العالم العربي

واشنطن بوست: ماکين يقول ان أمريکا لديها مصالح بسوريا لکنها لم تتحرک

 

 

 
23/12/2016

 

تناولت “واشنطن بوست” الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وانتقدت الإستراتيجية المترددة التي اتبعها الرئيس باراک أوباما إزاءها، مقابل التدخل العسکري الروسي والإيراني المباشر.
فقد نشرت الصحيفة مقالا لرئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميرکي جون ماکين قال فيه إن لبلاده مصالح في سوريا، لکن إدارة أوباما ترددت ولم تفعل شيئا. وأضاف “علينا أن نعترف بتواطؤ الولايات المتحدة في مأساة السوريين”.

وأشار ماکين إلی استيلاء قوات بشار الأسد علی مدينة حلب بعد تعرض أهاليها للحصار والقتل جراء القصف والهجمات من جانب روسيا وقوات النظام وإيران والمليشيات المدعومة منها.

وأضاف أن أوباما لم يفعل شيئا لأهالي حلب وهم يتعرضون للقصف بالقنابل الذکية التي کانت تستهدف النساء ومستشفيات الأطفال والمخابز وقوافل المساعدات الإنسانية، أو يتعرضون للقصف عن طريق البراميل المتفجرة.
 

الأطفال من بين أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)

عار أبدي
وأشار ماکين إلی تهجير عشرات الآلاف من مدينة حلب وترکهم في خيام تحت رحمة نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، وقال إن أوباما يقف شاهدا علی کل هذه المآسي التي يتعرض لها الشعب السوري دون أن يفعل شيئا لوقفها.

وأضاف أن معاناة السوريين مستمرة وأن حلب تعرضت للفظائع والدمار برغم کل الاجتماعات في جنيف وفيينا، وبرغم الخطوط الحمراء کالتي رسمها الرئيس أوباما للأسد بشأن حظر استخدام الأسلحة الکيميائية التي تم تجاوزها دون وازع أو عواقب.

وشبه السيناتور الأميرکي صدی مأساة حلب بأنه سيبقی عبر التاريخ کصدی سربرينيتشا ورواندا، وأنه سيبقی شاهدا علی الفشل الأخلاقي والعار الأبدي.

وقال أيضا إن نظام الأسد ربما يکون استولی علی حلب، بينما الحرب في سوريا لم تنته بعد لکنها أسفرت عن مقتل قرابة نصف مليون إنسان وتشريد نصف سکان البلاد وخلق أکبر أزمة لاجئين بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
 

روسيا تستخدم قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي.يو22-إم3 في قصف سوريا (رويترز)

تکثيف القتال
وأضاف المسؤول الأميرکي أن الأزمة ستزداد سوءا في سوريا في ظل قيام نظام الأسد وإيران وروسيا وترکيا ودول الخليج والآخرون بتکثيف القتال “علی ما تبقی من الجثة السورية”.

وقال إنه لا يزال أمام الولايات المتحدة خيارات في سوريا، وإنه کلما انتظرت واشنطن أکثر في السعي لإيقاف الحرب ازداد خيارها سوءا، وإنه “لا يجب علی أحد أن ينکر أن لدينا خيارا في سوريا يتعلق بالأمن القومي الأميرکي نفسه”.

وأوضح أن عودة ظهور تنظيم القاعدة في سوريا يترک أثرا کبيرا علی الولايات المتحدة، وأشار إلی الهجمات التي تعرضت لها مناطق مختلفة في أوروبا وأميرکا، وقال إن أزمة اللاجئين “تتسبب في زعزعة استقرار حلفائنا في الشرق الأوسط مثل إسرائيل والأردن” وإنها تمثل تهديدا للديمقراطيات الغربية برمتها التي تنعکس علی أميرکا نهاية المطاف.

وأضاف “يجب أن نعترف أيضا أن الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد ما يسمی “فيلق القدس” قاسم سليماني لن يکونوا أبدا شرکاء يعتمد عليهم في مکافحة الإرهاب” فالنظام السوري وموسکو وطهران لا يقاتلون ضد داعش.
 

آثار القصف الجوي علی حي الفردوس بحلب (رويترز)

ذبح عشوائي
وأضاف ماکين “بل إن ذبحهم العشوائي للمدنيين السوريين هو ما خلق الظروف الملائمة لظهور تنظيم الدولة، وإن الحصار الدموي لحلب سيتسبب في المزيد من التجنيد والتطرف الإرهابي”.

وقال إنه “يجب أن نعترف أن إنهاء الصراع في سوريا لن يکون ممکنا إلا إذا أدرک الأسد وداعموه من الأجانب أنه لا يمکنهم الانتصار عسکريا في البلاد” لکنهم يحاولون الآن تحقيق هذا الانتصار بشکل عسکري.

وأضاف ماکين أن استيلاءهم علی حلب سيجعلهم يوجهون فوهات بنادقهم إلی هدفهم التالي في سوريا، وقال “يجب علينا أن نستذکر الحکمة من تصريح لوزير الخارجية الأميرکي السابق جورج شولتز الذي قال فيه إن الدبلوماسية غير المدعومة بالقوة تبقی غير مؤثرة في أحسن الأحوال، بل تکون خطرة في أسوأ الأحوال”.

وقال أيضا إنه إذا کانت الولايات المتحدة لا يمکنها أن توقف الرعب في العالم فإن “هذا لا يعفينا من مسؤولية استخدام قوتنا العظمی لإنهاء الظلم الأسوأ حيث يمکننا ذلک، وخاصة إذا کان هذا الأمر يخدم مصالحنا ويجعل الولايات المتحدة وشرکاءها أکثر أمنا”.

واختتم رئيس لجنة القوات المسلحة الأميرکية مقاله بـ “لسنا بحاجة لأن نصبح شرطي العالم من أجل الدفاع عن مصالحنا، ولکن يجب ألا نبعد أنفسنا عن فوضی عالمنا الخطير، وإذا ما فعلنا ذلک وبقينا صامتين فإن حالة عدم الاستقرار والرعب والدمار في قلب تلک الفوضی ستکون في طريقها إلی شواطئنا نهاية المطاف”.

زر الذهاب إلى الأعلى