أخبار العالم

«العفو»: الأساليب الوحشية التي مارستها القوات السورية ربما تشکّل «جرائم ضد الإنسانية»


يو بي اي
6/7/2011



أکدت منظمة العفو الدولية في تقرير ان «الأساليب الوحشية» التي استخدمتها قوات الأمن السورية لقمع الحرکة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مدينة تلکلخ (غرب) «ربما تشکل جرائم ضد الإنسانية».
وتحت عنوان «قمع في سورية: رعب في تلکلخ» أوردت المنظمة تقريراً «يوثِق حالات الوفاة في الحجز وعمليات التعذيب والاعتقال التعسفي التي وقعت في مايو عندما شن الجيش السوري وقوات الأمن عملية امنية کاسحة وواسعة النطاق استمرت أقل من أسبوع ضد سکان البلدة الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية».
وأکدت المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها ان «الأساليب الوحشية التي استخدمت خلال العملية الأمنية المدمرة التي نفذتها القوات السورية في مدينة تلکلخ الواقعة في غرب سورية ربما تشکل جرائم ضد الإنسانية».
وأوضحت انها تعتبر ان «الجرائم التي ارتکبت في تلکلخ تصل الی حد الجرائم ضد الإنسانية، لأنها تبدو جزءا من هجوم منظم وواسع النطاق علی السکان المدنيين».
وقال فيليب لوثر، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة، في بيان إن «الروايات التي سمعناها من الشهود حول الأحداث في تلکلخ ترسم صورة مقلقة للغاية لانتهاکات منظمة ومستهدفة بغية سحق المعارضة».
واضاف ان «معظم الجرائم التي وردت في هذا التقرير يمکن ان تندرج ضمن الولاية القضائية للمحکمة الجنائية الدولية. لکن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب ان يحيل الأوضاع في سورية الی المدعي العام للمحکمة أولاً».
وأوضحت منظمة العفو ان التقرير استند الی «مقابلات أجريت في لبنان وعبر الهاتف مع اکثر من 50 شخصاً في مايو ويونيو»، مشيرة الی ان السلطات السورية لم تسمح لها بدخول اراضيها.


قتل المحتجزين


ونددت المنظمة بواقع ان «ما لا يقل عن تسعة اشخاص قضوا نحبهم في الحجز بعد القبض عليهم اثناء العملية الأمنية في تلکلخ»، موضحة انه تم اطلاق النار «علی ثمانية من اولئک الرجال، الذين کان بعضهم من الناشطين في المظاهرات، وأصيبوا بجروح عندما أمروا بالخروج من أحد المنازل، ثم اقتادهم الجنود بعيداً» ليستدعی ذووهم لاحقاً للتعرف الی جثثهم وقد بدت عليها آثار التعذيب واضحة وإصابتهم بالرصاص.
واکدت ان بعض افراد العائلات الذين ذهبوا للتعرف علی جثث أبنائهم «قالوا إنهم أرغموا علی توقيع وثيقة تقول ان ابناءهم قتلوا علی أيدي العصابات المسلحة».
واضاف التقرير انه استناداً الی بعض الأنباء فإن «معظم المعتقلين أخضعوا للتعذيب»، وأورد علی سبيل المثال قيام جنود «بإحصاء عدد المعتقلين الذين ينقلونهم بغرز لفافات التبغ المشتعلة في أعناقهم من الخلف».
وروی بعض المعتقلين للمنظمة بالتفصيل کيف کان الأمن العسکري يعذبهم عبر «تقييدهم من الرسغين بقضيب مرتفع عن الأرض بمقدار يجبر المعتقل علی الوقوف علی رؤوس أصابع قدميه»، وهو ما يطلق عليه «وضع الشبح» ثم ضربهم وصعقهم بالکهرباء.
ونقلت المنظمة شهادة شاب يدعی محمود (20 عاماً) قضی نحو شهر في المعتقل بينها خمسة ايام لدی الأمن العسکري في حمص.
وقال بحسب التقرير «کانت القصة تتکرر کل يوم، کانوا يقيدونني في وضع (الشبح) ويصعقونني بالکهرباء علی جسمي وعلی خصيتي. في بعض الأحيان کنت أصرخ بصوت عال جداً وأتوسل الی المحقق بأن يتوقف، ولکنه لم يکن يأبه بذلک».

زر الذهاب إلى الأعلى