أخبار إيرانمقالات

الشر الذي لا مناص من التصدي له

 


ميدل ايست أونلاين
14/10/2017

 

بقلم:منی سالم الجبوري


لم يعد الحرس الثوري الايراني شأنا داخليا إيرانيا کما هو السائد، خصوصا بعد أن صار واضحا جدا بأنه لا يعترف بالحدود القائمة ويتخطاها ويتجاوزها بطريقة أو بأخری،

وإن تواجده في دول المنطقة ونشاطاته وتحرکاته الاکثر من واضحة، تدل علی ذلک. والذي يلفت النظر أکثر هي التصريحات الصادرة من قادة ومسؤولي الحرس الثوري والتي تشيد تارة بإستنساخ تجربة الحرس الثوري في بلدان المنطقة وأخری تؤکد علی إن حدود إيران قد وصلت البحر المتوسط، بل وإن بعضهم صار يتحدث عن إن إيران باتت تطل علی البحر الاحمر!

الحرس الثوري الذي تعاظم دوره في داخل إيران وصار له دور وحضور وتأثير قوي جدا في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية بحيث إن حديثا يدور خلف الکواليس في طهران من إن هناک إحتمالا واردا بهيمنته بعد وفاة المرشد الاعلی علی الاقتصاد الايراني الذي يکاد أن يکون القوة الاعظم حاليا من حيث دوره وتأثيره فيه، وهو الامر الذي ألمح إليه الرئيس روحاني وطالب بوضع حد له، وقد جوبه وقتها بردود عنيفة جدا أکدت استحالة فصم عری الارتباط الوثيق للحرس بالاقتصاد الايراني.

تعاظم دور الحرس سينعکس تلقائيا علی بلدان المنطقة ولاسيما تلک التي تئن من وطأة النفوذ الايراني، وإن البلدان التي خارج نطاق النفوذ الايراني، عليها أن تعلم وتدرک بأنها لا يمکن أن تکون مستثناة من المشروع الايراني الکبير الذي تم وضع حجر الاساس له بتأسيس حزب الله اللبناني، وإن الحرس الثوري وکذلک أذرعه في بلدان المنطقة صاروا يعلمون جيدا بإرتفاع مستوی الرفض العربي ـ الاسلامي لدورهم، ومما لاشک فيه فإنه سيضعون – إن لم يکونوا قد وضعوا فعلا – استراتيجية من أجل مواجهة مد الرفض هذا، ذلک إن هناک ثمة حقيقة مهمة جدا علی دول المنطقة کلها أن تدرکها جيدا، وهي إن النفوذ الايراني من خلال الحرس الثوري لا يشبهه أي نفوذ آخر يمکن أن ينتهي باتفاق أو بصفقة سياسية ما. فهذا النفوذ تؤکد إيران علی إنه أمر واقع وجزء من الحالة القائمة في هذا الدول، کما نری في حزب الله اللبناني وميليشيا بدر وجماعة الحوثي وغيرها.

دول المنطقة، والدول الغربية بشکل خاص، أمام خيارين لا ثالث لهما. أولهما هو القبول بخيار المشهد الذي يفرضه النفوذ الايراني وبالتالي جعل دور الحرس الثوري في المنطقة أمرا واقعا وانتظار ما ستفعله وتقوم به مستقبلا! والخيار الثاني، هو التحرک والتصدي لهذا الدور المشبوه من ألفه الی يائه، ذلک إن الذي صار معلوما للمنطقة والعالم کله هو إن الحرس الثوري شر لا مناص أبدا من التصدي له!

زر الذهاب إلى الأعلى