مقالات

کما صوره قبل فترة السيد محمد محدثين الارض بدأت تحرق أقدام ملالي إيران


 
کتابات 
10/5/2015



بقلم: منی سالم الجبوري



  عقب تظاهرات الاحتجاجات واسعة النطاق للمعلمين الايرانيين في 21 مدينة من سائر أنحاء إيران يوم السابع من أيار الجاري، والتي سبقتها تظاهرات غضب و إحتجاج الالوف من العمال في الاول من أيار، إندلعت إظطرابات واسعة في مدينة مهاباد علی أثر إنتحار فتاة کردية بإلقاء نفسها من فندق کانت تعمل فيه منعا لإغتصابها من جانب رجل أمن، وهي إظطرابات إستثنائية من المرجح إنتقالها الی مدن إيرانية أخری.
الاوضاع في إيران أشبه ببرميل بارود يحتاج الی الشرارة المطلوبة کي ينفجر و يقلب الامور کلها رأسا علی عقب، وان تزايد حالات الاضرابات و الاعتصامات و الاحتجاجات، مترابطة مع إضطراد غير مسبوق لأعمال القمع الی جانب تصاعد استثنائي لحملات الاعدامات بحيث وصلت الی حد تنفيذ حکم إعدام کل ثلاثة ساعات، ومن أقصی إيران الی أقصاها، مرورا بکل الاعراق و الاديان و الطوائف، تجد حالة رفض و سخط و غضب علی الاوضاع الرديئة السائدة والکل يطمح من أجل التغيير و الخروج من الاوضاع المزرية الحالية.


إيران التي تعوم علی بحيرات من النفط و الغاز و تزخر بثروات طبيعية هائلة و لديها إمکانيات أخری متباينة، لايجد الشعب الايراني نفسه متنعما بهذه الخيرات و الامکانيات وانما يجد نفسه في مواجهة أوضاع معيشية بالغة الصعوبة وصلت الی حد أن أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر و 12 مليونا يعانون من المجاعة، ناهيک عن أن جيوش العاطلين عن العمل و الدمنين علی المواد المخدرة في إزدياد غير مألوف، وفي ظل هکذا أجواء سلبية متداخلة ببعضها، فإن الاوضاع في إيران أشبه ماتکون بحافلة تتجه نحو الهاوية.


الملفت للنظر انه وفي ظل کل هذه الاوضاع و الامور غير العادية في إيران، يأتي تنديد الامم المتحدة يوم الجمعة الماضي بإرتفاع عدد عمليات الإعدام في إيران خلال أبريل الفائت، حيث نفذ الحکم بحق 98 شخصا، ووفق معلومات جمعها مقرر حقوق الإنسان في إيران، أحمد شهيد، ومقرر عمليات الإعدام التعسفية کريستوف هاينز، تم إعدام 98 سجينا بين التاسع والسادس والعشرين من أبريل، علما بأن الارقام المعلنة هي في الواقع تختلف تماما مع الارقام الحقيقية، حيث تقوم السلطات الايرانية عادة بتنفيذ العديد من أحکام الاعدام و عمليات تصفية معارضيها خلسة و وبعيدا عن الاضواء، لکن کل هذه الممارسات و الامور و الاوضاع السلبية جعلت من إيران کما أکدنا بمثابة برميل بارود(کما صوره قبل فترة السيد محمد محدثين، الشخصية البارزة في المقاومة الايرانية)، قد ينفجر في أية لحظة لو کانت هنالک الشرارة المطلوبة، وهو مايؤکد أيضا بأن الارض بدأت تحترق تحت أقدام ملالي إيران و لم تعد بوسع قبضتهم الحديدية أن تسيطر علی زمام الامور.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى