أخبار إيران

عشائر العراق سند الحق والانسانية
الکاتب: عبد الکريم عبد الله

عشائر العراق سند الحق والانسانية


الملف.نت
 30/6/2010
الکاتب:  عبد الکريم عبد الله


يحفل تاريخ العشائر العراقية بالمواقف الوطنية من قديم وجودها، ومن تاريخها الحديث ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني، والعشائر العراقية التي توارثت اعراف العروبة ابا عن جد ما زالت متمسکة بهذه الاعراف کقوانين في حياتها الخاصة والعامة، فهي علی سبيل المثال تعد الضيف بمنزلة صاحب الدار علی وفق قول البيت الشعري العربي (يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا    نحن الضيوف وانت رب المنزل) ويبالغ العربي باکرام ضيفه حتی انه يفتديه بنفسه  وولده وهناک قصص کثيرة مروية حول هذه المسالة يحفل بها التراث العراقي، ومن هذا المنطلق انطلق شيوخ عشائر محافظة ديالی ممثلين لما يربو علی 480 الف رجل وامراة من ابنائهم في مؤتمر صحفي اکدوا فيه دعمهم لضيوف محافظتهم من اللاجئين الايرانيين المقيمين في مخيم اشرف بصحراء العظيم في محافظة ديالی، وهذا الحشد ليس الاول من نوعه فقد سبق ان وقع اکثر من خمسة ملايين ومائتي الف عراقي رسائل تلقتها قيادة المخيم يؤيدون دعمهم للاشرفيين ويؤکدون نصرتهم ويطالبون الحکومة العراقية بالالتزام بالقوانين الدولية في التعامل معهم بحکم کونهم من المحميين بموجب هذه القوانين، کما ان مطالبتهم برفع الحصار عن اشرف تاتي لان هذا الحصار لا مبرر له ولا سند قانوني او شرعي بل هو جريمة ضد الانسانية لانه شمل الغذاء والدواء والطاقه والوقود والرعاية الصحية کما ان الحکومة العراقية اثبتت انها غير مؤهلة لمهمة حماية المخيم التي تکفلت بها بوثائق موقعه سلمتها للاميرکان حال انسحابهم وتسليمهم المخيم للقوات العراقية، کما انه موقف سياسي متخاذل الغرض منه محاباة النظام الايراني، کذلک فان ابناء ديالی يمارسون حقهم المشروع علی وفق العرف العراقي بحماية الضيف ومطالبتهم بتولي الامم المتحدة حماية سکانه وضمان القوات الأمريکية لعدم تعرضهم للعنف والنقل القسري انما ياتي استجابة للقوانين الدولية المرعية عالميًا وکذلک المطالبة باعتراف الحکومة العراقية بالموقف القانوني لهم وفق قرار البرلمان الاوربي وبيان المجلس الاوربي والبيانات الصادرة عن الغالبية البرلمانية لأکثر من 20 بلداً  کما ان المؤتمر الصحفي الذي کشف فيه شيوخ العشائر عن  فعاليتهم هذه  ياتي تزامنا وانسحاب القوات الأمريکية من مخيم أشرف وعشية تشکيل الحکومة العراقية الجديدة ونظراً الی التهديدات المتزايدة للحکومة الايرانية ضد أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية، وقد وقع 480 ألفاً من أبناء محافظة ديالی من شرائح مختلفة 439رسالة و443 بياناً وأرسلوها الی جهات دولية مطالبين بتولي الأمم المتحدة حماية سکان أشرف ورفع الحصار الجائر واللاانساني المفروض والمستمر منذ عام ونصف العام علی أشرف.
وتطالب الرسائل والبيانات الرئيس الأمريکي والأمين العام للأمم المتحدة باتخاذ اجراء عاجل للحيلولة دون تکرار هجمات عسکرية وکارثة انسانية علی غرار ما حصل في 28 و 29 تموز 2009 في أشرف مما أوقع 11 شهيداً و130 حالة عوق و370 جريحاً وأکثر من ألف مکدوم ومضروب.
کما تم احتجاز 36 رهينة من سکان اشرف العزل الذين جردوا من الاسلحة في عام 2003 من قبل الولايات المتحدة الأمريکية. وتعهدت القوات الامريکية في اتفاق مبرم مع سکان أشرف کلاً علی انفراد بتأمين حمايتهم الی حين حسم موقفهم نهائياً.
وياتي هذا المؤتمر في ظل تصاعد القلق من امکانية ارتکاب جريمة جديده من قبل القوات العراقيه وصمت الاميرکان عليها، وفي ظل تصاعد التوترات السياسية في البلاد بسبب فشل القوی السياسية العراقية في الاتفاق علی الخروج بتشکيلة حکومية ترضي الجميع، وکذلک تصاعد الاحتجاجات الشعبية علی نقص الخدمات وانتشار الفساد وعودة الميليشيات المسلحة الی المدن وزيادة العمليات الارهابية واستهداف المثقفين العراقيين وآخرها عملية اعتقال الصحفي رياض قاسم وتهديد العشرات من الکتاب بالقتل ضمن مخطط يحکمه النظام الايراني لابقاء العراق ضمن السيطرة الايرانية وبخاصة للسنوات التاسيسية لکيانه، ان موقف العشائر العراقية هذا ياتي اتفاقاً وتحليلاتنا التي تؤکد ان الخطر المحدق بالعراق والمنطقة کلها هو خطر النظام الايراني وتغلغله في الشؤون الداخلية العراقيه، ولهذا فان القول ان ترابط المصيرين بين الشعبين العراقي والايراني قول حکيم وبالتالي فان العراقيين الذين يريدون قطع اذرعة النظام الايراني في العراق انما يعملون علی قطعها في طهران ايضًا ومن هنا يلتقي المشروعان الوطنيان  العراقي والايراني ومثلما تعرف قيادة المقاومة الايرانية هذا الامر يعرفه العراقيون وعلی هذا فان تحرک العشائر العراقية بدعم اشرف وسکانه انما يطلق يد العراقيين للتحرر والبناء تمامًا کما يطلق يد الثوار الايرانيين لتحقيق تحررهم وانعتاقهم، ومن هنا تکون دعوة بقية العشائر العراقية الی الحذو حذو اخوتهم شيوخ العشائر في ديالی  دعوة مشروعة بل هي ضرورة ملحة يفرضها الظرف العراقي الان وکذلک الظرف الذي تعيشه الشعوب الايرانية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى