أخبار إيران

ستراتفور: مظاهرات الغاضبين تحمل رسالة شديدة لملالي طهران

 

أکد مرکز أبحاث أمريکي أن المظاهرات التي اندلعت في مدينة مشهد الإيرانية، تمثل حالة من السخط الشعبي المتنامي، علی الرغم من استعمال قوات الأمن الإيرانية الغاز ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين.
وأفاد مرکز ستراتفور للدراسات الأمنية والاستراتيجية الأمريکي في تقرير له بأن نمو تلک المظاهرات يشير إلی رسالة تريد من جموع الإيرانيين إرسالها إلی نظام الملالي، مفادها أن الحکومة الإيرانية رکزت بشکل کبير علی المشاکل خارج إيران وتدخلاتها في شؤون المنطقة، ومنها الحرب في سوريا، بدلاً من الترکيز علی التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد.
 


ما يُشعل التظاهرات الحالية في إيران، حسب ستراتفور، هو حالة عدم الرضا الشعبي عن الأداء الحکومي، رغم توقيع الاتفاق النووي وزوال جانب من العقوبات المفروضة علی إيران، فالاقتصاد الإيراني لا يزال يعاني من نسب بطالة عالية ضمن أعلی فئة من سکانه، ألا وهي الشباب.
وإضافة إلی ذلک، يقول التقرير إن العديد من الاستثمارات الأجنبية التي وعد بها روحاني لم يتم تحقيقها بعدُ، مما أعطی الإيرانيين أملا زائفا بتحسن الأوضاع المعيشية في بلادهم.

ويشدد تقرير ستراتفور علی أن السخط الشعبي الإيراني تجاه الحکومة الإيرانية يأتي من تجاهل متعمد من قبل نظام الملالي للشأن الداخلي، إضافة إلی التبعات السلبية للسياسة الإيرانية الخارجية علی الداخل الإيراني، خصوصا فيما يخص الاتفاق النووي ورعاية طهران للإرهاب في عدد من دول المنطقة، إضافة إلی المشاکل التي تتسبب فيها أذرع الملالي خارجيا، مما أثر بشکل سلبي علی الداخل الإيراني.
المظاهرات السابقة في إيران عام 2009، التي سُمّيت بمظاهرات “الحراک الأخضر”، أدت إلی تغير جذري في سياسات الرئيس السابق محمود أحمد نجادي الاقتصادية والخاصة بالسياسة الخارجية، إلا أن تدخل إيران في العديد من أزمات المنطقة عصف بتلک الإصلاحات، بعدما قام المجتمع الدولي بفرض عقوبات مشددة علی إيران.
 
ويشرح التقرير المظاهرات داخل إيران التي اندلعت في العديد من المناطق والتي يقوم نظام الملالي بتهميشها، مثل الأکراد في الشمال الغربي، والأحواز في الجنوب الغربي، والبالوش في الجنوب الشرقي، علی سبيل المثال وليس الحصر، إلا أن المظاهرات انتشرت في مدن أقرب لمراکز السلطة في إيران، مثل مدينة مشهد التي تُعتبر معقلا للتيار المحافظ الإيراني، والتي تُعد إحدی أقدس البقاع الشيعية في إيران.
ويؤکد ستراتفور أن الخطاب الحکومي الموجه للإيرانيين حول الأوضاع الاقتصادية -الذي تجاهل المشاکل الحالية والمتعمقة لمعظم مواطني إيران وإعطاء صورة زائفة عن الأوضاع- أجج المظاهرات تحت فکرة أن النظام يعاملهم کالحمقی.
ويختم التقرير بأن المظاهرات التي قامت في إيران حاليا سيتم التعامل معها کأنها “حوادث فردية” من قبل المسؤولين الإيرانيين، إلا أن الواقع يعکس غير ذلک، فالضغوط الاقتصادية والاجتماعية دفعت المواطنين الإيرانيين إلی رفع أصواتهم؛ احتجاجا علی أوضاع معيشية متردية، إضافة إلی أن المستقبل القريب قد يحمل مفاجآت من حيث تطور الأوضاع بشکل خطير وغير مسبوق.

زر الذهاب إلى الأعلى