أخبار إيران

مهندس التمدد الشيعي ورافعة التدمير

 

21/3/2016


يعترف العراقيون أن القرار السياسي في بلادهم بيد إيران وأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي يتولی بشکل مباشر تنفيذ المخطط الإيراني في العراق وسورية ولبنان بسط نفوذ وهيمنة النظام الإيراني علی مختلف أرجاء العراق بالإضافة إلی أن سلطته وجبروته المطلق علی القادة والساسة العراقيين . التقارير والأنباء والتصريحات المختلفة بشأن نفوذ وهيمنة طهران علی العراق قد صار من الحجم والقوة إلی الحد الذي يحدد سياقات واتجاهات ومسارات الأوضاع والأمور بل وحتی تحديد نتائجها إلی حد ما، خاصة أن التصريح الأخير للسياسي الکردي محمود عثمان، من أن إيران لن تسمح ببناء عراق ديمقراطي غير خاضع لنفوذها، مثلما أنه قلل من إمکانية حيدر العبادي في بناء دولة لأن التدخل الإيراني کبير في العراق ومهيمن علی البلاد، هذه التصريحات تأتي کشهادة من الواقع علی المستوی الذي بلغه النفوذ الإيراني في العراق. تصريحات عثمان الذي يعتبر من الساسة الکرد المطلعين، يمکن اعتبارها تأکيدا عمليا لما جاء في تقريرين منفصلين حساسين و بالغي الأهمية أحدهما من جانب المقاومة الإيرانية و الآخر تقرير إخباري بريطاني، عن الدور و النفوذ الإيراني في العراق، حيث إنه وفي الوقت الذي قال فيه التقرير البريطاني «إن قائد فيلق قدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يشرف علی «عمليات تطهير» ضد السنة في العراق.
وأضاف التقرير إن «المسؤول الأول عن الميليشيات الشيعية المقاتلة في العراق، المتهمة بارتکاب جرائم ضد السنة في العراق، هو الجنرال سليماني»، مشيرة إلی أن «سليماني أشرف علی تحويل القوات العسکرية والأمنية في العراق إلی ما يشبه حزب الله في لبنان» فإن تقرير المقاومة الإيرانية کان قد ذکر قبل ذلک بأن «هدف قوات الحرس والميليشيات ليس محاربة داعش بل استغلال الظروف الموجودة وتعزيز سلطتهم علی العراق لذلک عمليات الإبادة والاغتصاب والتهجير الجماعي وسلب ملکية أهل السنة التي کانت مستمرة منذ عام 2003 أخذت أبعادا غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة». وأکد مسؤول الحزب الديمقراطي الکردستاني أن تعامل الميليشيات الشيعية تشبه داعش أو حتی أسوأ منها. خاصة أنهم لديهم خبرة في القتل والحرق والنهب حيث عبثوا بمدينة السعدية بنسبة 90 % ونهبوا وحرقوا مرافقها جميعا … وهدفهم هو بسط السلطة ونفوذهم… إنهم لا يستخدمون العلم العراقي کثيرا ويرفعون راية تحمل شعار الثورة الإسلامية الإيرانية… إنهم بدأوا بتصفية جميع السنة ويقتلون الناس أينما وجدوهم… وتفجر هذه القوات منازل الناس بذريعة عملية تفکيک عبوات ناسفة والمتفجرات.
المطبلون والمزمرون للدور الإيراني من أولئک الذين يهولون من أمر رجل متورط في إثارة التطرف وسموم التفرقة والاختلاف الطائفي ونشر الإرهاب کقاسم سليماني ويسعون لإسباغ أوصاف البطولة ، إنما يمارسون الکذب وتزييف وتحريف الحقائق بأحط الصور وأحقر الاساليب، لأن سليماني الذي هو امتداد لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الجزء والجانب الأساسي من المشکلة القائمة في العراق وليس بإمکانه أبدا أن يکون أو يصبح جزءا من الحل، وأن من جعل العراق يبدو بالأوضاع المزرية الحالية حيث احتراب طائفي وفساد ودولة عاجزة وجيش مهمش و سيادة وطنية منتهکة، إنما هو الجنرال قاسم سليماني بأمر من أعلی سلطة في إيران.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تحدثت تقارير أمنية عن أن قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني قام بالإشراف علی عمليات تطهير ضد السنة في العراق باعتباره المسؤول الأول عن الميليشيات الشيعية المقاتلة في العراق والمتهمة بارتکاب جرائم ضد السنة في العراق.
وأکدت التقارير أن سليماني أشرف علی تحويل القوات العسکرية والأمنية في العراق إلی ما يشبه (حزب الله) في لبنان وعملت الميليشيات الشيعية في صورة فرق تستهدف السنة بالقتل وهي ضامنة الإفلات من عقاب السلطات الرسمية.
تؤکد التقارير أن رئيس استخبارات المجموعة في الفليق أبا مصطفی الشيباني، هو المسؤول الرئيس عن استيراد المتفجرات الخارقة للدروع إلی العراق من محافظة مهران الإيرانية خلال فترة الاحتلال. وهناک محمد الغبان أيضا من فيلق بدر، ويعمل حاليا وزيرا للداخلية في العراق.
وأوضحت التقارير أن فيلق بدر يعطی مستوی فوق کل قوی الأمن الداخلي في العراق، بما في ذلک الشرطة الاتحادية التي يمکن أن توصف بأنها عبارة عن مجموعة من رجال يرتدون الزي العسکري، وجهت إليهم اتهامات بالمشارکة في المذابح التي ترتکبها الميليشيات الشيعية ضد السنة.وأکدت أن الفيلق متهم بخطف وإعدام الناس دون محاکمة، وطرد السنة من منازلهم ثم نهب ممتلکاتهم وحرقها، وفي بعض الحالات هدم قری بأکملها .
المصدر: عکاظ

زر الذهاب إلى الأعلى