أخبار إيران

تصعيد صراعات فئوية بين زمر النظام الإيراني عقب إقالة وزير العلوم لحکومة روحاني يجر رفسنجاني إلی الحلبة

 


 


في تحد لزمرة الولي الفقيه لاسيما نوابها في البرلمان، تکلم رفسنجاني في ساحة البرلمان مناوئة لإقالة وزير العلوم من قبل برلمان النظام الإيراني
وأکد رفسنجاني في جلسة مدراء وزارة التعليم والتربية قائلا: «إذا رغب المتشددون في التدخل وأقالوا وزيرا يريد أن يکون يتسلط في عمله، فلن تبقی دوافع لتحمل المسؤولية»
وأضاف رفسنجاني علی حساب خامنئي وقال: « أکد السيد (قصده خامنئي) في لقاءه الأخير مع مدراء النظام بأنه مؤمنا بالاعتدال »
ومن ثم هاجم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام المستجوبين مفسرا تصريحات خامنئي في لقاءه مع کابينة الملا روحاني وقال:« لو کانت الطريقة تسير علی نهج الاعتدال وآراء المواطنين هي حق الناس فلا معنی للخلافات السياسية. وما معنی هذه الصراعات والتهم والاعتقالات والشتائم والحرمان ؟»
وتحت غطاء هجومه علی تنظيم داعش وجرائمه والذي وصفه بالمتشددين، هاجم مواقف زمرة خامنئي واصفا إياها بالمتشددين وقال: نحن خسرنا کثيرا من قبل المتشددين والأصوليين ( صحيفة «جهان صنعت» 25آب/أغسطس)
وفي جانب آخر من تصريحاته وفي حين کان يتظاهر بالتحررية، اتهم رفسنجاني زمرة خامنئي بأنها لاتعرف معنی «الحرية».
وإذ وصف رفسنجاني  أفکار زمرة خامنئي بالسخيفة أکد قائلا: «هناک أفکار سخيفة لايمکنها أن تعرف معنی الحرية في الجامعات حيث لم يدرکوا بأنهم لايتمکنوا من تعزيز الجامعات في أجواء الخناق. هل يمکننا أن نخرّج علماء عظام من جامعة ضربت عليها أجواء الخناق؟»
وأکد رئيس مجمع تشخيص مصلحة نظام الملالي دفاعا عن وزير العلوم المقال لحکومة روحاني علی أنه :« بات السيد ”فرجي دانا“ يواصل نشاطه وعمله بمعنوياته العالية البتة حيث نستزيد منه في عدة مجالات»
عقب الهجمات الأخيرة للملا روحاني علی زمرة ولاية الفقية معتبرا إياه حاميا للدستور، امتد الشرخ المتزايد في رأس النظام إلی الأمور الأساسية أو بالأحری الأمور الجذرية.
ويبدو أنه وعقب الصراعات الفئوية بين زمر النظام الإيراني حول المسألة النووية، تصاعدت صراعاتهم في کافة المجالات بوتيرة أسرع بينها مسألة تجرع کأس السم الاجتماعي وانقسام السلطة والذي أصبح مصدرا لکل الصراعات الداخلية لنظام ولاية الفقيه.
وجدير بالذکر أن تدخل رفسنجاني في الدفاع عن الوزير المقال للملا روحاني وإعطاءه درس «الحرية» وترجمة معنی «الحرية» لزمرة خامنئي، کلها تصب في مصلحة الدفاع عن تجرع کأس السم الاجتماعي. کما أن دفاعه عن روحاني تحت يافطة «الدفاع عن آراء المواطنين» يعتبر في إطار صراع السلطة وانقسام السلطة بين زمرة رفسنجاني-روحاني وزمرة خامنئي.
وشبهت صحيفة «آفتاب يزد» الحکومية، صراع السلطة بين زمرة رفسنجاني-روحاني وزمرة خامنئي بمبارزة المجالدين وکتبت مقالا بعنوان : «الساحة العلنية للبرلمان أو حلبة المبارزة للمجالدين» (صحيفة «آفتاب يزد» 25آب/أغسطس)
وإثر صراع السلطة بين زمر النظام الإيراني، فهناک أحاديث عن إقالة عدد آخر من وزراء حکومة روحاني من قبل نواب زمرة خامنئي في البرلمان. وبشأن ذلک کتبت صحيفة «جهان صنعت» الحکومية :« لم يتضاءل عطش النواب في ساحة البرلمان حيث يعمدون إلی التهميش والضغط علی الحکومة الــ11 والتي لم تمض فترتها إلا 15شهرا. ومن جملة هذه الضغوطات هي تهديد ”علي جنتي“ باستجواب شخص آخر لخياره القادم» (صحيفة «جهان صنعت» الحکومية 25آب/أغسطس)
وکتبت أيضا صحيفة «ابتکار» بشأن الموضوع قائلة:« هناک مؤشرات تتحدث عن استهداف وزارة الثقافة أي وزارة الإرشاد بمثابة الهدف القادم لهذه المجموعة. وکان في وقت سابق أحاديث عن تصنيف أسماء کـــ«بيجن زنکنه» وزير النفط و«محمدرضا نعمت زادة» وزير الصناعة والمعدن والتجارة و«علي أصغر فاني» وزير التعليم والتربية، في قائمة الاستجواب من قبل مناوئي الحکومة لکنه وفي الوقت الحالي لقد شطبت أسماء هؤلاء من قائمة مشروع ” الاستجوابات المنظمة” حيث أن هؤلاء المناوئين وفي تحد سافر للحکومة يستعدون لاستجواب ”علي جنتي” وزير الإرشاد.»
ونظرا إلی صراعات السلطة الخرقاء الحالية بين زمر النظام الإيراني واستخدام نواب زمرة خامنئي في برلمان النظام الإيراني، سلاح الاستجواب ضد وزراء حکومة روحاني، فإن ظهور رفسنجاني في الساحة إذ يظهر تصعيد صراع السطة يبين أن زمرة رفسنجاني-روحاني ولاسيما رفسنجاني نفسه يعمدون إلی إفراغ کؤوس السم المتتالية في حلقوم الولي الفقيه بعد أن تجرع «فخامة الولي الفقيه المعظم» کأس السم النووي بينما يهدفون إلی الحصول علی حصة الأسد في السلطة. وها هو تفسير عن ظهور رفسنجاني في الساحة وتصريحاته بشأن إقالة وزير العلوم للنظام الإيراني.

زر الذهاب إلى الأعلى