أخبار إيرانمقالات

عملية نهب رسمية وممنهجة للمنهوبين

 

 

مئات الأشخاص من أهالي مدن مختلفة منها مشهد وکرمان وکرج… حيث نهبت مؤسسة تابعة لعصابات حکومية تدعی «بديده شانديز» أموالهم تجمعوا يوم 4 کانون الثاني/ يناير أمام وزارة الداخلية بطهران. وفي يوم 5 کانون الثاني نظم المنهوبون تجمعا احتجاجيا في مدينة کرمان. وقبله بأيام جرت تظاهرات مماثلة اضافة الی طهران في کل من مدن مشهد وکاشمر وکرج ورشت واصفهان وشيراز وکرمان ويزد وغيرها من المدن. مؤسسة «بديده شانديز» هي واحدة من عشرات المؤسسات المالية التي أسسها رموز النظام لنهب أموال المواطنين ورأسمالهم الضئيل في مختلف مدن البلاد.
وخلال الأسابيع والشهور الأخيرة نشرت وسائل الاعلام أسماء مؤسسات مثل ميزان وبديده شانديز وآرمان وثامن الحجج وليزنک ايران خودرو وسايه غستران حياه الايرانيين وشرکة برديسبان في مشهد وشرکة صدرا ليزنک للعجلات المستهلکة ومشروع نغين غرب و نغين خودرو آفتاب وعشرات الشرکات النهابة الأخری. هذه الشرکات تقوم بنهب أموال الناس ،هي مسنودة کاملة من قبل الأجهزة التنفيذية والقضائية وقوات الحرس وقوی الأمن الداخلي وتلفزيون النظام. انهم وباغراء طبقات من الناس الفقراء الذين ادخروا بکل کدح وصعوبات عدة ملايين تومان لکي يشتروا بها سيارة ليعملوا بها لنقل الناس أو يبنون بها ملاذا في أماکن بعيدة، يحصلون علی أموالهم بسوقهم نحو هذه الشرکات النهابة ويحولون حياة هؤلاء المساکين في مذلة بحيث هؤلاء الذين أودعوا أموالهم يواجهون بعد مدة عملية احتيال کبيرة من قبل قادة هذه العصابات بعد ما فقدوا کل شيء من مالهم. وقال أحد المنهوبين في شرکة نغين خودرو في موقع هؤلاء المواطنين: «شرکة نغين خودرو آفتاب ومن خلال دعايات واسعة عبر الاذاعة والتلفزيون والصحف والشاشات الکبيرة في المدن تمکنت من اجتذاب مشترين وأبرمت أکثر من ألف و 950 عقدا واستحصال مبالغ أکثر من 10 ملايين تومان لکل عقد وفي المجموع تم ايداع أکثر من 19 مليار و 500 مليون تومان من أموال الناس في حساب الشرکة ولکن رغم ذلک امتنعت هذه الشرکة عن تسليم العجلات المباعة سلفا».
وفي حالة أخری کتبت صحيفة «شهروند» الرسمية فيما يخص أحد المنهوبين تقول «بين الجمهور تقول امرأة في خريف من العمر ويبدو أنها أکبرهم عمرا للصحيفة ”قبل ثلاث سنوات عندما أعلنوا موعدا لاستلام العجلات المستهلکة قرر ابني وزوجي تسليم عجلة بيکان التي کنا نمتلکها الی لجنة النقل والوقود وبدلا منها نشتري عجلة من طراز سمند من خلال الحصول علی منحة قرض. انهما کانا فرحين بهذا القرار وکانا يتصوران بأنه أصبح بامکانهما أن يحصلوا علی عوائد فيغطون بها نفقات العائلة عن طريق نقل المسافرين بالسيارة. وکان علينا أن نحصل علی قرض بـ (10) ملايين تومان وندفع المتبقی من المال من جيبنا. حصلنا علی القرض بملبغ 10 ملايين تومان ودفعنا مبلغ 23 مليون تومان من جيبنا. ولکن هذه الشرکة بعد استلام المبلغ بدأت تتملص باستمرار من تسليم  العجلة وتماطل. مضی عام وعلمنا أنه ليس من المقرر أن يسلموا عجلة» وتابعت المرأة تقول: «في اليوم الذي علمنا في النيابة أن المدير التنفيذي لشرکة صدرا لا يستطيع أن يسلم عجلاتنا، تعرض ابني لجلطة قلبية وتدهورت حالته الصحية وزوجي رقد في المستشفی فتدمرت حياتنا وفقدنا حتی عجلتنا ”بيکان”. وخلال هذه السنوات الثلاث تابعنا ولکننا لم نحصل علی أموالنا».
السؤال المطروح الآن هو يا تری لماذا لا يدفع نظام الملالي ديونه الی المواطنين الذين انخدعوا بدعايات النظام وأودعوا أموالهم في مؤسسات الحکومة؟ يجب البحث عن الجواب في الترکيبة المافيائية لحکم ولاية الفقيه. ترکيبة آطلقت آيدي عصاباتها في التجاوز علی حقوق الناس وتستخدم کل آدوات القمع لنهب حقوقهم من أجل بقائها علی الصعيد الاقتصادي. قراءة نموذج آخر من أعمال النهب هذه حيث ورد في موقع المنهوبين في نغين خودرو آفتاب توضح المأساة أکثر فأکثر: «نظرا الی عدد العقود المبرمة وکذلک حجم المدفوعات المستلمة من المشترين هناک أکثر من 19 مليار و 500 مليون تومان من أموال الناس تم ايداعها الی حساب شرکة نغين خودرو آفتاب ولکن رغم ذلک فان الشرکة امتنعت عن تسليم العجلات المباعة مسبقا… اني انخدعت بهذه الاغراءات وأودعت في أيار هذا العام مبلغ 9 ملايين تومان في حساب الشرکة لشراء سيارة ”تندر90“ بالأقساط غافلا عن أن تعامل منتسبي الشرکة يتغير ما ان أودعت المال. وکان من المقرر أن أستلم العجلة بعد 45 يوما. وفي الموعد المقرر وعند الاتصال بالشرکة أعلنوا أنه يتعذر عليهم الآن تسليم العجلة وبعد عدة محاولات للاتصال  غير الناجحة اضطررت الی مراجعة مکتب الشرکة حضوريا. وبعد المراجعة أحالوني الی الطابق الثالث الی مکتب ما يسمی بالمتابعة. ولکن مع الأسف کان التعامل في المکتب معي تعاملا سيئا للغاية بحيث إن الآفراد الذين کانوا يحتجون علی عدم استلام عجلتهم کانوا يتعرضون للضرب والاساءة من قبل ما يسمی برجال حماية الشرکة».
الواقع أن نظام الملالي وبسبب طبيعته المجبولة علی النهب ومعاداة الناس لا أحد من الطبقات يسندها ويحميها سوی أزلامه الذين يوفر النظام معاشهم لحفظ النظام وأعمال القمع. وها هم العمال والتربويون والطلاب والممرضون الذين هم يعارضون هذا الحکم منذ تأسيسه کما أن الشرائح الأخری في المجتمع من أمثال البازاريين والطبقة المتوسطة والتي تعيش نسبيا في رفاه الا أنهم تعرضوا للنهب من قبل هذا النظام حيث لم يمر يوم الا وتشهد مختلف المدن الايرانية اضرابات واحتجاجات ضد أعمال الابتزاز التي يمارسها النظام.  وکان المغبونون المنهوبة أموالهم من قبل مؤسسة بديده شانديز يصرخون في هتافاتهم يوم الاثنين 4 کانون الثاني «صاحب أسهم بديده لا يدلي بصوته لأحد» وبذلک کانوا يعبرون عن اشمئزازهم وکراهيتهم لنظام الملالي برمته وانتخاباتهم المزيفة. کما انهم هتفوا «عزاء عزاء اليوم باتت حياة أمة عالقة اليوم» «يا حجة بن الحسن العسکري اجتث جذور الظلم» «صاحب سهم في بديدة سمع الکذب فقط».

زر الذهاب إلى الأعلى