مقالات

اللاموقف تجاه أشرف و ليبرتي تجسد في صنعاء

 



وکالة سولابرس
23/9/2014



بقلم: کوثر العزاوي
 



منذ سقوط النظام العراقي السابق و الاحتلال الامريکي للعراق و الذي نجم عن دور و نفوذ غير مسبوق للنظام الايراني في العراق، يتعرض سکان أشرف و ليبرتي الذين هم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة و يعتبرون لاجئون سياسيون بإعتراف أرفع منظمة دولية معنية بقضايا اللجوء وهي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لمعاملة قاسية من جانب السلطات العراقية تفتقر لأبسط المقومات الانسانية.
خلال الاعوام الماضية، وخصوصا الاعوام الثمانية من ولايتين متتاليتين لنوري المالکي، تم شن 9 هجمات ضد هؤلاء المعارضين و تم أيضا فرض حصار غذائي و طبي و دوائي الی جانب المحروقات، ناهيک عن حرب نفسية و أمورا أخری من هذا القبيل في سبيل تحطيم معنويات هؤلاء المعارضين و إنهاء روح المقاومة و النضال ضد الاستبداد الديني في أعماقهم، ولئن صدم العالم کله بشاعة و سفالة الجرائم و المجازر التي قد إرتکابها بحق هؤلاء المعارضين و بادر الی إعلان سخطه و غضبه منها عبر بيانات و تصريحات و مواقف، لکن لم يکن هنالک من أي دور او موقف من دول المنطقة تجاه هذه الجرائم و المجازر وکأن هذه المسألة لاتعنيهم لامن قريب ولامن بعيد في حين انها تتعلق بهم من عدة جوانب و علی أکثر من صعيد، غير انهم تجاهلوا ذلک معتقدين بأن هذا التجاهل سيکون لصالح حفظ أمنهم و إستقرارهم، لکن الوقائع و الاحداث أثبتت خلاف ذلک تماما.
النظام الايراني الذي دأب دائما علی إستغلال حالة الصمت و اللاموقف تجاه مخططاته الاجرامية في المنطقة خصوصا تلک الموجهة منها ضد المعارضين من المقاومة الايرانية في أشرف و ليبرتي و ضد أبناء الشعب الايراني المتطلع للحرية و المستقبل، وقام في ضوء ذلک بإرتکاب و إقتراف ماهو أفظع و أبشع من جرائمه و مجازره و إنتهاکاته السابقة، لکن دول المنطقة لم توجه لنفسها سؤالا محددا وهو: لماذا يقوم النظام الايراني بالترکيز بهذه الصورة علی المقاومة الايرانية و علی سکان أشرف و ليبرتي بصورة خاصة؟ ان هؤلاء المعارضين قد أخذوا علی عاتقهم دائمة مهمة فضح مخططات و مشاريع النظام الايراني المشبوهة و توجيه التحذيرات لدول و شعوب المنطقة کي ينتبهوا من مخططات هذا النظام و خصوصا من مشروعه المخيف لإقامة إمبراطورية دينية مترامية الاطراف علی حساب دول المنطقة و أمنها و استقرارها، وان سقوط صنعاء بيد الحوثيين التابعين للنظام الايراني و المسيرين وفق مشيئاته و رغباته، هو أحدی النتائج السلبية الاخری لحالة اللاموقف و الصمت تجاه ماجری و يجري لسکان أشرف و ليبرتي، وان المطلوب بل و الاکثر من ضروري تصحيح هذا الخطأ الکبير و تغيير الموقف تجاه سکان أشرف و ليبرتي بما يخدم الامن و الاستقرار في المنطقة و يساهم في إستمرار التعايش و التعاون بين الشعوب.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى