أخبار إيرانمقالات

لننصر المعارضة الإيرانية.. ولنسقي إيران ماتسقينا به من مرارة

 
صدی العرب
8/7/2017
 
بقلم: أحمد المرشد
           

"إن تغيير النظام الإيراني أمر ضروري وفي متناول اليد، وهناک بديل ديمقراطي وکفء، بجانب ضرورة إدراج قوات الحرس في القائمة السوداء، وطرد الملالي من المجتمع الدولي وتسليم کراسي إيران إلی المقاومة"..هذا ما ذکرته مريم رجوي رئيس منظمة مجاهدين خلق الإيرانية في بداية کلمتها أمام مؤتمرها السنوي للمعارضة في باريس الأسبوع الماضي. وبينما تعلن رجوي هذا المطلب من باريس يرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف علي نشاط المعارضة الإيرانية علی الأراضي الفرنسية متهما إياه بأنه نقطة إبهام في العلاقات الثنائية بين طهران وباريس!.الأمر الحيوي في هذا الحدث أن إيران ذاقت نفس مرارة ما نشعر به من تدخلاتها في شؤوننا الداخلية نحن معشر أهل منطقة الخليج، فمجرد استضافة باريس مؤتمرا للمعارضة الإيرانية أغضب حکومة طهران وحکام قم، فما بالنا بما تفعله إيران بکل تصرفاتها وسلوکياتها نحونا  منذ سنوات طوال، فصبرنا نفد وحان الوقت الذي نذيق فيه إيران ما أذاقتنا منه.
 
ومن هنا أضم صوتي لصوت توصيات مؤتمر "مجاهدين خلق" بتأييد مشروع الجماعات المعارضة الإيرانية لإسقاط النظام في إيران ووضع حد للدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط عموما والخليج خصوصا. ولهذا علينا أن ندعم کافة حرکات المعارضة الإيرانية خاصة "مجاهدين خلق" التي کانت من بين الجماعات المعارضة المهمة لحکم الشاه السابق ولکنها انشقت عنهم احتجاحا علي  سرقة الخميني للثورة الشعبية وتأسيس نظام ولاية الفقيه.
 
عملية إسقاط النظام الإيراني ليست صعبة کما يتخيل البعض أو کما يشيع الإيرانيين أنفسهم ويعتبرون أنهم فوق الانهيار، في حين أن تداعيات الوضع الداخلي في إيران تؤکد سهولة انهيار النظام من الداخل بسبب فساده وتفتيت الثروة الإيرانية علي قلة من المتخفين باسم الدين واسم الثورة والدفاع عنها، فمعظم الشعب الإيراني بات يدرک صعوبة الأوضاع المعيشية في ظل تدني الأحوال الاقتصادية.. ولعلنا نتمسک هنا بتوصيات رئيسة "مجاهدين خلق" أمام المؤتمر المشار إليه، ومن أهمها کما ذکرت "الطريق الوحيدة لتخليص إيران من شر الاستبداد، والطريق الوحيدة للسلام والأمن في المنطقة هو (إسقاط نظام ولاية الفقيه) لإقرار الحرية في إيران ولتحقيق السلام والأمن في المنطقة". رجوي لم تترکنا لحظة للتفکير في البديل، فهو موجود ومتاح،  لتشير بنفسها الي وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة للإطاحة بالنظام الاستبدادي المذهبي غير القابل للإصلاح".
 
وهنا يأتي دورنا نحن أهل الخليج والعرب الذين ذاقوا الأمرين من التدخلات الإيرانية، إذ المطلوب دعم حرکات المعارضة الإيرانية ومساندة مساعيها الرامية نحو إسقاط  نظام "ولاية الفقيه"، الذي يدعم المعارضة المأجورة في الخارج في حين يجهض الانتفاضات الشعبية في الداخل ويعتقل زعماءها مما تسبب في استياء شعبي داخل إيران.
 
الميزة في مؤتمر المعارضة الإيرانية أنه وفر حيثيات التدخل الدولي لوضع نهاية حتمية للنظام الإيراني القمعي، فقد أکد المشارکون بالمؤتمر بالمستندات الموثقة تورط هذا النظام الفاشي في ثلاث حروب استنزاف في الشرق الأوسط، وهذا أمر کفيل باتحاد کافة شعوب وقيادات المنطقة للإجهاز علي هذا النظام والقضاء عليه. ولدينا الکثير من  أسباب القوة لضمان نجاح هذا الاتحاد في إسقاط نظام الملالي، فهو ضعيف اقتصاديا حيث عجز في احتواء الانهيار الاقتصادي الداخلي، ثم نأتي علي عجزه عن توفير أبسط مطالب الشعب الإيراني، وهذه النقطة تحديدا تمثل  قوة لنا عندما نبدأ بتدشين الاتحاد الذي نتحدث عنه.
 
ومن بين عمل هذا الاتحاد المرتقب دعم قوة التغيير والبديل الديمقراطي، وتوحيد قوي المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج وکذلک القوميات الإيرانية وإنهاء حالة التفرقة بين السنة والشيعة وصولا لبديل قوي يستطيع إزاحة الحکم الإيراني بما يکفل في النهاية أن نعيش في مأمن عن سياسة تصدير التطرف والإرهاب لمنطقتنا وشعوبنا. ومن بين أوراقنا الخليجية و العربية التي يجب تقديمها للأمم المتحدة والمحکمة الجنائية الدولية، سلوک النظام الإيراني ضد معارضيه وخاصة خلال صيف  1988 عندما أقدم علي إعدام آلاف السجناء السياسيين، وهو النظام الذي يدعي الديمقراطية، ولهذا علينا مساندة مطلب المعارضة الإيرانية بتقديم قادة النظام الإيراني للمحکمة المشار إليها لمحاکمة النظام الدموي الدکتاتوري.
 
ومن أسباب قوتنا أيضا أن نستغل انعقاد المؤتمر وتوصياته کمستند خليجي –عربي وتقديمه لمنظمة الأمم المتحدة يؤکد أن النظام الإيراني أکبر راعٍ للإرهاب، وبالتالي جاء المؤتمر کفرصة لتذکير العالم بجرائم هذا النظام ضد مواطنيه وضد جيرانه، وتهديده للأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. فممنذ عام 1979 نعيش في حالة عدم استقرار دائم بعد أن تبدلت الظروف في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الخميني الذي سعي وأنصاره الي استبدال منطق التعايش ب"صدام" فعمد الي تصدير  الثورة التي سماها "إسلامية" والإسلام منها برئ، کما استبدلت إيران الخمينية  الدولة بمفهومها الواسع بمفهوم أخر  وحصرته في  "الثورة" لتخفي  وراءه رغبة توسعية جامحة، مما زاد من صعوبة التفاهم بين الجانبين الخليجي والإيراني، فنحن مع الدولة في وقت تحارب فيه إيران من أجل تصدير الثورة، ونحن مع تغليب الأمن والسياسة والدبلوماسية، مقابل سعي إيراني واضح للتدخل في شؤونا الداخلية والعمل علي تأسيس جماعات معارضة علي مبدأ مذهبي وتثوير تلک  الجماعات ودعمها ماليا ولوجستيا وعسکريا لتکون شوکة في ظهرانينا مما يصعب علينا التعايش مع جار يتبني استراتيجة الإنقلاب ضدنا في وقت نتمسک فيه نحن بفکرة الشرعية والتعايش السلمي کجيران في آمان واستقرار.
 أوراق القوة لدينا ليست قليلة، فما أکثرها، ولن نخرج عن مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، فکان من بين المشارکين سفير أمريکا السابق لدی الأمم المتحدة، جون بولتون، ليؤکد أن هناک مراجعة مستمرة في سياسات أمريکا حيال إيران، وأن الکونجرس الأمريکي يدرس مشروع قرار ضد النظام الإيراني لدعمه الإرهاب في عموم العالم، وأن العالم بات يدرک أنه ليس هناک فرق  بين مرشد الثورة  خامنئي والرئيس حسن روحاني ولا ثقة لأمريکا والعالم في هذا الرئيس،  فالثورة الإيرانية هي مصدر مشکلة في الشرق الأوسط، والنظام الإيراني يخرق کل يوم تعهداته ووسع نشاطاته مع کوريا الشمالية. ونأتي للقول الفصل في کلمات بولتون :" تصرفات هذا النظام لن تتغير، والطريق الوحيدة هي العمل علي تغييره، نحن سنحتفل بانتصارکم قريبا في طهران".
 
نحن أمام لحظة فارقة، فإما نستغل روح هذا المؤتمر لحشد العالم معنا ضد إيران وفضح وکشف ألاعيبها ضدنا، وإما تفوت الفرصة علينا ولن يکون أمامنا لاحقا سوي لطم الخدود، فالطريق أًصبح ممهدا للاستقرار بالمنطقة من خلال سرعة دعمنا جماعات المعارضة الإيرانية وأن تري إيران من الخليج العين الحمراء، ليدرک هذا النظام الأعوج أنه بات مکروها من العالم أجمع نظراًلما يمثله من  خطر علی الاستقرار الدولي.
 
ولنضم صوتنا مع نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السورية، الذي شارک في مؤتمر باريس، خاصة دعوته لتأسيس جبهة مشترکة مع مجلس المقاومة الإيرانية، بهدف وضع الخطط والرؤی وتنسيق التحرکات من أجل الإطاحة بالنظام الإيراني القاتل الذي نشر في سوريا ما لا يقل عن ثمانين ألف مرتزق ومقاتل أتی بهم لقتل الأبرياء، لقتل المدنيين والأطفال والنساء، وضرورة إخراج الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به من سوريا والعراق واليمن ولبنان وکل الدول الأخری التي يعبث فيها هذا النظام، ثم العمل جديا علي طرد إيران من منظمة التعاون الإسلامي.
 
علينا إذا أن نستغل اللحظة الراهنة ولا نفوتها لنجعل من "الربيع الإيراني" واقعا حقيقيا في إيران ولندعم الشباب والشعب الإيراني وکافة قوي المعارضة الإيرانية  ليتمکن الشعب الإيراني من تحقيق حلمه في نيل الحرية وتطبيق الديمقراطية والعيش في سلام ووئام مع الجيران، ولتکون إيران قوة اقتصادية يستفيد منها شعبها الذي يعاني من شظف العيش بدلا من حشد  تهديد العالم بأسلحة الدمار الشامل وتهديدنا نحن هنا في الخليج بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة ولسد منافذ تصدير النفط الخليجي للعالم.
لقد حان الوقت لنعيد شمس الحرية المحتجبة عن  إيران،  وأن  نزيح سلطة ولاية الفقيه والقضاء علي نظام العمائم،  ليستمتع الإيرانيون بحريتهم، وأن ينعموا بنظام ديمقراطي يزيل عنهم غمامة وقائع التزوير التي حدثت عام 2009 عندما احتج  الشعب علي تزوير إرادته وتعرضوا للضرب والبطش والقتل.. لقد حان الوقت ليتخلص الحکام الإيرانيون الجدد من داء العنصرية و لينعم سکان الأحواز بالحرية وممارسة شعائرهم الدينية في سلم وآمان،  وهم السکان الذين يعيشون في أراضيهم کالعبيد وکأنهم مأجورين في أرض محتلة.
 
زر الذهاب إلى الأعلى