أخبار إيران

الدکتور أنور مالک : حذار من المخرّبين لأوطان العرب


13/11/2017

بلا أدنی شک أن الثورة السورية عرّت الثورة الخمينية لمنتهی العار والشنار، وکشفت حقيقتها التي تجاهلها الکثير من العرب والمسلمين، وأکّدت أن مقاومة ملالي إيران هي ضد أوطان العرب والمسلمين من أجل تخريبها وتدمير کياناتها. 
المشروع الخميني يتحرّک علی عکازين وهما العرق المتمثل في العنصرية للفرس المعادية للعرب، والعکاز الثاني هو الدين ممثلا في التشيّع المعادي لأهل السنة والجماعة الذين يشکّلون حوالي 75% من مسلمي العالم.
السؤال الذي يطرحه الکثيرون کم قتلت إيران من الصهاينة منذ وصل الخميني إلی سدّة الحکم وهي التي تدعي المقاومة والممانعة؟
لن تجد شيئاً في سجلّها يوحي أنها بالفعل تعادي الصهيونية کما تزعم دائماً، فالذين قتلهم حزبها في لبنان لا يعني شيئًا أمام لبنانيين سقطوا في حارة واحدة بعدما استهدفتهم ميليشيات نصرالله أو کانوا هدفاً لغارات إسرائيلية بسبب مسرحيات عبثية للحزب الإيراني في لبنان.
في المقابل نجد أن الذين قتلوا وهجّروا واختفوا وسجنوا وعذّبوا وجرحوا وأعدموا في العراق وسورية واليمن ولبنان والأحواز يُعدّون بالملايين، وأغلبيتهم الساحقة من أهل السنّة الذين هم أغلبية ترفض زرع الکيان الإسرائيلي في جسد العالم الإسلامي. 
إيران تدّعي معاداة الغرب نظرياً وتطبيقاً تحذف نقطة الغين لتبيد العرب، وتدّعي أنها تدافع عن المسلمين وهي تخرّب أوطانهم، وتعمل علی استهداف ما تبقی فيها من استقرار، وقد فعلت ما لم يفعله الکيان العبري رغم أن مؤسسي الحرکة الصهيونية حلموا بتخريب الدول العربية وخاصة تلک التي تتواجد ما بين الفرات والنيل.
لقد صار الکثير من العرب والمسلمين أن إيران وصفتهم بالشيطان الأکبر علها تعاملهم مثلما دللت الصهاينة وغيرهم، فمنذ وصول الخميني لسدّة الحکم وهو يعمل  علی تدمير وتخريب أوطانهم جغرافياً وديمغرافياً.
للأسف صدّق الکثير من العرب أن إيران دولة ممانعة ومقاومة، مثلما يصدق بعضهم اليوم أنها تحارب الإرهاب ، لکن هذه الممانعة المزعومة تحوّلت مثلا في سورية إلی تحالف يجمعها مع روسيا العراب الأول للصهيونية، ويکفي أن تل أبيب تشارک في الحرب علی السوريين بعمليات عسکرية مباشرة أو بالتنسيق مع موسکو.
 کل الحيثيات تؤکد أن إيران تقاوم العرب والمسلمين فقط، فهي لم تخض حرباً واحدة ضد بلدان الغرب الذين تدعي العداء له في حين أشعلت عدة حروب نجسة في أوطان العرب التي تزعم صداقتهم، ومازالت تصرّ علی مشروعها الهدام الذي خدم الصهيونية بطريقة لم تحلم بها بروتوکولات حکماء صهيون.
•أمريکا التي سمّاها الخميني بـ “الشيطان الأکبر” ساعدتها إيران علی احتلال أفغانستان المسلمة وهذا مثبت في تصريحات رسمية وغير رسمية.
•جورج بوش الابن الذي أعلن حربه الصليبية علی المسلمين غداة هجمات11 أيلول/سبتمبر 2001 ساعدته إيران أيضا علی غزو العراق واحتلاله وتدمير کيانه ثم تسلمت مقاليد حکمه من طرف الأمريکان أنفسهم.
•منذ 2011 وإيران تبيد السوريين ولم يتدخّل المجتمع الدولي رغم القوانين والمواثيق التي تفرض ذلک بل روسيا تحارب في صف نظام الأسد وتحميه بحق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي.
•الحوثيون احتلوا صنعاء ورغم ذلک لم يصدر أيّ قرار دولي يدرجهم ضمن لوائح الإرهاب ويفرض ملاحقتهم، في حين تجري الحرب علی فصائل سورية لا تقاتل سوی نظام بشار الأسد ولا تشکّل أيّ خطر إلا عليه.
فهل يعقل أن ميليشيا متمردة علی السلطة الشرعية المعترف بها دولياً يصمت عليها العالم بهذه الطريقة المخزية إن لم تکن تخدم مصالح قوی نافذة؟ بل أن وصل بها الحال لدجة الاعتداء علی دول الجوار بصواريخ من صنع إيراني.
•منظمة “حزب الله” الإرهابية هيمنت علی لبنان وتدّعي محاربة “إسرائيل” وممارساتها لا تختلف عن القاعدة و “داعش”، ورغم کل ذلک لم يحارب فعلياً، وتدخّله في سورية کان بضوء أخضر من جهات دولية بتأثير من اللوبي الصهيوني. بل أن الحزب لم يقتصر علی التواجد في سورية بل يتمرکز أيضا في اليمن وبمناطق يسي طر عليها الحوثيون ويقف وراء جريمة استهداف مطار الرياض بصاروخ باليستي من صنع ايراني في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
•الموساد الإسرائيلي ينشط في العراق حيث يُغتال العلماء وتُنهب الآثار علی مرأی مخابرات إيران التي تتواجد بکل مفاصل الدولة العراقية، بل تساعد علی طمس الهوية السنّية في کل ربوع بلاد الرافدين.
•لم نشهد أيّ تدخّل دولي ضد إيران رغم شعاراتها العدائية للغرب، في حين کل تدخل غربي في العالم الإسلامي يکون في صالحها، فقد تدخلوا في العراق وتسلمت حکمه، ورفضوا التدخل في سورية لأنها هي من تحکمه، ولما هدد حکمها تدخلت روسيا، أما في لبنان فما يسنی « حزب الله » هو الدولة ونصرالله الحاکم بأمر خامنئي.
•عداء إيران للغرب لا يتجاوز شعارات فضفاضة في حين عداؤها للشرق حقيقة واضحة، تجلّت في أنهار من الدماء سالت في العراق وسورية واليمن ولبنان ومازال الأمر يتمدد نحو دول أخری.
 
منظمة “حزب الله” تزعم أنها رأس حربة إيران في المقاومة، وخاصة منذ حرب تموز 2006 المدمّرة للبنان، والتي کان فيها حسن نصرالله مجرّد أداة إيرانية لتنفيذ خطة صهيونية نجحت بامتياز، وهاهي المنظمة تحوّلت إلی ميليشيا تخوض حروباً ضد المسلمين والعرب ولصالح الصهاينة.
قلت عام 2006 أن الحرب هي الأخيرة التي سيخوضها حزب ايران في لبنان، لأنه حقق مکاسب استراتيجية لـ “إسرائيل” التي لا تهمّها الشعارات بقدر ما يهمّها أمن کيانها وحدودها، ويکفي أنه من جهة الجولان تحميه قوات حفظ السلام الدولية، ومن جهة لبنان حيث کانت الحدود تشهد تسلل المقاومين الفلسطينيين صارت  محمية بقوات “اليونيفيل” علی حساب الأمم المتحدة ثم بعدها قوات الحزب التي تمنع أيّ تسلل نحو “إسرائيل” للقيام بعمليات مقاومة.
منذ 2006 خاض “حزب الله” هجومات علی بيروت ثم غرق في دماء الشعب السوري، وذهب بعيدا ليتحرّک في اليمن عبر جناح ايران الحوثي، لکنه قام بعملية واحدة ضد “إسرائيل” من خلال کمين عليه علامات استفهام کثيرة، لأنها جاءت في ظرف يريد الحزب أن يستعيد بعض الأضواء المقاوماتية لنفسه.
المسرحيات التي تصنع شهرة “حزب الله” کثيرة وليس المجال لبسطها، وبعدما أن فضحنا قصة نجله هادي الذي قتل في شجار بملهی ليلي وحوّله إلی شهيد مقاومة الجيش الصهيوني، نذکر فضيحة أخری وهي حادثة العقيد الاحتياط الحنان تاننباوم الذي أعلن الحزب أنه قام بأسره في تشرين الأول / أکتوبر 2000، وراح يتباهی بتلک العملية غير أن الحقيقة بدأت تتسرّب وتنکشف من جهات إسرائيلية أصلا.
 تفيد معلومات أن ما حدث مجرّد مسرحية بين خاطف ومُختطف، حيث أن العقيد هو رجل أعمال کان يعاني من أزمات مالية خانقة ستؤدّي به إلی السجن بعد الافلاس الکامل، غير أن وساطة من جهة عربية وصل الی فرصة عمره بمسرحية الاختطاف المزعوم، حيث قام هذا العقيد بتسليم نفسه إلی عناصر الحزب مقابل ملايين من الدولارات قدّمت له.
« حزب الله » الآن يمر بظروف استثنائية بعد استقالة رئيس الحکومة اللبنانية سعد الحريري من السعودية علی خلفية حياته التي صارت مهددة من قبل ميليشيات نصرالله التي صارت أکبر من الدولة اللبنانية، ولذلک لا نستبعد أن يحاول جرّ « إسرائيل » نحو حرب معه عله يفتح صفحة جديدة ويحرج الدول العربية وعلی رأسها المملکة العربية السعودية التي تتحرک عملياً لتقليم مخالبه، ويحاول أن يظهرها بأنها في خندق واحد مع الصهاينة، وبذلک يؤلب الرأي العام العربي والإسلامي ضد کل من يستهدفه.
ليس هدفنا أن نُحصي ما يثبت بهتان المقاومة الإيرانية ضد “إسرائيل”، فهذا صار واضحاً لکن نرغب في القول بأن الملالي يقاومون حقيقة لکن مقاومتهم ضد العرب والمسلمين فقط. 
أمر آخر أن إيران تستعمل الصراعات القائمة بالمنطقة خاصة قضية فلسطين من أجل تصدير خمينيتها التي تدمّر الوطن العربي حصرياً، وأجزم أنها لو نجحت في غايتها التخريبية – لا قدّر الله – فسوف يعلن مراجعها أن المسجد الأقصی غير موجود في فلسطين أصلا، بل هو في کربلاء ومهديهم کشف هذا السر الخطير إلی “الولي الفقيه” في آخر لقاء بينهما !
علی العرب وکل المسلمين أن يوحدوا جهودهم ويرموا خلافاتهم الهامشية جانباً، فالحرب التي تخوضها إيران بالوکالة عن غيرها هي وجودية لأنها في خدمة مشروع واحد بوجهين وهما خمينية وصهيونية يجمع بينهما الکراهية والعنصرية وتحرکهم أطماع في ثروات المنطقة وجغرافيتها وديمغرافيتها وقيمها وميراثها التاريخي.

زر الذهاب إلى الأعلى