مقالات

ليبرتي.. معيار لقضية الشعب الايراني

 



وکالة سولابرس
17/3/2014



بقلم: محمد حسين المياحي



قد يتسائل الکثيرون ماهو السر الذي يقف خلف کل هذه المخططات المشبوهة و الهجمات الوحشية الدامية التي تشن ضد سکان مخيم ليبرتي، ولماذا يتم إستهداف سکان هذا المخيم علی الدوام من قبل عملاء مأجورين و مجندين لصالح النظام الايراني؟ بإعتقادنا ان أفضل إجابة علی هذا السؤال يکمن فيما أدلی به العميد قاسم سليماني قائد قوة القدس الارهابية أمام إجتماع لمسؤولي النظام بمناسبة هجوم الاول من أيلول/سبتمبر 2013، الماضي و الذي أسفر عن مقتل 52 و إختطاف 7 آخرين من السکان عندما قال مامعناه: ماتحقق في هذا الهجوم کان أفضل من الذي تحقق في عمليات المرصاد. عمليات المرصاد کانت عبارة عن ذلک الهجوم الکاسح الذي شنه جيش التحرير الوطني الايراني في عام 1988، وکاد أن يسقط النظام الايراني.
سکان مخيم ليبرتي، الذين هم بالاصل سکان معسکر أشرف و تم إخراجهم من معسکرهم بطرق و اساليب مشبوهة و ملتوية، إعتقد نظام ولاية الفقيه أن إخراجهم من معسکر أشرف و إغلاق هذا المعسکر سيضمن طوي ملف رمز أثار لهم الکثير من المتاعب و أقض من مضاجعهم لتأثيراته القوية علی الشعب الايراني، لکن خاب هذا الظن کما خاب معظم الظنون الاخری لهذا النظام بشأن هؤلاء الذين هم في الحقيقة عشاق الحرية و المضحون من أجل غد أفضل للشعب الايراني، حيث انه و بعد مرور فترة قصيرة، صار لمخيم ليبرتي دور و تأثير بمستوی الدور و التأثير الذي کان لمعسکر أشرف، وقد تجلی و تجسد قوة دور و تأثير مخيم ليبرتي، عقب مجزرة أشرف الکبری في الاول من أيلول/سبتمبر، حيث أعلن السکان إضرابا مفتوحا عن الطعام إستمر قرابة الاربعة أشهر و لفت أنظار الشعب الايراني و العالم الی قوة الموقف و أصالة الصمود علی المبادئ و التمسک بها الی الرمق الاخير.
مخيم ليبرتي، وبعد أن تعرض الی أربعة هجمات صاروخية همجية خلال العام الماضي، تقوم حکومة نوري المالکي و بأمر و توجيه من النظام الايراني بفرض حصار شامل علی المخيم يشمل الغذاء و الوقود و الطبابة و الدواء، وأن حکومة المالکي تعتقد بأن حصارها الوحشي و اللاإنساني هذا سوف يدفع سکان المخيم لرفع الراية البيضاء و الاستسلام للنظام الايراني، لکن هؤلاء الذين وضعوا أرواحهم علی أکفهم و جعلوا من أنفسهم مشاريع فداء لوطنهم و شعبهم، من المستحيل أن يرکعوا لغير خالقهم و لن يرضخوا إلا للحق، هؤلاء المضحون و من خلال مواقفهم النضالية و مقاومتهم المستميتة بوجه نظام الجلادين في طهران، سجلوا أروع آيات البطولة و الشجاعة و الوفاء لشعبهم مما جعل من ليبرتي معيارا لقضية الشعب الايراني.
 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى