مقالات

ضحية أخری للحصار الجائر علی ليبرتي

 



موقع بحزاني
16/5/2014


 


بقلم:اسراء الزاملي


 


بعد أسابيع قليلة من نقل السيدة راضيه‌ کرمانشاهي، المسؤولة بمنظمة مجاهدي خلق و عضوة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من مخيم ليبرتي الی العاصمة الالبانية تيرانا بعد أن عانت من آثار الحصار التعسفي المفروض منذ 6 أعوام و بشکل مستمر علی معسکري أشرف و ليبرتي، فقد توفيت منتصف ليلة الثلاثاء السابق 13 أيار، بعد عملية جراحية صعبة أجريت لها في مستشفی في تيرانا، لکن تداعيات و تأثيرات الحصار الطبي لستة أعوام کانت أقوی من تلک الجهود التي بذلها الاطباء.
هذه المرأة التي قضت حياتها کلها و هي تناضل ضد دکتاتورية الشاه و الاستبداد الديني لنظام ولاية الفقيه منذ کان عمرها 19 عاما، و تعرضت للسجن و التعذيب في عهد الشاه، کما أن شقيق لها قد قضی نحبه من جراء التعذيب الذي تعرض له في عام 1975، علی يد جلادي الشاه في السجن، کانت تتشوق لذلک اليوم الذي ستبصر فيه سقوط النظام الديني الاستبدادي الحاکم في طهران و تحرر الشعب من ربقته، لکن الحصار اللاإنساني و اللاقانوني و الابعد مايکون عن القيم و التعاليم السماوية السمحاء، لم تمهلها طويلا لتلاقي قدرها کشهيدة علی ضريح فجر الحرية لشعبها.
الحصار الطبي المفروض من جانب الحکومة العراقية برئاسة نوري المالکي منذ 6 أعوام، قد أردی بحياة 19 آخرين قبل السيدة کرمانشاهي ولازالت مخاطر هذا الحصار غير المبرر تهدد حياة اعداد أخری من السکان من أولئک الذين هم بأمس الحاجة للوصول بحرية الی المستشفيات و العيادات لتلقي العلاج اللازم، لکن الحکومة العراقية و علی الرغم من البيان الاخير الذي أصدرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين و التي دعت فيه الی رفع هذا الحصار المتعارض من التعهدات و الالتزامات التي وقعت عليها السلطات العراقية مع منظمة الامم المتحدة من حيث معاملة السکان علی أساس معايير و مبادئ حقوق الانسان، إلا أن الحکومة مازالت تتنصل من إلتزاماتها القانونية و الاخلاقية و تصر علی مواصلة هذا الحصار التعسفي إرضائا لنظام ولاية الفقيه في طهران.
ردود الفعل الدولية و المناشدات و الندائات الدولية المتزايدة و التي تدعو الحکومة العراقية للمبادرة الی رفع هذا الحصار و السماح للسکان للتصرف کأفراد لاجئين معترف بهم من قبل الامم المتحدة و المنظمات التابعة لها بالاضافة للولايات المتحدة الامريکية أيضا، تصطدم دائما برفض و تجاهل واضح من جانب الحکومة العراقية و هو مايتطلب تکثيف الجهود الدولية بشکل خاص من أجل إجبار هذه الحکومة علی الانصياع لصوت الحق و العدالة..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى