العالم العربي

علَّق الجثث والتقط معها الصور.. من هو عصام زهر الدين؟

 

18/10/2017


حالة من الذهول والإحساس بالصدمة، تنتاب أنصار النظام السوري ومختلف أرکان حکمه، بعد الإعلان، الأربعاء، عن مقتل العميد في الحرس الجمهوري، عصام زهر الدين، في منطقة “حويجة صکر” التابعة لمحافظة دير الزور.
ويعدّ العميد زهر الدين، أحد أشرس ضباط النظام السوري، في معارکه التي خاضها ضد فصائل المعارضة السورية، خصوصاً في منطقة “بابا عمرو” التابعة لحمص، حيث کان زهر الدين قائداً لقوات اقتحام ذلک الحي الشهير الذي ارتبط اسمه بالثورة السورية.
قائد قوّات النخبة ومقتحم حي “بابا عمرو”
ينحدر العميد عصام زهر الدين ابن الـ55 عاماً، من محافظة السويداء، وتتهمه المعارضة السورية بارتکاب أکثر من مجزرة، منها مجزرة منطقة “مسرابا” التابعة لريف دمشق، عام 2012، حيث قام العميد القتيل بتصفيات ميدانية لبعض عناصر المعارضة السورية في المنطقة.
تدرّج زهر الدين في مناصبه التي تولاها في جيش الأسد، وأصبح قائداً للواء “النخبة” في حرس الأسد الجمهوري. وقبل أن يکلفه بشار الأسد باقتحام حي “بابا عمرو” الحمصي، استدعاه إلی مقره والتقاه للتباحث بشأن اقتحام الحي المذکور.
فکان العميد زهر الدين قائداً للحملة العسکرية التي شنها جيش الأسد علی ذلک الحي، وخلّفت أعداداً کبيرة من القتلی والمصابين بين المدنيين وفصائل المعارضة السورية.
وکذلک اشترک في عمليات مختلفة لجيش النظام السوري، آخرها في محافظة دير الزور التي قتل فيها.
 

عصام زهر الدين
علی لائحة عقوبات الاتحاد الأوروبي لعام 2017

وألمح بعض الإعلاميين السوريين المعارضين وبعض الناشطين السوريين علی وسائل التواصل الاجتماعي، إلی أن مقتل عصام زهر الدين، قد يکون مرتبطاً بتصفيات يجريها نظام الأسد، أولا للتخلص من شخصيات منافسة للواء ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، وثانياً لإبعاد بعض الضباط الذين ارتبطت أسماؤهم بارتکاب جرائم حرب وإبادة، کالعميد زهر الدين الذي تم إدراجه علی قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي عام 2017، هو وضباط من جيش الأسد.
وتشير مصادر المعارضة السورية إلی أن زهر الدين مسؤول عن عمليات قصف في درعا وحلب، أدت إلی مقتل وإصابة الکثير من السوريين وتدمير بيوتهم، ووضع اسمه علی أکثر من لائحة وضعتها المعارضة السورية، بصفته “مجرم حرب”.
يشار إلی أن آخر المعارک التي خاضها العميد زهر الدين، کانت في محافظة دير الزور، وکان هو ضمن مجموعة من عناصر النظام الذين تعرّضوا لحصار عسکري فرضه “داعش”. ويشار إلی زهر الدين بأنه قائد قوات الحرس الجمهوري في دير الزور، وکذلک يشار إليه کقائد للعملية العسکرية في المحافظة.
الثناء لحسن نصرالله والتهديد للاجئين السوريين
وسبق للعميد القتيل أن أثار ردود أفعال عنيفة بحقه، عندما علّق جثثاً مقطّعة، علی الحامل المعدني لمکيّف هواء، والتقط معها صوراً أثارت وسائل التواصل الاجتماعي باعتبار تلک الصور تمثيلا علنياً بالجثث وتنکيلاً بها، تعتبره کل الشرائع الدولية من الجرائم التي يحاکم عليها مرتکبوها.
وکان آخر موقف للعميد زهر الدين، ضد اللاجئين السوريين، عندما ظهر منذ أيام متوعداً ومهدداً اللاجئين السوريين في حال قرروا العودة إلی سوريا. وقال لهم في فيديو لا يزال مرفوعا علی وسائل التواصل الاجتماعي: “نصيحة من هذه الذقن، لا تَعودوا”.
ثم ظهر بعدها بأيام علی شاشة “المنار” التابعة لميليشيات “حزب الله” اللبناني، وحمل علم الحزب وقبّله وتوجّه بعبارات الثناء والشکر لأمينه العام حسن نصرالله.
 

زر الذهاب إلى الأعلى