مقالات

إيران.. بلد الاحزان و المآسي

 

دنيا الوطن
24/3/2015

 

 

بقلم:حسيب الصالحي

 

المعروف و المتداول عبر مختلف المراحل التأريخية، ان العديد من الشعوب في إيران و المنطقة تحتفل بأعياد”النوروز”، فإن جهات رسمية و مراجع و رجال دين إيرانيون قد دعوا الی إقامة المآتم بذکری وفاة فاطمة بنت النبي محمد”ص”، والتي تصادف هذا العام أيام أعياد النوروز، مع ان البعض قد ينخدع و يتأثر بهذه الدعوة، و يعتقد بأن النظام يمنح للمسائل الدينية إعتبارا و قيمة أکبر من غيرها، لکن الحقيقة هي بخلاف ذلک تماما، إذ أن النظام سعی و يسعی دائما الی أن لاتکون هنالک فترات او اوقات يتنفس فيها أبناء الشعب الايراني الصعداء.
السعي لحجب إحتفالات الشعب الايراني بعيد النوروز، يعتبر بمثابة محاولة مفضوحة من جانب النظام الايراني من أجل الالتفاف علی مظاهر الافراح و البهجة للشعب الايراني و الإيغال في تعميق و ترسيخ مظاهر الذل و الحزن و الانکسار و الشعور بالذلة عوضا عن ذلک، وقد وضعت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، يدها علی الجرح عندما أکدت بأن:” الملالي بممارسة التعذيب وارتکاب المجازر طيلة 37 عاما، احتجزوا النوروز الحقيقي للشعب الإيراني رهينة عندهم، لکنهم انهزموا رغم کل ذلک في مواجهة حماس الشعب الإيراني وتعطشه للحرية. فهنيئـا للشعب الإيراني الذي لم يستسلم واظهر دوما بانه يطالب بإسقاط هذا النظام. حيث نظموا خلال العام الإيراني المنصرم ، 5700 حرکة احتجاجية في الإضرابات عن العمل والإعتصامات والمظاهرات ومنها مظاهرات المعلمين والمضمدين، عمال المصانع ومختلف الصناعات، احتجاجات أهالي إصفهان ضد رش الحوامض علی وجوه النساء، احتجاجات أهالي أهواز ضد تجفيف نهر کارون والتلوث الکارثي للمناخ في مختلف مدن البلاد، مؤکدين علی رفضهم للنظام برمته مرة أخری. وفي احتفالية ليلة الاربعاء الاخير للعام الإيراني، قام الشباب الطهرانيون والإصفهانيون بإحراق صور خميني وخامنئي وفي سجن ”کوهر دشت” ردد السجناء السياسيون هتاف الموت للدکتاتور.”.
الشعب الايراني الذي ذاق الامرين علی يد النظام القائم في طهران من جراء سياساته القمعية و التعسفية و التي أوصلته الی أوضاع و ظروف مأساوية فريدة من نوعها، ليس من الغريب و العجيب علی نظام حکمه طوال أکثر من ثلاثة عقود بالحديد و النار، ان يبادر للطلب من هذا الشعب کي يتظاهر بالحزن و الکئابة عوضا عن مظاهر الفرح و البهجة، ذلک ان هذا النظام قد تعود عل الدوام علی حجب کل أسباب و عوامل الفرح و البهجة و الشعور بالامل و ترسيخ عوامل و اسباب الحزن و الکئابة و الشعور باليأس کي يتسنی له إبقاء الشعب محطما و مشتتا و فاقدا للأمل و التفاؤل، ذلک أن تفاؤل هذا الشعب و فرحته و بهجته تعني نهاية کابوس نظام ولاية الفقيه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى