أخبار العالممقالات

مابعد الموصل

 


وکالة سولا برس
29/1/2017

 

 
بقلم:سلمی مجيد الخالدي


الاحداث و التطورات الجارية في العراق و ماينجم عن ذلک من نتائج و تداعيات تشير بصورة أو أخری الی تراجع و إنحسار واضح لتنظيم داعش بما يؤکد قرب نهايته، تضع العراق مرة أخری علی أعتاب مرحلة جديدة، وهي مرحلة مابعد داعش، ذلک إن نهاية الوجود الحالي لتنظيم داعش في الموصل صارت مسألة ترتبط بالوقت وإن کل الدلائل تؤکد بأنه ماض الی زوال و تلاشي.
مرحلة دخول داعش الی العراق و إستيلائه علی مساحات شاسعة في العراق في ظل ظروف و أوضاع مشبوهة تکتنفها الکثيرمن الغموض سبقته أيضا مرحلة حکم نوري المالکي و الذي شهد التأسيس لنفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق بشکل و صورة غير مسبوقة، وبطبيعة الحال لايمکن أبدا الفصل بين هذه المراحل و بين قاسمها المشترک أي نظام الجمهورية الاسسلامية الايرانية الذي کان علی الدوام المستفيد الاکبر من مجريات الاحداث و التطورات في العراق، وإن مرحلة مابعد تحرير الموصل سوف تشهد قطعا عملية إصطفاف جديدة للنفوذ الايراني في العراق و العمل علی ترسيخه أکثر فأکثر.
النفوذ و الهيمنة الايرانية في العراق و التي کانت تتعاظم و تترسخ مرحلة تبع مرحلة و تترسخ بصورة أقوی و أوسع، يمکن من الان إنتظار مرحلة جديدة تشهد أيضا تطورا لهذا النفوذ مالم يجري العمل عراقيا و إقليميا و دوليا علی مواجهته و الحد منه، خصوصا وإنه وبعد أن تأکد هذا النظام مدی الرفض العارم له بسبب من سياساته المشبوهة المؤذية للعراق و المنطقة، فإن هذا النظام قد عمد الی العمل من أجل قوننة دوره و جعله أمرا واقعا بواسطة الاحزاب و الجماعات و الشخصيات التابعة له، والذي لاريب منه إن هذا النظام سوف يعمل في مرحلة مابعد الموصل بهذا الاتجاه و الذي يجدر الانتباه له جيدا.
التحذير من النفوذ و الدور الايراني في العراق، يتطلب في مرحلة مابعد الموصل العمل من أجل الحيلولة دون السماح لهذا النظام بإستغلال هذا السياق الجديد و السعي لإجهاض تحرکاته بهذا الخصوص، ذلک إن هذا النظام لو نجح فعلا في مرحلة مابعد الموصل بتعزيز و ترسيخ نفوذه و جعله مؤطرا بالقانون، فإن ذلک سيساعده للبقاء في أمان فترة أخری و هذا مايشکل بالضرورة خطرا ليس علی العراق وانما علی المنطقة أيضا، خصوصا وإن هذا النظام و کما تؤکد التقارير الواردة من داخل إيران يشهد رفضا و مواجهة متصاعدة من جانب الشعب الايراني کما يشهد أيضا تعاظما إستثنائيا لنشاطات و تحرکات المقاومة الايرانية علی مختلف الاصعدة بما يؤکد بأن هذا النظام أمام مرحلة بالغة الصعوبة داخليا مثلما إنه يعاني أيضا من رفض و مواجهة إقليمية و دولية ضده وهذا الامر يجب الاستفادة منه و تفعيله بما يصب في مصلحة العراق و المنطقة و العالم و عدم السماح لهذا النظام بأن يخطو المزيد للتأثير سلبا علی المنطقة.
سلمی مجيد الخالدي

زر الذهاب إلى الأعلى