إرادة التغيير قدر الشعب الايراني

دنيا الوطن
5/6/2014

بقلم: محمد رحيم

  لم يعد الشعب الايراني يقتنع و يقبل بأشباه الحلول المشبوهة للنظام الايراني من قبيل الاصلاح و الاعتدال، خصوصا بعد أن تيقن هذا الشعب بأن أي تغيير حقيقي و واقعي في ظل هذا النظام الاستبداد في حکم المستحيل، خصوصا فيما لو کان بإتجاه تحقيق الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني.
النسخة و النموذج الثاني للإصلاح و التغيير المتمثل في روحاني، صادف عهده غير الميمون الکثير من الاجرائات و الامور التي أثبتت بأنها ليس تتعارض مع تلک المزاعم فقط وانما حتی تجاوزتها و تعدتها أيضا، کما هو الحال في تصاعد وتيرة الاعدامات والتي لم تشهد إيران مثيلا و نظيرا لها منذ أکثر من عشرة أعوام بالاضافة الی تفاقم الممارسات القمعية و تردي الاوضاع الاقتصادية و إزدياد البطالة بنسب مرعبة، ولذلک فإن الشعب الايراني قد أدرک و تيقن بأن لامصداقية هناک لکل المزاعم التي يطلقها النظام الايراني بشأن الاصلاح و الاعتدال بل هي مجرد أکاذيب و إدعائات فارغة لاوجود لها في الواقع، ومن هنا، فإن الشعب الايراني برمته صار ينصت و يستمع الی ندائات التغيير الحقيقية التي تطلقها المقاومة الايرانية عبر التجمع السنوي الکبير لها في شهر حزيران من کل عام، والذي سيشهد هذا العام طفرة نوعية لحساسية و إستثنائية الاوضاع التي تمر بها القضية الايرانية من جانب و الظروف و الاوضاع السياسية في المنطقة من جانب آخر.
تجمع هذا العام الذي تتلهف عشرات الالوف من الايرانيين في أنحاء العالم للمشارکة و المساهمة فيه من أجل رفع أصواتهم عاليا وهم يطالبون بالتغيير و إسقاط النظام الديني الاستبدادي الذي صادر حريات الشعب الايراني و فرض عليه حکما قمعيا غاشما، وسوف يفضحون من خلاله کذب و زيف مزاعم الاصلاح و الاعتدال و بعدها عن الحقيقة و الواقع و يؤکدون للعالم کله بأنه لاسبيل للتعايش و التأقلم مع نظام يعتاش علی تصدير الارهاب و الازمات و المشاکل للدول و الشعوب الاخری، وان لاوعد و لاعهد و لاإلتزام لهذا النظام الذي جبل علی المراوغة و المخادعة و اللف و الدوران، وسوف يطلق هذا التجمع دعوات ومناشدات للمجتمع الدولي بسحب إعترافه بهذا النظام المخادع القمعي الذي لايمثل و لايعبر عن إرادة و رأي الشعب الايراني و الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثلة شرعية لهذا الشعب و المعبرة الوحيدة عن إرادته و طموحاته و أمانيه.