مقالات

الثعبان الذي بين ظهرانينا

 
 
الصباح الفلسطينية 
28/3/2016
 
 
بقلم:فهمي أحمد السامرائي
 
مع الاخذ بنظر الاعتبار المأساوية و الدامية لهجمات باريس و بروکسل الارهابية ولاسيما البعد الانساني منها، فإننا نريد علی أن نؤکد إن الارهاب و التطرف لايهدد أوربا خصوصا و الغرب عموما بالدرجة التي يهدد فيها بلدان المنطقة، التي تکتوي شعوبها منذ أعوام طويلة بالنار المستعرة المجنونة للتطرف و الارهاب بأبشع و أسوء أنواعه. نيران الارهاب التي تلسع بين فترات متباعدة نسبيا أحد العواصم الاوربية أو الغربية،
فإنها و کما نشهد تحرق بآتون لظاها المستعر شعوب المنطقة علی الدوام و تسلب منها کل الطمأنينة و الراحة و الامن و الاستقرار، وإن البلدان الاوربية بقدر ماتعيش هاجس الارهاب فإن بلدان المنطقة يخيم عليها شبح الارهاب ليل النهار بألف طريقة و صورة و اسلوب، وإن القضاء علی الارهاب و التطرف لن يکون في واشنطن أو باريس أو بروکسل و برلين وانما في عقر داره أي في المنطقة حيث توجد حاضنة و بؤرة الارهاب و التطرف الديني و المتمثلة بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
 قبل ظهور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم هنالک من إرهاب أو تطرف ديني أوو مواجهات طائفية و فئوية حادة کما صار الحال بعد ذلک الظهور المشؤوم الذي قلب الاوضاع في المنطقة ر‌أسا علی عقب، وهنا يجب أن ننتبه جيدا الی إن أول مکتوي بنار الارهاب هو الشعب الايراني الذي أذاقه نظام الجمهورية الاسلامية الامرين من جراء الطرق و الاساليب و الممارسات المشبوهة المختلفة ضده، بل يمکن القول بأن هذا النظام ومن خلال تلک الاساليب و الممارسات قد سعی من أجل جعل الشعب الايراني في حالة قلق و توجس و خوف مستمر من أخطار و تهديدات محدقة به، وإن هذه الحالة السلبية قد حرص نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی نقلها علی أسوء مايکون لدول المنطقة بزعم مايصفونه ب”تصدير الثورة”، والذي ليس في الحقيقة سوی تصدير التطرف الديني و الارهاب.
أکثر من 35 عاما، ودول المنطقة يحدق بها خطر التطرف الديني و الارهاب الاسود الذي إخترق للأسف العديد من دول المنطقة فيما لايزال يسعی لإختراق بقية دول المنطقة، وإن المثير للسخرية هو ماتنتظره بعض الدول من أن يبادر هذا النظام من أجل تحسين سلوکه وهو أشبه بالحلم و المستحيل بعينه ذلک إنه وکما قال الزعيم الايراني  المعارض الابرز، مسعود رجوي:”لاتلد الافعی حمامة”، فإن هذا الثعبان الذي يعيش بين ظهرانينا سيظل خطره و تهديده قائما طالما لم تکن هنالک من مبادرة عملية من أجل تطويقه و قطع الطرق عليه و نصرة الشعب الايراني و مقاومته الوطنية بما يمهد السبل الکفيلة بإسقاطه و تغييره.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى