مقالات

نظام الملالي حقد في الداخل والخارج

 

 

 

ايلاف
21/1/2015

 


*حسن طوالبه
 


 المتابع لاخبار نظام الملالي في ايران يجد التناقض في التصريحات والمواقف. ولکن الامر الوحيد الذي فيه ثبات هو حقد الملالي علی الايرانيين المعارضين لولاية الفقيه , ولسلطة رأس الهرم الملائي السيد علي الخامينئي. وقد طال هذا الحقد السياسيين والعلماء والفنانين وحتی رجال الدين ومن هم برتب علمية أعلی من الخامينئي , اي من درجة الايات , فمنهم من قتل غدرا ومنهم من فرضت عليه الاقامة الجبرية حتی توفي, ومنهم ما زال يقبع في السجون منذ سنوات, ومنهم علی سبيل المثال أية الله کاظمي بروجردي, الذي مضی عليه ثمان سنوات في السجن, وقد مورس ضده انواع التعذيب النفسي والجسدي بوضعه في الزنزانات الانفرادية, ومنع الدواء والعلاج عنه, مما تسبب له بالعديد من الامراض مثل الضغط والسکر وضعف في عضلة القلب. ومن شدة حقد الملالي علی الاخر المخالف, فانهم يمنعون بروجردي من حضور دفن والدته التي توفيت کمدا علی ابنها السجين, وطال الحقد الاعمی کل عائلة بروجردي من ابناء وبنات ومنعهم من الدراسة في المدارس والجامعات.
اما حقدهم في الخارج فهو مرعب , ومن يشاهد الافلام الوثائقية التي يظهر فيها اناس ساقتهم اقدارهم الی مجموعة من حاقدين موتورين نفسيا , فتقشر له الابدان وتشمزأ منه الانفس من ذبح بالساطور وقطع الرؤوس وسلخ الجلد ومن ثم الحرق امام حشد من الناس الموتورين الحاقدين.
ويتجلی الحقد علی العرب في العراق جليا , من قتل وترحيل ومصادرة الاموال والبيوت والاراضي , لتفريغ المناطق من الاصول العربية لزرع موالين لنظامهم , اي تغيير البيئة الديمغرافية لهذا البلد العربي الاصيل. ومع ذلک يتشدق نظام الملالي
لقد أفرغ نظام الملالي کل شحنات حقده علی ابناء جلدته من الايرانيين الذين عارضوا نهج ” ولاية الفقيه ” , رفضوا الديکتاتورية التي يمارسها الولي الفقيه ومن هم في سدنته من ملالي وعسکريين ووعاض سلاطين , افرغ حقده الدفين علی عناصر منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي يعيش عدد من افرادها في العراق منذ ثلاثة عقود ونيف , وقد سکنوا في منطقة قرب بعقوبه في محافظة ديالی المحاذية للحدود الايرانية مع العراق من الشرق. وقد بنوا فوقها قرية نموذجية بکل معاني الکلمة يتوفر الخدمات الصحية والخدمية من شوارع وارصفة وحدائق وساحات ومسجد وقاعة للاحتفالات , کما توفر فيها اليات صغيرة وکبيرة للخدمات. کل هذه الخدمات باموال سکان قرية أشرف , حيث اسميتهم منذ سنوات بالاشرفيين نسبة الی قرية أشرف.
ونظرا للشعبية التي نالتها منظمة مجاهدي خلق في الداخل الايراني وفي مدن العالم کله , اذ لم تجدي کل ضغوط نظام الملالي لتبديل تلک الثقة التي نالتها المنظمة دوليا , فعمد الی الاسلوب الذي يجيده بحرفية کبيرة , ألا هو الارهاب والقتل , معتمدا علی اعوانه في العراق امثال نوري المالکي لکي ينکل بالاشرفيين وهم في ديارهم امنيين. ولا يفوتنا التذکير بمسؤولية الولايات المتحدة في حماية الاشرفيين ولاسيما بعد ان سلموا اسلحتهم الی القوات الامريکية الغازية للعراق , مقابل حمايتهم وفق القانون الدولي الانساني. بدأ مسلسل التنکيل منذ عام 2009 وما زال حتی اليوم , بين قتل وجرح وايذاء صحي ونفسي , واخيرا حصرهم في سجن ليبرتي تحت علم الامم المتحدة التي لم تقم بواجبها الموکل اليها کما نصت الاتفاقيات بين الاشرفيين وبين ممثل الامم المتحدة.
لقد کان من بين بنود الاتفاق بيع ممتلکات الاشرفيين في قرية اشرف التي ترکوها عنوة , وقد بلغت قيمة هذه الممتلکات 550 مليون دولار , ولکن اعوان المالکي حالوا دون تسهيل عملية البيع , کما منعوا المقاولين من الدخول الی اشرف لرؤية الممتلکات تمهيدا لشرائها. وخلال الحرب الاهلية الدائرة في العراق التي افتعلها نظام الملالي من خلال فيلق القدس والسفارة الايرانية في بغداد وحکومة المالکي التي کانت تنفذ تعليمات الملالي بکل دقة وحماسة. توافدت المليشيات الطائفية التابعة لمنظمة بدر وحزب الدعوة
والمليشيات الارهابية التابعة الی افراد وجماعات الی قرية اشرف باشراف قاسم سليماني القائد الفعلي للحکومة العراقية , لسرقة ممتلکات الاشرفيين. وقد تم تنظيف القرية من الاليات الخفيفة والثقيلة من قبل تلک المليشيات تحت علم وسمع الحکومة العراقية الحالية.
في هذه الحالة نخاطب الامم المتحدة والولايات المتحدة اين هي الضمانات التي اعطيتموها الی الاشرفيين , واين هي مسؤولية ممثل الامم المتحدة في بغداد المکلف بملف الاشرفيين؟. ولا يمکن ان نلوم زعماء المليشيات لانهم تعلموا من اسيادهم علی السرقة , اذ لم تسلم ثروات العراق من النهب والسرقة , حيث بلغت ارصدتهم بالمليارات في البنوک الاجنبية , ولا نلوم نظام الملالي لانه نظام حاقد يهوی التنکيل والبطش بالابرياء , ولکننا نلوم دعاة الانسانية في دول الغرب الذين لم يجرؤا علی نقد نظام الملالي في الملف الانساني علی اقل تقدير , فالغرب صار معروفا بنفاقه وتزلفه لضمان مصالحه.
*رئيس لجنة الکتاب والصحفيين والکتاب العرب دفاعا عن أشرف. اکاديمي. الاردن.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى