أخبار إيران

2107.. عام صراع رؤوس الملالي

 

 
منذ سنوات طويلة لم تظهر الانقسامات والأزمات الداخلية في إيران کما شهدها عام 2017، بعد أن کانت تغطي عليها بتحرکاتها الخارجية، أو بتقديم نفسها بأنها تجسد القيم الدينية السليمة في الإدارة.
و”بوابة العين” الإخبارية ترصد عددا من تلک الأزمات والانقسامات التي باتت تضرب بقوة بين کل من مرشد إيران علي خامنئي والرئيس علي روحاني والرئيس السابق أحمدي نجاد ومليشيا الحرس الثوري، وما أخرجه زلزال کرمنشاه من باطن الأرض عن فساد عدد من هؤلاء، وتفضيلهم للمليشيا التي ترعاها طهران في سوريا عن إغاثة المنکوبين الإيرانيين.

 
نجاد وخامنئي
انفجرت الخلافات بين الاثنين مطلع العام مع عدم التزام نجاد بوصية خامنئي بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية التي جرت مايو/أيار الماضي، وحينها أخرج نجاد ما في جعبته من اتهامات بالفساد والقمع والخيانة وجهها إلی خامنئي وعدد من المقربين منه.
ولفت موقع “آمد نيوز” الإيراني المعارض عن استعدادات نظام الملالي لإدانة نجاد قانونيا بواسطة القضاء تمهيدا لاعتقاله.
کما حذر من أن مليشيا الحرس الثوري أعدت ملفا ضد نجاد به ملفات وتسجيلات للرئيس السابق ومعاونين له، وسلمها للمدعي العام في طهران عباس دولت آبادي.
وتحمل هذه الملفات نجاد المسؤولية عن المنازل التي تهدمت خلال الزلزال الأخير في شمال غرب البلاد، حيث تم تشييدها في عهد حکم نجاد عبر عمليات فساد کبيرة، حسب الاتهامات الموجهة إليه.
کما توجه الملفات اتهامات لمساعده حميد بقائي بالفساد المالي عبر إخفاء نحو 4 ملايين يورو، علاوة علی اتهامه بالتجسس.
 


وفي المقابل، يرد نجاد علی هذه الاتهامات بأن أبناءه “ليسوا جواسيس”، في إسقاط علی اعتقال السلطات الإيرانية زهراء ابنة خصمه صادق لاريجاني رئيس مجلس القضاء بتهمة التجسس لصالح بريطانيا.
وذکر أيضا في تصريحاته أن إخوته “ليسوا سماسرة ودلالين يستولون دون وجه حق علی العقارات في قم”، في إسقاط علی إخوة لاريجاني المتهمين بالفساد المالي.
وأدت هذه الأزمة والخوف من الاعتقال إلی أن عددا من مساعدي نجاد، منهم حميد بقائي، للاعتصام والاعتکاف في مزار شاه عبد العظيم الديني بطهران.
ووفقا للمعارضة، يخطط الحرس الثوري للقيام بأعمال تصفية واعتقالات لأشخاص مناوئين، من بينهم نجاد؛ للحد من احتمال قيام انقلاب داخلي ناعم عقب وفاة خامنئي الذي يعاني من مشاکل صحية.
 


الحرس الثوري وخامنئي وروحاني
کما فجرت الانتخابات الرئاسية هذا العام خلافات غير مسبوقة بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ومليشيا الحرس الثوري أظهرت صراع السلطات، خاصة أن مليشيا الحرس تتغول علی بقية مؤسسات الدولة -بما فيها الجيش والرئاسة- في السيطرة علی السلاح والاقتصاد ومؤسسات الإعلام والانتخابات.
وخلال الحملة الانتخابية التي ترشح فيها روحاني لولاية ثانية طلب من مليشيا الحرس الثوري ومليشيا الباسيج التابعة لها بعدم التدخل في الانتخابات.
وهو ما قابلته المليشيا بردود شديدة اللهجة حملت رسالة لروحاني بأن الإمبراطورية الاقتصادية للحرس هي التي ساعدته علی إنجاز مشاريع کبری خلال فترة ولايته الأولی.
وفي أغسطس/آب وجه خامنئي رسائل شديدة اللهجة لروحاني أيضا، جاءت استکمالا لخلاف بينهما تفجر أيضا خلال الحملة الانتخابية.
وخلال هذه الرسائل کذّب مرشد إيران حکومة روحاني فيما يخص حديثها عن تحسن الوضع الاقتصادي.
ووفقا لوکالة أنباء إيرنا الإيرانية، قال خامنئي إن البيانات التي أعلنتها الحکومة حول تحسن الاقتصاد وانخفاض التضخم لا تعبر عن الوضع الحقيقي للدولة وحياة الشعب.
وکان روحاني قال إن الاتفاق النووي الذي وقَّعه مع الغرب ساعد علی تحسن الوضع الاقتصادي وأبعد شبح الحرب عن إيران.
ورد خامنئي علی ذلک بقوله في سخرية: “البعض يقول منذ أن تولينا المنصب تلاشی شبح الحرب.. هذا ليس صحيحا.. حضور الشعب في المشهد السياسي هو الذي أبعد شبح الحرب”.
وقبل الانتخابات حث روحاني -الذي يعتبره البعض إصلاحيا- الناخبين علی منع عودة “التطرف” إلی إيران، في إشارة إلی المرشحين المقربين من خامنئي.
 


واتسعت اتهامات الفساد لتطال شقيق الرئيس الإيراني ومستشاره الخاص حسين فريدون، الذي تم القبض عليه بتهمة ارتکاب جرائم مالية.
وخلال المناظرات التي شهدتها الحملة الانتخابية تبادل المرشحون الاتهامات بالفساد، خاصة روحاني ومنافسه الشرس وقتها إبراهيم رئيسي المقرب من خامنئي.
 


الحرس الثوري والزلزال
عندما ضرب زلزال کرمنشاه في نوفمبر/تشرين الأول أحدث هزات ليس فقط في المباني، ولکن أيضا في السمعة الزائفة التي رسمتها مليشيا الحرس الثوري لنفسها بکونها معبرا عن الإسلام.
فقد قوبلت المليشيا باتهامات بالفساد خلال توزيع مواد الإغاثة وإيواء الضحايا.
واتهم الحزب الديمقراطي الکردستاني الإيراني مليشيا الحرس بالاستيلاء علی المساعدات التي تبرع بها الإيرانيون لمنکوبي الزلزال، وتوجيه کميات کبيرة منها إلی أتباع إيران في بلدة البوکمال بسوريا.
وأبدی الحزب دهشته من تحويل وجهة مساعدات مقدمة لضحايا الزلزال في إيران إلی سوريا، تارکا فقراء البلاد وضحايا الزلزال في عوزهم.
 

کما تداول إيرانيون فيلما مصورا لقائد مليشيا الحرس الثوري محمد علي جعفري، يکشف خداعه بخصوص المساعدات المقدمة لضحايا الزلزال.
ويوضح الفيديو أن جعفري کان يتظاهر بأنه يتحدث خلال الهاتف مع أحد المسؤولين بالجيش الإيراني، ويطلب منه إرسال مساعدات طبية لضحايا الزلزال، حيث ظهر في الفيديو أن الزر الأخضر الذي من شأنه فتح المکالمة لم يضغط عليه ولم يکن يتحدث إلی أحد.

 

زر الذهاب إلى الأعلى