أخبار إيران

مريم رجوي: قوة «خامنئي – نجاد» تتفسخ.. وندعو العرب لمساعدتنا ضد نظام الملالي


زعيمة المقاومة الإيرانية قالت لـ«الشرق الأوسط»: طهران تحاول استغلال ظروف المنطقة لزيادة تدخلاتها

 

الشرق الاوسط
9/5/2011

 

عبد الستار حتيتة
دعت زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، الدول العربية إلی تشکيل جبهة متحدة، بالتعاون مع «المقاومة الإيرانية» لمواجهة نظام طهران الذي اتهمته بأنه «منبع الإرهاب والتطرف» في منطقة الشرق الأوسط، قائلة إن نظام «ملالي طهران» هو العدو الرئيسي لجميع شعوب المنطقة، و«نحن حلفاء عمليون وواقعيون مع کل القوی التي تريد تغيير النظام في إيران».
وأشارت رجوي، إلی ما سمته «تفسخ النواة الرئيسية» لقوة مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، ورئيس الدولة محمود أحمدي نجاد، مشددة، في حوارها مع «الشرق الأوسط» في العاصمة الفرنسية باريس، علی أن الحرکة الجارية في شوارع طهران ضد نظام الملالي تريد إسقاط النظام کله، لأنها ترفع ضده شعارات «الموت لخامنئي والموت لمبدأ ولاية الفقيه».
وقالت رجوي، إن نظام الملالي في طهران استنفر جميع أجهزته ووضعها في حال الطوارئ، بسبب أمواج الثورات العربية التي تفجرت مؤخرا، في محاولة من النظام لسد الطريق أمام انتفاضات مماثلة في الشارع الإيراني، مشيرة إلی أن نظام إيران يحاول زيادة تدخلاته وتوسيع قواعده في شؤون منطقة الشرق الأوسط، لأن «کل نسمة حرية» في المنطقة هي تهديد فوري للفاشية الدينية التي تقوم علی القمع المطلق.
وأضافت مريم رجوي أن المقاومة الإيرانية في الوقت الحالي عبارة عن شبکة واسعة ونشطة تعمل تحت الأرض، وتضم شرائح من المجتمع الإيراني من طلاب وعمال ومعلمين ونساء، لعبت دورا رئيسيا في إطلاق الانتفاضات ضد حکام طهران، مما أدی لإعدام النظام عددا من «مجاهدي المقاومة»، معربة في الوقت نفسه عن غضبها من الطريقة التي تتعامل بها السلطات العراقية مع عناصر «مجاهدين خلق» الذين لجأوا للعراق منذ نحو ثلاثين سنة، ويوجد نحو 3400 منهم حاليا في «معسکر أشرف» شمال بغداد، وقالت إن سکان المخيم لم يتمکنوا حتی الآن من دفن نحو 34 من «الشهداء» الذين سقطوا في هجوم للقوات العراقية علی المخيم يوم 8 أبريل (نيسان) الماضي. وإلی تفاصيل الحوار..

 

* بعد أکثر من ثلاثين عاما من بداية الحکم الديني في طهران، ما مستقبل منظمة «مجاهدين خلق» والمعارضة الإيرانية، من وجهة نظرک؟

– بعد ثلاثة عقود من القتال المکثف الذي يخوضه الشعب والمقاومة الإيرانية مع نظام ولاية الفقيه، وصلت حکومة الملالي إلی نقطة النهاية، وهي محاصرة بالأزمات الداخلية والخارجية، وإجماع الشعب المنتفض علی تغيير النظام. وقد وضعت الانتفاضات عام 2009 جناحي النظام في مواجهة بعضهما بعضا وأدت انتفاضتا فبراير (شباط) ومارس (آذار) هذا العام، بشعار «الموت لخامنئي» إلی تفسخ النواة الرئيسية لقوة «خامنئي – أحمدي نجاد».. من ناحية أخری تمکنت حرکة المقاومة من الصمود في مواجهة عمليات قمع وحشية ودموية عاتية، واستطاعت تقديم بديل إلی الشعب الإيراني لتوفير الحرية والديمقراطية، وهو ما لقي ترحيبا شعبيا وتقديرا مرموقا لدی المجتمع الإيراني. وخلال العقود الثلاثة الماضية قتل (نظام) الملالي أو أعدم 120 ألفا من أعضاء ومؤيدي حرکة المقاومة، ومارسوا 174 نوعا من التعذيب ضد السجناء السياسيين، وأنفقوا أموالا طائلة وشنوا حربا نفسية وحملة إعلامية ضخمة، وبثوا الأکاذيب والتزوير ومختلف أنواع الافتراءات ضد مقاومتنا، لتشويهها والنيل منها، وحاولوا عبر عقد صفقات مع الدول الأجنبية واستخدام أدوات التهريج والعربدة والتهديد، استنفار القوی الأجنبية وحشدها وتحريضها ضدنا، وإدراج منظمة «مجاهدين خلق»، وهي العمود الفقري للمقاومة الإيرانية، في قائمة الإرهاب ووضع مختلف أنواع القيود ضدنا، لکنهم فشلوا في ترکيع هذه المقاومة، والقضاء عليها.

 

* بما في ذلک ما يحدث لعناصر «مجاهدين خلق» في «معسکر أشرف»؟

– (نظام) الملالي، بالإضافة إلی الضغوط الحمقاء التي يمارسونها ضد (مخيم) أشرف، وفي مقابل دعمهم للدور الثاني لرئيس الوزراء (العراقي نوري) المالکي فقد استخدموه لتعذيب وذبح سکان «أشرف»، فإنه قد مر 28 شهرا علی فرض الحصار اللاإنساني علی «أشرف»، حتی إنهم يعوقون تنقل المرضی، مما أدی في بعض الحالات إلی وفاتهم. وقد نصبوا نحو 300 مکبر صوت حول (مخيم) «أشرف» تبث علی مدار 24 ساعة أصواتا مزعجة وإهانات منحطة لتعذيب سکان «أشرف» نفسيا. وفي الثامن من أبريل الماضي تعرض (مخيم) «أشرف» لهجوم شارک فيه ألفان من قوات المالکي مستخدمين أرتالا من المدرعات مما أدی إلی استشهاد 35 من المجاهدين، وبينما کان هؤلاء محاصرين ومجردين من السلاح عبرت علی أجسادهم، في بعض الحالات، قوات المالکي بمرکبات «هامفي». إن هذه الشراسة والضراوة ليست بلا أسباب، فالملالي (في إيران) يشعرون بقلق بالغ من المکانة التي حققتها المقاومة في الداخل وعلی الصعيد الدولي، وهم يدرکون أن المقاومة هي القوة الدافعة والأداة المحرکة الرئيسية للتغيير في إيران، ويحاولون يائسين إبادة (مخيم) «أشرف» (بمن فيه) لعل أداة التغيير هذه تتوقف عن العمل. کذلک فشل الملالي في استغلالهم الإجرامي للإسلام ودجلهم في مواجهة المجاهدين الذين يمثلون الوجه الحقيقي للإسلام القائم علی قيم الرحمة والمساواة.

 

* هل تخططون للعودة إلی العمل من الداخل الإيراني مستقبلا. وهل هذا ممکن، وما العوائق؟

– المقاومة الإيرانية هي الآن شبکة واسعة ونشطة، وبطبيعة الحال تعمل تحت الأرض، وتضم مختلف مکونات وشرائح المجتمع الإيراني، لا سيما شباب الجامعات والعمال والمعلمين والنساء، وهي دائما في صدد توسيع هذه الشبکة باستمرار. وهيئة المجاهدين الاجتماعية داخل البلاد حققت خلال السنوات الثلاث الأخيرة توسعا کبيرا للغاية. وخلال انتفاضات عام 2009 وانتفاضتي فبراير (شباط) ومارس (آذار) من هذا العام، لعبت شبکات المقاومة دورا رئيسيا في إطلاق الانتفاضات، لا سيما تأطير وتنظيم القوی والطاقات الرئيسية للانتفاضة، خصوصا في انتفاضة عاشوراء 27 ديسمبر (کانون الأول) عام 2009 و14 فبراير من العام الحالي، التي کانت أخطر الانتفاضات بالنسبة للملالي، مما أثار غضب النظام بشدة. وفي ما يتعلق بانتفاضة 14 فبراير 2011، فقد قدمت اللجنة الخاصة في مجلس الملالي تقريرا إلی المجلس في الثاني من مارس تم فيه التأکيد علی دور المجاهدين في هذه المظاهرات. وکان إعدام ثلاثة من «مجاهدين خلق» خلال شهري ديسمبر ويناير (کانون الثاني) الماضيين هو رد النظام علی دور المجاهدين في هذه الانتفاضات.

 

* البعض في الخارج يری أحيانا أن دور «مجاهدين خلق» في الداخل الإيراني محدود. ما تعليقک؟

– ما قامت به «مجاهدين خلق» والمقاومة الإيرانية طيلة السنوات الماضية أزعج نظام الملالي.. وفي انتفاضات عام 2009 أکد (سعيد) مرتضوي مدعي عام طهران في حينه في تقرير إلی مجلس الملالي أن «مجاهدين خلق» خلال الانتفاضات «دخلوا بصورة منظمة ومؤطرة ومحسوبة»، وفي هذا الشأن قال أحد أعضاء اللجنة لوکالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا): «خلال هذه الجلسة المشترکة قدم مدعي عام طهران تقريرا حول اعتقال المنافقين (مجاهدين خلق) الذين عملوا بصورة منظمة ومبرمجة». وبعد ثلاثة أيام من الانتفاضة الکبری في 27 ديسمبر صرح الملا علم الهدی عضو مجلس الخبراء وإمام «جمعة مشهد» الواسع النفوذ بقوله: «لاحظوا أن قادة حرکة يوم عاشوراء هم المنافقون، ومشعلو اضطرابات عاشوراء رددوا الشعارات نفسها التي ينشرها المنافقون علی مواقعهم». أما في ما يتعلق بالأحداث في العامين الماضيين، فإن تلخيص الأجهزة المخابراتية والأمنية للملالي هو أن توجهات شباب إيران نحو المجاهدين في توسع ونمو.. وهکذا، فإن النظام بدأ في قنواته التلفزيونية وصحفه داخل إيران في بث مسلسلات تلفزيونية ومواضيع متعددة ضد المجاهدين. وفي السنة الأخيرة أقامت وزارة مخابرات الملالي نحو 50 معرضا في الجامعات الإيرانية ترکز موضوعها علی بث الأکاذيب والافتراءات ضد المجاهدين لمواجهة توجه الطلبة الجامعيين والشباب نحو المقاومة الإيرانية. کما أن القاعدة الواسعة للمقاومة الإيرانية بين العلماء والتقنيين وحتی في أوساط المؤسسات الحساسة للنظام، تمنح المقاومة إمکانية الوصول إلی أدق أسرار النظام.. علی سبيل المثال: «لقد استمر هذا النظام في العمل سرا سبعة عشر عاما لإقامة مراکز تخصيب اليورانيوم وإعداد المرافق والتجهيزات التي يحتاجها، ولم يلتفت العالم إلی هذه الأنشطة إلا عندما کشفت المقاومة الإيرانية عام 2002 المواقع السرية في ناتانز وآراک.

 

* يلاحظ في إيران أن غالبية الصور المعلقة في الميادين هي صور للمرشد الأعلی للثورة الإسلامية علي خامنئي، وليست للرئيس أحمدي نجاد. هل ترون أن هذا يعبر عن أن الحاکم الفعلي هو المرشد وليس الرئيس؟

– نعم.. في الدکتاتورية المطلقة العنان لولاية الفقيه، فإن الحاکم الحقيقي مدی الحياة هو الولي الفقيه وبصلاحيات واسعة، ونص علی ذلک دستور الملالي (بما في ذلک البند 110) دون الرجوع لأي مرجعية، وسلطة خامنئي في الممارسة تفوق حتی الصلاحيات التي منحها له دستور الملالي، وهو شخصيا يوجه شؤون مدعي عام طهران (الاعتقالات والاستجواب وتعذيب المناضلين) وجميع أجهزة المخابرات تحت سيطرته، وهو يدير قوة القدس (تصدير الإرهاب والأصولية والتطرف إلی الدول الأخری).. أحمدي نجاد عندما أخرجته صناديق الاقتراع (من التجديد لفترة رئاسية جديدة له) أعاده خامنئي وثبته، وقد اشتهر منذ سنوات بأنه الخادم المطيع للولي الفقيه، وهو يخضع لشروط خامنئي حتی في ممارسته لسلطته المحدودة التي منحها له دستور النظام نفسه، وحين حاول مؤخرا استبدال وزير المخابرات دون رأي خامنئي تحول الأمر إلی أزمة کبری لا تزال مستمرة إلی الآن.

 

* هل تتوقعين أن تؤثر الثورات العربية الموجودة حاليا علی الوضع الداخلي في إيران؟ وهل يمکن أن يشکل هذا تهديدا للنظام الديني الحاکم في طهران؟

– کل نسمة حرية في المنطقة هي تهديد فوري للفاشية الدينية التي تقوم علی القمع المطلق، وانتفاضات إيران التي استؤنفت منذ 14 فبراير الماضي نجمت عن الصدمة السياسية والاجتماعية التي أوجدتها الثورات الحالية في الدول العربية. وتحت ضغط أمواج هذه الثورات، استنفر الملالي جميع أجهزة حکومتهم ووضعوها في حال الطوارئ حتی يسدوا الطريق أمام الانتفاضات المقبلة، ولکن لا شک أن الانتفاضات ستندلع مجددا في طهران وبقية المدن، وهذه الحقيقة يؤکدها ما نشهده اليوم من وضع متفجر في المجتمع الإيراني. وفي الوقت نفسه، يحاول النظام مستغلا الظروف الغامضة في دول المنطقة زيادة تدخلاته وتوسيع قواعده في المنطقة، وأدواته في ذلک الموارد المالية الهائلة والإرهاب. وألفت انتباه أخواتنا وإخواننا في دول المنطقة باسم الشعب والمقاومة الإيرانية للتصدي لهذا الخطر، والشرط الرئيسي لسلامة ونجاح انتفاضات المنطقة هو وضع حدود حاسمة وصريحة مع النظام الإيراني وسد الطريق أمام نفوذه فيها.

 

* يری بعض المراقبين في الدول الغربية أن المعارضة الإيرانية التي يقودها أحيانا مير حسين موسوي، ومهدي کروبي، قادرة علی تحقيق إصلاحات في إيران. هل تتفقين مع هذا الرأي؟ وهل ترين أن هذه المعارضة لها وجود قوي في الشارع الإيراني، وهل لکم أي تنسيق معهما. ولماذا؟

– نحن حلفاء عمليون وواقعيون مع کل القوی التي تريد تغيير النظام في إيران، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية دعا في خطته لجبهة تضامن وطني وإلی وحدة جميع القوی التي تريد إسقاط النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية، والحرکة الجارية في شوارع طهران ضد نظام الملالي تريد إسقاط النظام کله. وکما هو واضح من شعاراتها المحورية: «الموت لخامنئي» و«الموت لمبدأ ولاية الفقيه». وشبکات المقاومة داخل إيران تشکل جزءا من هذه الحرکة. لکن الأشخاص الذين کانوا هم أنفسهم جزءا من هذا النظام علی مدی ثلاثة عقود لا يرغبون علی الإطلاق في تغيير النظام، ولم يطالبوا حتی بإصلاحه، لأنهم يعرفون جيدا أن أي إصلاح جدي سيقود بسرعة إلی إسقاط النظام، وهؤلاء أعلنوا مرارا وتکرارا أنهم يريدون تنفيذ دستور الولي الفقيه دون زيادة أو نقصان. وأکدوا علی المحافظة علی النظام، وکل ما يطالب به هؤلاء (هو مجرد) إجراء تغييرات محدودة في سياسات العصابة الغالبة في النظام علی نحو يفتح الطريق أمامهم للمشارکة في الحکومة.

 

* لوحظ أن معظم النشاط الذي تقوم به المعارضة الإيرانية في الخارج ينصب علی الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميرکية. هل حاولتم التنسيق مع بعض الدول العربية للعمل من خلالها، أو بطلب مساعدتها لکم، خاصة أن هذه الدول (العربية) تشکو من تدخلات النظام الإيراني في شؤونها الداخلية؟

– سؤالي وسؤال الشعب الإيراني لأشقائنا العرب: لماذا لا يقفون إلی جانب الشعب والمقاومة الإيرانية في مواجهة هذه الدکتاتورية السوداء التي روجت للإرهاب والتفرقة والحرب وقتتال الإخوة في سائر أرجاء المنطقة؟ ولماذا ليست لديهم مواقف حاسمة في مواجهة هذا النظام.. العدو الرئيسي لجميع شعوب المنطقة، وترکوا «مجاهدين خلق» الإيرانية وسکان (مخيم) «أشرف» في المواجهة مع هذا العدو المشترک؟ وبديهي أن الأشقاء العرب ودول المنطقة، حلفاءنا الطبيعيين في المواجهة مع التطرف الديني، قادرون (علی هذه المواجهة) ويجب عليهم (ذلک). وبطبيعة الحال، هناک العديد من أشقائنا العرب، بهذا الفهم المشترک والإدراک، وقفوا إلی جانبنا.

 

* هل تعتقدون أن نظام طهران يخشی من وجود علاقات قوية بين الدول العربية والمعارضة الإيرانية؟

– النظام الإيراني في علاقاته مع الدول العربية وکذلک مع الدول الغربية وضع خطا أحمر علی وجود أدنی علاقة أو دعم للمقاومة الإيرانية. وأعلن أنه لن يتحمل ذلک، ولکن وفقا لتجارب کثيرة، فإن (نظام) الملالي بقدر ما تلتزم الدول بهذا الخط الأحمر بقدر ما يعتبر الملالي ذلک ضعفا ويجعله أکثر جرأة في التدخل والإرهاب. وإذا تُرک الباب مفتوحا أمام الفاشية الدينية الحاکمة في إيران فسيکون مصير شعوب المنطقة أسود، وانظروا إلی وضع العراق وما جلبته له تدخلات النظام من مصائب وويلات. ولکن ما السبيل للتعامل؟ بالتأکيد الحل في داخل المنطقة نفسها وسيکون من الخطأ في الحساب، وانتظار اللانتيجة، التطلع إلی خارج المنطقة لحل هذه المشکلة. إن الحل الحقيقي والفعال هو تشکيل جبهة متحدة من الدول العربية والمقاومة الإيرانية في مواجهة النظام الإيراني، أي منبع الإرهاب والتطرف. وإذا کان شخص حريص علی مصير شعوب هذه المنطقة وإنقاذهم من وحش الإرهاب والأصولية والتطرف، فثمة حل وحيد يقوم علی أساس هذه الجبهة المتحدة لتتمکن من توظيف الطاقات الهائلة لشعوب هذه الدول ضد الفاشية الدينية وبغير مثل هذه الجبهة سيتم إيجاد ميدان لمغامرات الملالي.

 

* هل يمکن التعويل علی مثل هذه الجبهة؟

– تشکيل جبهة متحدة کهذه سيکون بمثابة استجابة للمسؤولية الإنسانية وللضمير من جانب أشقائنا العرب ضد مظالم الملالي التي لا حدود لها، وضد النزف الذي لا يتوقف ضد الشعب الإيراني.. (علی سبيل المثال) وفي الثامن من أبريل الماضي، (فيما يخص «مخيم أشرف»)، ارتکب المجرمون تحت قيادة المالکي في العراق وفق خطة وأمر من خامنئي جريمة مروعة في «أشرف»، وحتی اليوم لم يدفن الشهداء لأن المالکي يمنع ذلک. وسأشير، إلی مثال واحد؛ إلی فتاة عاطفية وشجاعة ويقظة الضمير ومضحية تدعی «صبا»، کانت من جرحی هجوم الثامن من أبريل، وکان من البساطة إنقاذها وقد نقلها والدها إلی مستشفی في بعقوبة لکن الضباط العراقيين ظلوا يترددون إلی أن استشهدت صبا، بعد أن اشترط مرتزقة المالکي لمعالجة صبا إعلان «خيانة وندم» والدها (بسبب وجوده ضمن المعارضة الإيرانية) وقالوا صراحة إننا نماطل في معالجة الجرحی حتی يُقتلون. وقالت صبا في الدقائق الأخيرة من عمرها: «إننا صامدون حتی النهاية». وأنا أتساءل: مَن في العالم يستجيب لنداء صبا؟ وأود التذکير بکلمات الرسول الأکرم صلی الله عليه وسلم بأن من سمع مسلما ينادي المسلمين ولم يجبه فليس بمسلم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى