أخبار إيرانمقالات

عن أية أغراض دفاعية يتحدث روحاني؟

 

 

31/10/2017
بقلم: سعاد عزيز


ليست هناک آذان صاغية لما يقوله الرئيس الايراني حسن روحاني بشأن ان إيران ستواصل إنتاج الصواريخ لأغراض دفاعية ولاتعتبر ذلک إنتهاکا لأي إتفاقات دولية، خصوصا وإن هناک إجماعا إقليميا و دوليا  بشأن التوجس ريبة من هذه الصواريخ وعدم الثقة و الاطمئنان الی مزاعم”الدفاعية”بشأنها، خصوصا بعد أن قام حلفاء طهران في اليمن بإطلاق الصواريخ الايرانية ليس علی السعودية فقط وانما علی أقدس مقدسات المسلمين أي الکعبة!
دول الاتحاد الاوربي التي لم تشاطر الولايات المتحدة الامريکية لأسباب متباينة موقفها من الاتفاق النووي، لکنها، تتفق معها و مع دول المنطقة علی إن الصواريخ البالستية الايرانية تشکل تهديدا لايمکن التغاضي عنه للسلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، ويبدو إن إيران قد إستملت هذه الرسالة الاوربية و هي تشعر بقلق بالغ منها، خصوصا بعد أن لم تعد لها ساحة رحبة للمناورة و اللعب کما أن مجال خياراتها تتجه بصورة أو أخری نحو الانعدام، ولهذا فإنها تسعی بصورة أو أخری لإحداث ثمة تغيير في الموقف الدولي من قضية الصواريخ البالستية، لکن، لايبدو أن هناک من ي‌غامر و يجازف بتصديق روحاني و الاطمئنان إليه، فقد أثبتت التجارب الماضية بأن طهران”تتمسکن”و”تتواضع”و”تعتدل”عند إحساسها بالخطر، لکنها وعندما تشعر بتجاوز تلک الحالة تعود للتنمر الذي هو طبعها الاصلي!
المجتمع الدولي الذي يتجه للعمل من أجل تضييق الخناق علی النظام في إيران، بعد أن وجد أن کل أساليب و طرق الحوار و التواصل معه لم تعد تجد نفعا وهو يقوم بإستغلالها و توظيفها لصالحه، تبذل طهران کل طاقاتها من أجل العمل لتجاوز هذه الحالة والعبور منها بسلام، لکن المشکلة إن المنطقة و العالم بل و الشعب الايراني نفسه، لم يعد يثقوا بهذا النظام الذي طالما سعی للعب علی الحبال و توظيف الاوضاع و الظروف من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، ولذلک فإن تبرير روحاني من إن إنتاج الصواريخ الايرانية لأغراض دفاعية هو بنظر العالم”کلام في المشمش”، ولايمکن تفهمه و تقبله.
دول المنطقة التي تعرف النظام الايراني أکثر من العالم کله و تعلم الی أي حد هو متمرس في اللعب و المناورة و الالتفاف علی الحقائق، ترکت موقف الدفاع السلبي ازاء هذا النظام وإنضمت للمجتمع الدولي من أجل الوقوف بوجه هذا النظام و التصدي له و إيقافه عند حده، خصوصا عندما نعلم بأن روحاني يطلق تصريحه”غير المفهوم”هذا قياسا لما يدعيه من تزعمه لتيار إعتدالي ـ إصلاحي مزعوم، في وقت صارت حتی الجامعات الايرانية تغلي غضبا علی النظام بعدما قد صارت الاحتجاجات في مختلف مدن إيران بمثابة الظاهرة، تماما کما کان الحال في عام 1978، أي عام قبل الاطاحة بنظام الشاه، فهل يتذکر روحاني ذلک و يعيه أم إنه يسعی للإستمرار في لعبة لاجدوی من ورائها ناهيک عن إنها صارت مکشوفة للجميع.

 

زر الذهاب إلى الأعلى