أخبار العالم

وزيرة الخارجية الأميرکية هيلاري کلينتون: انان يؤکد انعقاد قمة مجموعة الاتصال.. ويستثني دعوة إيران


الشرق الاوسط
28/6/2012


تأکيدات علی مشارکة کلينتون ولافروف.. وغموض حول موقف فرنسا وألمانيا.. وترحيب صيني
 


واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم موسکو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا، کوفي أنان، عن عقد اجتماع وزاري رفيع المستوي بشأن سوريا في جنيف السبت القادم، مشيرا إلی أن الدعوة تشمل الأطراف المعنية، مستثنيا دعوة إيران، وهو الإعلان الذي قوبل بتأکيدات علی مشارکة وزيرة الخارجية الأميرکية هيلاري کلينتون، ونظيرها الروسي سيرغي لافروف، رغم المحاولات الروسية السابقة لضرورة المشارکة الإيرانية.
ورغم اقتناع أنان بضرورة مشارکة إيران في الاجتماع، وإصرار روسيا علی ذلک، فإن التشکيل النهائي للمشارکين في الاجتماع مال إلی وجهة الإدارة الأميرکية، التي أوضحت جليا معارضتها الشديدة لمشارکة إيران في الاجتماع. وقال أنان في بيان صحافي أمس «لقد وجهت الدعوة إلی وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة) وترکيا، إضافة إلی الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية وممثل الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية، ووزير خارجية العراق بصفته رئيس قمة الجامعة العربية، ووزير خارجية الکويت بصفته رئيسا لمجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية، ورئيس وزراء قطر بصفته رئيس لجنة متابعة القضية السورية في جامعة الدول العربية».
وأوضح أنان أن هدف الاجتماع هو تحديد الخطوات والتدابير اللازمة لضمان التنفيذ الکامل للخطة المکونة من ست نقاط، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن رقمي 2042 و2043، بما في ذلک الوقف الفوري لأعمال العنف بجميع أشکاله. وقال «ينبغي لمجموعة الاتصال أن توافق علی مبادئ توجيهية ومبادئ لتحقيق الانتقال السياسي الذي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق علی الإجراءات التي تحقق هذه الأهداف علی أرض الواقع». وأبدی أمله في أن يثمر عن إجماع بين جميع المشارکين علی اتخاذ إجراءات ملموسة لوضع حد لدوامة العنف وإحلال السلام والاستقرار للشعب السوري.
من جانبها، أکدت وزيرة الخارجية الأميرکية هيلاري کلينتون أن الولايات المتحدة تقف علی أهبة الاستعداد لدعم جهود أنان للتوصل إلی حل دبلوماسي للوضع في سوريا ووضع حد لسفک الدماء، والاستعداد للانتقال إلی الديمقراطية وإلی سوريا ما بعد الأسد، مبدية أملها في أن يکون الاجتماع نقطة تحول في الأزمة السورية.
وقالت کلينتون خلال زيارتها للعاصمة الفنلندية أمس الأربعاء «لقد کنت في تشاور وثيق مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة کوفي أنان حول عقد اجتماع يرکز علی خريطة طريق لعملية الانتقال السياسي في سوريا»، وأوضحت أنها تحدثت مع أنان ثلاث مرات خلال 24 ساعة الماضية. وأکدت کلينتون أن «أنان وضع خريطة طريق ملموسة لتحقيق الانتقال السياسي وقام بتوزيعها للتعليق عليها، وعندما تحدثت إلی أمس نقلت له دعمنا للخطة التي طرحها، وأعتقد أنها تجسد المبادئ اللازمة لأي عملية انتقال سياسية في سوريا يمکن أن تؤدي إلی نتيجة سلمية وديمقراطية وتعبر عن إرادة الشعب السوري».
من جهة أخری، علق جاي کارني، المتحدث الصحافي باسم البيت الأبيض، علی الاجتماع قائلا «نتطلع أن يؤدي إلی تحقيق انتقال سلمي للسلطة، وکلما تم الانتقال السلمي للسلطة بسرعة کان ذلک أفضل». وأوضح أن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية کوفي أنان أرسل مسودة لأفکاره لمساندة الانتقال السلمي للسلطة في سوريا للتشاور حولها، ورفض التعليق علی توقعاته عما سيخرج به الاجتماع. وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل مع الشرکاء والحلفاء في المجتمع الدولي لزيادة ومواصلة الضغوط علی الأسد وتشجيع زيادة الانشقاقات من مسؤولي النظام ومن الجيش.
يأتي ذلک، في الوقت الذي کشف فيه سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، عن أنه يبحث مع أنان خطة وقائمة المشارکين في المؤتمر، مؤکدا عزمه علی المشارکة في هذا المؤتمر؛ حتی في حال غياب إيران عن اجتماعاته.
وحرص لافروف قبيل لقائه المرتقب مع نظيرته الأميرکية هيلاري کلينتون في سان بطرسبرغ يوم 30 يونيو (حزيران) علی تأکيد ضرورة دعوة البلدان جيران سوريا، وفي مقدمتها إيران وترکيا والعراق ولبنان، إضافة إلی المملکة العربية والسعودية وقطر والمنظمات الدولية الأربع (الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي). وقال إن إيران تملک تأثيرا علی الحکومة السورية، ومن ثم فإن مشارکتها ستکون ذات جدوی کبيرة، وإن «غياب إيران سيعني أن دائرة الحضور ستکون غير مکتملة، لأنه لن يشارک في المؤتمر جميع من يحظون بنفوذ حقيقي علی کل الأطراف السورية».
من جهة أخری، عمدت باريس إلی تحديد «سقف مرتفع» لما تريده من هذا الاجتماع والأهداف التي تسعی إليها، لکن من غير أن يعرف تماما ما إذا کان وزير الخارجية لوران فابيوس سيشارک شخصيا فيه أم أن فرنسا ستمثل علی مستوی أدنی. وتريد باريس «عمليا» من الاجتماع، وفق ما قالته وزارة الخارجية أمس، أن تتوصل المجموعة إلی «موقف موحد» بشأن «التفاهم حول المبادئ والمراحل الضرورية لعملية الانتقال الديمقراطي في سوريا، فضلا عن الأولوية المتمثلة في وقف القمع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلی المدنيين»، وهو ما يعني أن باريس تريد، إلی جانب التسليم والموافقة علی رحيل نظام الرئيس بشار الأسد، بلورة «جدول زمني» مع الخطوات المصاحبة التي يجب أن تتلازم مع وقف عمليات القتل ومساعدة المدنيين.
ولم تکشف باريس عن الأسباب التي قد تحول دون مشارکة الوزير فابيوس في الاجتماع، رغم تأکيد السلطات الفرنسية وعلی کل المستويات أنها «تدعم» مبادرة أنان وتحرکاته لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية. ولم تستبعد مصادر سياسية أن غموض الموقف الفرنسي هو انتظار لتأکيد أميرکي علی مستوی المشارکة من خلال وزيرة الخارجية کلينتون. وربطت مصادر دبلوماسية في باريس بين حضور کلينتون في جنيف وما قد يفضي إليه لقاؤها نظيرها الروسي سيرغي لافروف مساء الجمعة في مدينة سان بطرسبرغ.
وما زالت باريس تأمل في أن تفضي الليونة في الموقف الروسي إلی تبني قرار في مجلس الأمن توضع بموجبه خطة أنان تحت الفصل السابع، الأمر الذي أشار إليه الوزير فابيوس، أمس، في کلمة له في معهد العلوم السياسية في باريس بمناسبة منتدی حول «فرنسا والعالم العربي الجديد».. غير أن ما تريده فرنسا يبدو مرهونا بما سيحصل في جنيف.
وعلی صعيد متصل، حدد فابيوس هدفين لـ«مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية يوم 6 يوليو (تموز)، وهما دعم المعارضة السورية وتحضير الانتقال السياسي. وأشار الوزير الفرنسي إلی أن بلاده وجهت أکثر من 150 دعوة إلی دول ومنظمات وهيئات معنية بالشأن السوري.
وفي کلمته، تناول فابيوس رؤية باريس لطبيعة العلاقات التي يجب أن تربط بلاده ببلدان الربيع العربي عارضا استعداد بلاده للتعاون مع الأنظمة الجديدة، ومشيرا في الوقت عينه إلی المخاوف التي تساورها، وراسما «الخطوط الحمراء» التي لا يمکن تخطيها.
وفي سياق متصل، نقلت وکالة الأنباء الألمانية أمس أنه من المحتمل ألا تشارک ألمانيا في أول اجتماع لـ«مجموعة العمل» الجديدة بشأن سوريا المقرر عقده السبت المقبل في جنيف، بينما أعلنت الخارجية أمس أن وزير الخارجية غيدو فسترفيلي يرحب بالتفاهم حول هذه الجولة. وجاء في بيان للخارجية الألمانية أن فسترفيلي يدعم «کل مبادرة وکل صيغة يمکنها تقريب نهاية العنف». وأضافت أن ألمانيا «ستبذل کل جهودها لدعم العمل علی حل سياسي» للأزمة السورية.
إلی ذلک، أعلن ممثل الصين لدی الأمم المتحدة في جنيف أن بلاده تنظر «بعين الرضا» إلی الدعوة إلی اجتماع دولي حول سوريا يوم السبت، وصرح مندوب الصين شيا جينجي «في ما يخص المؤتمر الذي سيعقد في الثلاثين من يونيو، فإن الصين تنظر إليه بعين الرضا»، معربا عن «الأمل في أن يؤدي هذا المؤتمر إلی توافق دولي

زر الذهاب إلى الأعلى