أخبار إيران

ناشيونال إنترست: لهذه الأسباب مشکلة إيران أکبر من تهديد بيونغ يانغ



27/12/2017

اعتبرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريکية أن إيران تمثل مشکلة أکبر من تهديد کوريا الشمالية، مشيرة في هذا الصدد إلی أنه عقب الاتفاق النووي الذي وقعته الدول 5+1 مع إيران، الذي عرف باسم صفقة النووي، فإن طهران حصلت علی مليارات الدولارات من جراء تخفيف العقوبات التي کانت مفروضة عليها.
وهذا الأمر أسهم في زيادة فاعلية إيران الخارجية التي باتت من خلالها تهدد الاستقرار الإقليمي، من خلال وکلائها المنتشرين في العديد من الدول.
وتتابع المجلة أن الشرق الأوسط يعيش اليوم حالة من الغموض؛ حيث تهدد الحروب التي تشنها إيران بالوکالة کلاً من العراق وسوريا ولبنان ومالي، إلی جانب اندلاع عنف جديد إثر قرار دونالد ترامب الأخير بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووصف الرئيس الترکي رجب طيب أردوغان إسرائيل بأنها دولة إرهابية؛ ممَّا يشجع علی مزيد من التوتر والاضطراب في المنطقة يمکن أن تستغلهما إيران لمصلحتها.
لقد کان الهدف من الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران هو تشجيعها من أجل بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين إيران والغرب وطهران ودول الشرق الأوسط السنية، إلا أن الملاحظ أن إيران زادت من تهديداتها للولايات المتحدة من خلال محاولة استهداف سفن أمريکية قبالة اليمن من خلال الحوثيين وکلاء إيران في المنطقة، الأمر الذي دفع بکثيرين إلی الحديث عن ضعف أمريکي غربي لا يشبه ذاک الذي کان حاضراً عقب الحرب العالمية الثانية بوجه أي تهديد محتمل.
الإجراءات الإيرانية في الشرق الأوسط شجعت الروس علی التهديد بحرب نووية، وشجعت أيضاً الصينيين لفرض قيود کبيرة علی حرية التعبير، في وقت زادت کوريا الشمالية من تجاربها الصاروخية.
وتری المجلة أن الاتفاق النووي مع إيران الذي تبناه الرئيس السابق باراک أوباما، قد بني علی معلومات کاذبة؛ لأنه لا يمکن التصديق بأن إيران يمکن أن تتخلی عن کونها أکبر دولة راعية للإرهاب في العالم.
وتقول المجلة: إن “الإيرانيين حصلوا علی أفضل ما لدی أمريکا والغرب علی طاولة المفاوضات، فعلی الرغم من الاتفاق النووي فإن أجهزة الاستخبارات الألمانية قالت إن إيران ما زالت تحاول شراء معدات نووية غير مشروعة من ألمانيا، کما أن طهران فتحت خزائنها لتمويل مليشيات إرهابية في العديد من دول الشرق الأوسط، في إطار سعيها للسيطرة علی تلک المنطقة”.
وأسهم رفع العقوبات عن إيران في زيادة النمو الاقتصادي، “وهو أمر لم يکونوا يحلمون به، علی الرغم من أن الکثير من المراقبين يعتقدون أن الاتفاق شجع إيران علی زيادة المشاکل في المنطقة، والآن وبعد أن بدأت أسعار النفط بالتعافي، فإن إيران ستحصل علی المزيد من الفوائض المالية الأمر الذي قد يدفعها إلی زيادة الإنفاق علی وکلائها في الشرق الأوسط، وهو ما حدا بالبعض من المحللين إلی اعتبار أن إيران هي القاعدة الجديدة، في إشارة إلی تنظيم القاعدة”.
في المقابل، فإنه کلما قويت إيران وجماعاتها المسلحة في المنطقة فإن السعودية سوف تتجه إلی إسرائيل للحصول علی مساعدة في مواجهة طهران، وهو ما تحدث به الجنرال غادي آيزنکوت قائد الجيش الإسرائيلي، الذي قال في مقابلة نادرة مع صحيفة “إيلاف” السعودية، إن إيران أکبر تهديد للمنطقة، وإن إسرائيل مستعدة لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدول العربية المعتدلة مثل السعودية.
إن الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران أکسبها قوة کبيرة وتأثيراً أوسع، ومن ثم باتت المشکلة معها أکثر صعوبة في التعامل معها للعام المقبل أو ربما السنوات المقبلة حتی.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى