مقالات

فتنة دينية و ليست صحوة إسلامية 3-4

ايلاف
11/10/2014

بقلم: نزار جاف

تطلق الماکنة الاعلامية للنظام الديني القائم في إيران و العديد من الاوساط السياسية و الاعلامية التابعة او المسايرة له، علی هذا العصر، عصر الصحوة الاسلامية و إنتشار الوعي الديني و تراجع الافکار و الطروحات اليسارية و الليبرالية و الانسانية أمامه، لکن هذه الماکنة التي تهدر أموالا طائلة علی حساب الاوضاع المعيشية للشعب الايراني، تتهرب من بديهية أخری صارت أمرا واقعا، وهي الفتنة الطائفية التي تضرب بأطنابها في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و البحرين بل وحتی إيران نفسها!
هذه الصحوة الاسلامية المزعومة التي تتمشدق بها الماکنة الاعلامية للنظام الايراني و أذنابها و من سار علی نهجها، هي قضية مبنية في اساسها علی إثارة النعرات الطائفية و إماطة اللثام عن أمور و قضايا و وقائع تأريخية تحيط معظمها الکثير من الغموض و التعقيد و صارت في حکم القضايا المطلسمة و المفعمة بالالغاز و التي لايمکن حسمها او معالجتها بنقاش او حوار او ملتقی، فکل ذلک مجرد حوار غير مجدي في نهاية المطاف ولايمکن إعتباره إلا بمثابة مهدئ ولذلک فقد دأب الفريقان علی تحاشي الاصطدام و خوض النقاش في تلک الامور و القضايا، لکن جديد”صحوة الجمهورية الاسلامية الايرانية”، انها سلطت الاضواء بقوة علی هذه الامور و القضايا و أثارتها أکثر من أي وقت مضی، وهو مادفع بالاوضاع الی المفترق الحالي.

القتل علی الهوية و عمليات الذبح و تهجير الاحياء و المناطق و تعليق الجثث علی أعمدة الانارة و العلب المليئة بالرؤوس المنفصلة عن الاجساد والتمترس الطائفي في مختلف بلدان المنطقة، کلها من برکات هذه الصحوة المزعومة التي تطبل و تزمر لها وسائل اعلام النظام الديني الايراني، والانکی من ذلک، انهم يشيدون و يثنون علی إستنساخ تجربة الحرس الثوري و التعبئة للنظام في العراق و سوريا و لبنان، ويعتبرونها إستمرار”للثورة الاسلامية المبارکة”، لکنهم في نفس الوقت ينأون بأنفسهم بعيدا عن الخوض في الجوانب السلبية التي هي المهيمنة علی الاوضاع و الامور في هذه البلدان بل و المثير للسخرية انهم يربطون بين المشاکل و الازمات و الفلتان الامني الحاصل في هذه الدول بنظرية المؤامرة و المخططات الصليبية الصهيونية، من دون أن يدرکوا بأنه ليس بإمکان لا اسرائيل ولا الغرب کله أن يتغلغل مثل هذا النظام في أعماق شعوب المنطقة و يقوم بإحداث هذه التغييرات التي أحدثها منذ مجيئه الی دست الحکم قبل ثلاثة عقود، وان مقارنة مجريات الامور و الاحداث بين هذه العقود الثلاثة و العقود التي
سبقتها، يبرز دور النظام الديني بجلاء في هذه الفوضی و الفتنة الدينية التي أثارها في المنطقة و للحديث صلة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى