أخبار إيران

وماذا تفضل المرحوم بعد؟

وماذا تفضل المرحوم بعد؟

 

النظام الإيراني يطلب 70 مليون برميل نفط يوميا من العراق لتعويضات الحرب!

محمد إقبال


قيل أن رجلا دفن جيفة کلبه في مقبرة المسلمين. وثار الناس عليه واقتادوه إلی قاضٍ دجال فأمر بحرق الرجل. وطالب الرجل أن يقول کلمة. وسمح له القاضي. قال الرجل عندما وصل أجل الکلب فوجئت بأمر غريب فقد بدأ الکلب بمخاطبتي باسمي ووصی وکأنه انسان يتحدث قائلا: “اخفيت قطعتين کبيرتين من الذهب قد ورثتهما عن اجدادي تحت فلان حجارة بفلان صحراء، ارجو قبل أن افارق الحياة أن تسرع إلی المکان وتأخذ القطعتين وتأتي بهما وعندما أودع الدار الفانية ادفن جثتي في مقبرة المدينة وقدم قطعة من الذهب إلی احد قضات الإسلام ليصرفها في امور الخير کي يخفف من ذنوبي وتکون لي ذکری الخير”، واستمر الرجل: وعندما شاهدت هذه الخارقة وکلام الکلب صدقته وذهبت إلی المکان ووجدت قطعتي الذهب..، قال القاضي الدجال طامعا بقطعة الذهب الثانية : سبحان الله؛ إن لهذا الکلب کان شبها من احفاد کلب اصحاب الکهف وليس هناک أي حرج من دفن نسبا شريفا مثله في مقبرة المسلمين ولست مذنبا بل حرا، ويکمل القاضي قائلا وماذا تفضل المرحوم بعد؟!. اما ما کان من امر الرجل فبعد ان اطمئن الی قرار القاضي الذي حکم باطلاق سراحه.. قال: أيها القاضي، عندما عدت إلی البيت کان الکلب يلفظ انفاسه الأخيرة، رآني وقال: “إياک،إياک أن تعطي من ميراثي إلی قاضي هذه المدينة لأن ايمانه ضعيف وأخاف أن يصرف هذا المال کسائر الوجوه في هواءه وملذاته ويثقل علي ذنوبي”.
وها هو النظام الإيراني بفعلته ومطالبه يورد الی اذهاننا هذا القاضي الدجال بائع الدين. ولا أريد ان اتحدث عن کلام سفيره في العراق الذي اثار شجب واستنکار القوی الوطنية العراقية بل ساتطرق إلی موضوع آخر. وهو أن هذه الديکتاتورية ومنذ سبع سنين ونصف هي القوة المحتلة الرئيسة في العراق وقامت بنهب ثرواته بکل ما امکنه واختص السوق العراقي کأکبر مستهلک لبضائعه. حيث وحسب قول السفير نفسه أي “دانائي فر”: “إنه وفي الوقت الحالي تصل التجارة الثنائية بين البلدين إلی نحو 7 مليار دولار وستتزايد في المستقبل القريب” (وکالة الصحافة الفرنسية 10أغسطس 2010) وطبعا “التجارة الثنائية” تعني تصدير البضائع التافهة الإيرانية الصنع إلی السوق العراقي، ولم تکتفي الديکتاتورية في ايران بذلک بل ووصلت سرقاتها من نفط الجنوب العراقي إلی مليارات الدولارات وما زالت لم تکتفي بعد وممتعظة غير راضية.
والمضحک لدی هذه الديکتاتورية بعد کل هذا النهب أنها تريد أخذ ثمن اعتدائها علی العراق والحرب التي أوجدتها في طريق هذا البلد وخلفت في طرفها الإيراني فقط أکثر من مليوني قتيل و معوق وأکثر من 4 ملايين مشرد بالإضافة إلی حجم کبير من المفاسد الاجتماعية، بحيث اعترف رفسنجاني الذي کان آنذاک رئيسا للجمهورية بأن الخسائر المادية التي لحقت بإيران جراء الحرب تبلغ أکثر من ألف مليار دولار. وتريد النظام الإيراني قلب الموازين في تقليد متدن محتال رابطة مطالبها الطغيانية ببلجيکيا التي تم احتلالها إبان حکم هتلر في آلمانيا حيث قررت المحکمة بعد الحرب العالمية الثانية أن تؤمن آلمانيا کهرباء هذا البلد لفترة مائة عام.
وها هي البروباغاندا الحمقاء: في خبر بثته يوم 7 من أغسطس الحالي وکالة “يوناتيتدبرس” يطالب النظام الإيراني العراق بدفع مليون برميل من النفط العراقي يوميا علی مدی خمسين سنة ليعوض “جزءا” (يا للوقاحة) من اضرار تلک الحرب. واعلن عضو في برلمان النظام يدعی “عوض حيدربور”: “أن عمل جار في المجلس لإعداد مشروع قرار يلزم الحکومة بمتابعة قضية طلب تعويضات عن الحرب العراقية علی بلاده”. وحقيقةً ليس للوقاحة عندهم حدود.
وتغفل الديکتاتورية الحاکمة في إيران أن الأمر قد وصل إلی نهايته وطفح الکيل وفاض.. حيث بات الشعب العراقي يدرک جيدا أن هذه الديکتاتورية دخلت مرحلة السقوط والانهيار کما أن الاطراف الخارجية العربية منها وغير العربية تدرک أن قرارات المقاطعة بدأت تؤثر علی هذا النظام و يريد النظام بوقاحته تلک أن يخفض جانبا من الضغوطات الداخلية عليه. ويدرک الشعب الإيراني بدوره أيضا وهو يتحمل تأثيرات قرارات المقاطعة هذه .. يدرک جيدا أن النظام في مرحلة الانهيار والسقوط ويقوم بتوسيع انتفاضته الباسلة لتعجيل سقوط النظام.
وعليه تفضل “المرحوم”: أنه وبالرغم من أنک متمکن من الاستمرار في سرقة اموال العراقيين ونهبها حتی اليوم الأخير من عمرک ..وها قد وصلت إلی نهاية عمرک، ولن يصلک مليون برميل بل لن تصلک قطرة واحدة من النفط العراقي وفق مبتغاک الوقح…
 و يکرر الشعب الإيراني ما قالته مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل مقاومته العادلة بأن “خسئتم ..خسئتم.. إخسئوا وإذهبوا من إيران”.
* خبير ستراتيجي إيراني
m.eghbal2003@gmail.com
 ».

زر الذهاب إلى الأعلى