يجري في حلبة مصارع الثيران, مدرعات غاضبة کالثيران الهائجة تندفع بقوة مجتازة السواتر الترابية لتواجه مجموعة من النساء اللواتي وقفن امامها بکل قوة وصلابة. بانتهاء الفيلم يمکن التعليق بجملة واحدة علی هذه التراجيديا (يا خببتنا في جشنا).
هذا الجيش المتهريء الذي لم يسجل موقفا مشرفا واحدا لشعبه منذ الغزو لحد الان. ويعجز عن حماية حدوده التي يوطاها من هبً ودبً، ويتراخی مهتزا کالجلي امام اعتداءات دول الجوار علی سيادة العراق. هذا الجيش الذي لم يتمکن من حماية الصياديين العراقيين في مياهنا الاقليمية من تحرشات جيراننا الاضعف في المنطقة. جيش عقيم يستعرض بلا حياء عروته امام حشد من النساء العجائز! اية رجوله هذه؟ واي شرف عسکري يتحدثون عنه؟ اهذ الجيش سور للوطن ام عار علی الوطن؟ الاولی بجيشنا ان يطمر راسه في الرمال کالنعام بعد ان کشفت مؤخرته الثکلی للجميع.
الاکراد في ايران ذاقوا الامرين علی ايدي الانظمة المستبدة منذ العصر الشاهنشاهي حتی العصر الملائي. لم يتغير الاسلوب مع تغيير الانظمة! فهؤلاء حرموا من حق المشارکة في عملية صنع القرار و يعاملون بطريقة وحشية کانهم جاءوا من کوکب اخر وليسوا مواطنين ايرانيين في الاصل بل اکثر اصالة من الحکام الحاليين. لم يحصل الاکراد علی عشر الحقوق التي حصل عليها اقرانهم اکراد العراق منذ سبعينات القرن الماضي (بمقتضی بيان 11 اذار). ومع هذا يشکو اکراد العراق النظام السياسي الوطني السابق! وفي حين کانت دعواتهم ومطالبهم محط انظار المحافل الدولية والراي العام العامي. فان تلک المحافل اثبت قصر نظرها ازاء حقوق الاکراد الايرانيين من خلال تجاهل حقوقهم في وطنهم الام!
الا تستحق قوی المعارضة الايرانية بعد هذا کله دعما متواصلا من قبل الدول العربية. واهتماما من قبل الجامعة العربية والامم المتحدة وبقية المنظمات المحلية والاقليمية والدولية؟

زر الذهاب إلى الأعلى