أخبار العالم

أربعة أسباب تجعل بوتين يعود من أوکرانيا مهزوماً

 



مجلة التايم الامريکية
4/3/2014



يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مخاطر کبيرة بالمواجهة التي يمکن أن يخوضها في أوکرانيا، وهي المخاطر التي کانت حتی أيام قليلة مضت تدفع إلی الاعتقاد بأن روسيا لا يمکن أن تتدخل عسکرياً وبشکل مباشر في أوکرانيا، حيث لا يمکن للرئيس الذي حکم روسيا لــ14 عاماً أن يغامر بمستقبله السياسي بسهولة.
وأوردت مجلة “التايم” الأميرکية في تقرير لها أربعة أسباب تجعل بوتين يخسر في حال قرر التدخل في أوکرانيا بشکل مباشر، مشيرة الی أن “علی بوتين في الأيام والأسابيع المقبلة أن يقرر ما إذا کان سيتدخل بالفعل أم لا، وما إذا کان مستعداً لهذا التدخل أم لا، علماً بأن تحقيق الانتصار الکامل في هذا الصراع غير ممکن”، بحسب المجلة.



الروس رافضون
ومن بين الأسباب الأربعة التي تتحدث عنها المجلة أن قرار التدخل في أوکرانيا سوف يکون واحداً من القرارات الأقل شعبية في تاريخ بوتين السياسي، حيث إن الکرملين نشر استطلاعاً للرأي مؤخراً يُظهر أن 73% من الروس يرفضون الانزلاق نحو أوکرانيا.
وطرح الاستطلاع الذي أجري في أوائل شهر فبراير/شباط الماضي سؤالاً علی المواطنين الروس يقول “هل علی روسيا التدخل في حال الإطاحة بالسلطات الشرعية والمنتخبة في أوکرانيا؟”، حيث أجاب 15% من المستطلعة آراؤهم فقط بالقول (نعم).
وتصف “التايم” نتائج الاستطلاع بأنها “مذهلة في ظل عمليات غسيل الدماغ التي تجري علی المواطنين الروس بشأن ما يجري في أوکرانيا”، مشيرة الی أن نتائج هذا الاستطلاع تأتي بعد أسابيع من الضخ المتواصل عبر وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحکومة في موسکو والتي تريد إقناع الروس بأن ما يجري في أوکرانيا ليس سوی محاولة أميرکية لإضعاف روسيا.
وتتابع “في الحقيقة فإن استطلاع الرأي الذي ظهرت نتائجه مؤخراً يظهر سقوط هيمنة بوتين علی وسائل الإعلام”.
کما تشير الی أن نتائج الاستطلاع لا تعني بالضرورة أن هذه المعارضة ستتحول الی فوضی، حيث إن 30% فقط قالوا إن احتجاجات کبيرة ستحدث وتجبر موسکو علی الانسحاب من أوکرانيا في حال التدخل.



خسائر اقتصادية فادحة
أما السبب الثاني الذي يجعل بوتين يخسر في أوکرانيا فهو الخسائر الاقتصادية التي بدأت موسکو بالفعل تدفعها، حيث هبطت البورصة في موسکو بنسبة 10% خلال تداولات الاثنين، وهي أول أيام التداول بعد التحرکات العسکرية التي حدثت خلال عطلة نهاية الأسبوع علی الحدود مع أوکرانيا.
وتمثل نسبة الـ10% من هبوط خسائر بأکثر من 60 مليار دولار خلال يوم واحد فقط، أي أکثر من التکاليف التي تم إنفاقها علی الألعاب الأولمبية في مدينة “سوتشي” مؤخراً.
وبموجة الخسائر التي تکبدتها الأسهم الروسية هبطت القيمة السوقية لشرکة “غاز بروم” وحدها بأکثر من 15 مليار دولار، وهي الشرکة التي تصب علی موسکو نحو ربع العوائد الضريبية التي يتم جنيها من البلاد بأکملها.
في هذه الأثناء، وبحسب “التايم”، فإن العملة الروسية المحلية (الروبل) هوت أمام الدولار الأميرکي الی مستوی تاريخي متدني، وهو ما دفع البنک المرکزي الروسي الی ضخ 10 مليارات دولار في سوق العملة لوقف تدهور الروبل.
وقال تيموثي آش، مدير الأبحاث المتعلقة بالأسواق الناشئة، في “ستاندرد بنک”: “ما يجري يدفع الی إعادة التفکير في الأساس لدی المستثمرين ووکالات التصنيف الائتماني بشأن روسيا”.
وأضاف: “المغامرة العسکرية الأخيرة في روسيا سوف تزيد من رؤوس الأموال المهاجرة، وتضعف أسعار الأصول في روسيا، وتؤدي الی تباطؤ الاستثمارات، ومن ثم تباطؤ النمو والنشاط الاقتصادي”.



حلفاء روسيا يتراجعون
أما السبب الثالث فهو تخلي الحلفاء، وعدم رغبتهم في أن يکونوا طرفاً في الصراع الأوکراني، حيث تشير المجلة الی أن کازخستان الغنية بالنفط والتي تعتبر الحليف المهم لروسيا في المنطقة فاجأت العالم ببيان إدانة يوم الاثنين، لتقف لأول مرة منذ استقلالها وانفصالها عن الاتحاد السوفييتي ضد روسيا.
وقال وزير الخارجية الکازخستاني إن “کازاخستان تعبر عن قلقها العميق من التطورات في أوکرانيا، وتدعو کل الأطراف الی عدم استخدام القوة من أجل حل الموقف في البلاد”.
ويبدو أن أکثر ما يقلق جيران روسيا هو أنهم قد يصبحون أهدافاً في أي وقت لتدخل مماثل من قبل روسيا، وهو ما يدفعهم الی التخلي عن دعمها في أوکرانيا.



العزلة الروسية
وتمثل العزلة الروسية والقطيعة المتوقعة مع الغرب عاملاً رابعاً لفشل بوتين في التدخل العسکري بأوکرانيا، حيث کان من المقرر أن يستضيف بوتين في شهر يونيو المقبل قادة دول مجموعة الثماني في مدينة “سوتشي” الروسية، إلا أن کافة هذه الدول، وهي الدول الغربية واليابان أعلنوا مقاطعة الاجتماعات التمهيدية لقمة الثماني المرتقبة في الصيف.
وتمثل العزلة الروسية المتوقع أن تتزايد في حال التدخل العسکري، ضربة قاسية لبوتين الذي کافح طويلاً من أجل الحصول علی مقعد له علی الطاولة.
کما يتوقع أن تمتد العزلة الروسية لتصل الی فرض عقوبات اقتصادية وتجارية يمکن أن تتحول الی أزمة في روسيا، وهو ما لا يتوقع أن يقبل به بوتين.



تهديد لمصالح روسيا
ورغم هذه الأسباب الأربعة فإنه في حال مضي الحکومة الثورية في أوکرانيا قدما باتجاه التحالف مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، فإن روسيا سوف تری في ذلک تهديداً استراتيجياً کبيراً، وهو التهديد الذي يعتبره بوتين وجنرالاته خطاً أحمر لا يمکن أن يقبلوا به.

زر الذهاب إلى الأعلى